قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 25 آذار/مارس 2015 19:51

حقائق عن الثورة الأمريكية ...ما لم يُقل

كتبه  هوارد زين* - ترجمة: محمد باحريز
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هناك الكثير من الأمور السيئة التي تحدث في العالم، و التي بوُدّك لو تفعل شيئا حيالها و هي قضية شريفة، إلاّ أن ثقافتنا منبطحة أمام الحروب بحيث نقفز بسهولة من "هذه قضية شريفة" إلى "هذا يستحق حربا"، لا بد و أنك تقوم بهذه القفزة بكل ارتياح.

الثورة الأمريكية- الاستقلال من إنجلترا- كانت قضية شريفة، لماذا يتحمل المعمّرون احتلال وَ جور إنجلترا؟ لكن هل كان ضروريا لنا أن نخوض حرب الاستقلال؟

كم من شخص مات بسبب هذه الحرب؟

لا أحد يعرف بالضبط عدد الوفيات في الحروب، لكن يقدّر عدد الضحايا في حرب الاستقلال الأمريكية بين 25000 إلى 50000 ضحية، إذا دعنا نفترض العدد الأصغر 25000 من مجموع 3 ملايين نسمة، هذا يكافئ 2,5 مليون بأعداد اليوم التي ينبغي عليها أن تموت حتى نتخلص من عبء إنجلترا.

يمكن أن تقول بأن الاستقلال يستحق هذه التضحية!

كندا هي دولة مستقلة عن إنجلترا أليس كذلك؟ و ليست بلدا سيئا، فالكنديون يتمتعون بضمان صحي ممتاز، و يملكون أمورا كثيرة لا نملكها، لم يخوضوا حربا دموية من أجل الاستقلال. لماذا نتصور بأننا لم نكن لنأخذ الاستقلال إلا إذا خضنا حربا دموية ضد إنجلترا؟

خلال السنة التي سبقت أولى طلقات النار الشهيرة، تمكّن الفلاّحون في غرب ماساشوست من طرد الإنجليز بدون طلقة نار واحدة، فقد تجمّعوا بالآلاف أمام المحكمة و المكاتب الاستعمارية و سيطروا عليها، فانسحب الإنجليز. لقد كانت ثورة سلمية، لكن بعد ذلك قدم لكسىنغتون و كونكورد و تحولت الثورة إلى حرب، لم يكن يقودها المزارعون بل الآباء المؤسسون**، فالمزارعون كانوا فقراء، أما الآباء المؤسسون فقد كانوا أثرياء.

مَن كان المستفيد الحقيقي من الحرب ضد إنجلترا؟ من المهم جدا أن نتساءل عن أي سياسة خاصة لمـــــّا يتعلق الأمر بالحرب. و من المهمّ جدا أن نلاحظ الفرق من خلال كل تركيبات المجتمع، و هذا أمر لم نألفه نحن في بلدنا هذا لأننا لا نعتبر تركيبية المجتمع بل نقول "كلنا لدينا مصلحة واحدة" نحن نظن مثلا بأننا جميعا لدينا مصلحة مشتركة في الاستقلال من إنجلترا، كلا لم يكن الأمر كذلك.

هل تعتقد بأن الهنود كانوا متطلعين إلى الاستقلال من إنجلترا؟ لا لم يكونوا كذلك، بله لم يكونوا سعداء بهذا الاستقلال، لأن إنجلترا كانت قد رسمت خطا في بلاغ 1763 يمنع التوغل في جهة الغرب لأنها ملك للهنود. طبعا لم يفعلوا هذا لأنهم أحبّوا الهنود. لمّا انهزمت انجلترا في حرب الاستقلال اختُرق ذلك الخط و انفتح السبيل على مصراعيه للمعمرين في الزحف غربا و هذا ما قاموا به خلال المئة السنة التي تلت الاستقلال، مرتكبين في طريقهم أبشع الجرائم و محطمين لأي أمر يتعلق بحضارة الهنود.

إذن لمّا تنظُر إلى الثورة الأمريكية ينبغي عليك أن تعتبر هذه الحقيقة المهمة: "لا، لم يستفد الهنود من هذا الاستقلال"

سؤال آخر: هل استفاد الزنوج من هذا الاستقلال؟

لقد كانت العبودية موجودة قبل الاستقلال نعم، لكنها استمرت كذلك بعده، بل أكثر من هذا فقد جرّدناها في دستورنا، لقد شرّعناها.

ماذا عن الانقسام الطبقي؟

هل استفاد المزارعون البيض العاديون من الاستقلال كما استفاد جون هانكوك أو موريس أو ماديسون أو جيفرسون أو المتاجرون في الرق أو أصحاب السندات؟ ليس تماما.

لم يكن الناس العاديون هم الذين اجتمعوا ليحاربوا الإنجليز، فلقد كان جمعهم للجيش صعبا جدا،  لقد أُخذ الأشخاص الفقراء و وعدوا بقِطع أراضي، لقد أرعبوا الناس، آه نعم لقد ألهموا الناس بإعلان الاستقلال!! إذا أردت أن تسُوق النّاس للحرب فمن الجيد أن تُغدق عليهم بكلمات مثالية: الحياة، الحرية، السعادة. طبعا الذين كتبوا الدستور قد كانوا أكثر اهتماما بالممتلكات المادية عوض الحياة، الحرية و السعادة. ينبغي عليك أن تنتبه إلى مثل هذه التفاصيل، لقد كان هنالك فجوة طبقية.

عندما تريد أن تسبر أغوار حرب، أو تقيّم إحدى السياسات ينبغي عليك أن تسأل دوما، من المستفيد؟ و مِن ماذا؟

نحن مجتمع طبقي من البداية، أمريكا كانت منذ بدايتها مجتمع الفقير و الغني، أشخاص يملكون أراض على مدّ البصر و آخرون لا يملكون شيئا. قد كانت أعمال الشغب تحدث مثل تلك التي وقعت من أجل الخبز في بوسطن إلى غير ذلك عبر كامل المستعمرات. الفقراء ضد الأغنياء أو المستأجرون الذين كانوا يقتحمون السجون لتحرير أولئك الذين سجنوا بسبب ديون الإيجار، لقد كان هنالك صراع طبقي. نحن نتظاهر في هذا البلد بأننا عائلة واحدة سعيدة، كلا لسنا كذلكلهذا لمّا تحاول فهم الثورة الأمريكية حاول اعتبار كل هذه الطبقات.

هل تعلم بأنه قد حصل تمرد في الجيش الأمريكي خلال حرب الاستقلال من طرف الجنود على الضباط؟ فقد كان الضباط يحصلون على ملابس أنيقة و طعام جيد و يتقاضون راتبا عاليا أما الجنود فلم يكن لديهم أحذية و ألبستهم كانت بالية و لم يكونوا يتقاضون أي أجر، لهذا تمرد الآلاف منهم في جبهة بنسيلفانيا إلى درجة أن الأمر أقلق جورج واشنطن كثيرا فقام بتنازلات معهم، لكن لمّا كان عدد المتمردين أقل في جبهة نيوجرسي أصدر جورج واشنطن الأمر بإعدام قادة التمرد و لقد أُعدموا على يد زملائهم الذين انشقوا معهم بأمر من ضباط الجيش.

لم تكن الثورة الأمريكية قضية بسيطة بصيغة: "كلنا جميعا ضدهم جميعا"، لم يكن الكل آنذاك يفكّر بأنه سيكون مستفيدا من هذه الحرب بل البعض فقط.

ينبغي علينا أن نفكّر مليّا في سؤال الحرب و أن نَخلص إلى نتيجة هي أن الحرب مهما كانت يجب أن نرفضها مهما كان السبب من ورائها و مهما كان مبررها سواء الحرية، الديموقراطية، إلى غير ذلك. الحرب بالتعريف هي القتل الوحشي لأعداد كبيرة من الناس من أجل أهداف غير معلومة، حاول أن تفكر في الوسائل و الغايات و طبّقها على سؤال الحرب. الوسائل بشعة، أكيد ستكون العواقب غير مضمونة،  هذه الفكرة وحدها كفيلة أن تزعزعك.

بمجرد أن يحدث الحدث التاريخي سيكون من الصعب عليك تخيل وقوعه بطريقة أخرى، لما يحدث أمر في التاريخ فإنه يمتلك في أذهاننا قدرا من الحتمية، فنقول: "هذا هو السبيل الوحيد لحدوث هذا الأمر أو ذاك". كلا هذا خطأ.

نحن عقلاء بما فيه الكفاية لندرك بأنه بين الحرب و القتل من جهة والاستسلام و السلبية من جهة أخرى آلاف الخيارات.

--------------------

المقال الأصلي: Untold truths about the American Revolution - Howard Zinn

* هوارد زين 1922-2010: مؤلف كتاب "التاريخ الشعبي  للولايات المتحدة الأمريكية" مؤرخ أمريكي  و ناقد اجتماعي و سياسي عالمي ألف أكثر من 20 كتابا أبرزها تاريخ الولايات المتحدة. من أبرز المدافعين عن الحقوق المدنية و الحركات المناهضة للحرب منذ الستينات.

** الآباء المؤسسون (founding Fathers): هم القادة السياسيون الذين وقّعوا إعلان الاستقلال الأمريكي عن إنجلترا، أو شاركوا في كتابة الدستور الأمريكي. 

http://www.veecos.net/2.0/

قراءة 1518 مرات آخر تعديل على الإثنين, 03 آب/أغسطس 2015 17:56

أضف تعليق


كود امني
تحديث