قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 21 نيسان/أبريل 2016 09:06

إلى أين تمضي البشرية في ظل النظام العالمي الجديد؟

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تعيش البشرية اليوم و في ظل النظام العالمي الحالي، عصرا تاريخيا استثنائيا، فالمزاج العام للمجتمع البشري يعمه القلق و الخوف من الحاضر و المستقبل، في ظل الصراع الدولي الشرس على ما تحت الأرض من خيرات، و على ما فوقها من مجموعات بشرية، حيث تدور حلقات الصراع بين كبار العائلات المالكة  لأكثر من 95 بالمائة من ثروات العالم، و التي تشكل حوالي 5 بالمائة من سكان الأرض، على مناطق الطاقة و أسواق الإنتاج والتسويق.

و في ظل هذا الجو المحموم الذي صنعه أرباب الثراء المتوحش، دخلت الحياة في عصرنا  مرحلة خطيرة في مختلف المجالات الحياتية، قد تكون عواقبها وخيمة على مختلف سكان الأرض، و من خلال رصد بعض الظواهر العالمية الناتجة عن هذا الخلل في امتلاك و توزيع ثورات الأرض، يمكن للقارئ استقراء الوجهة المقبلة للعالم.

-ففي مجال العلاقات الدولية و السلم العالمي : يعمل النظام بنشاط من أجل استثارة الحروب و نشر العنف و تغذية الصراعات المحلية و الإقليمية في مختلف مناطق العالم، و بذل الجهود الحثيثة لتفتيت بعض الدول و الكيانات التي تشكل خطرا على وجوده، كما يمكن رصد ظاهرة تنمية تجارة السلاح العالمية، من أجل خدمة شركات السلاح الكبرى، مع إشاعة الخراب، و التحكم في الديموغرافية من خلال تهجير الشعوب، و إحلال مكونات أخرى تكون خادمة لمشاريع الهيمنة العالمية، مع رصد ظاهرة أخرى باتت تؤرق الكثير من العقلاء، و هي إشاعة جوّ عالمي يسوده الهلع و الرعب، من أجل تمرير مخططات مدروسة بعيدا عن أعين البشر.

-أما في المجال الاقتصادي و الاجتماعي و التعليمي: فإن العالم يعاني من وضع مأساوي حقيقي، جرّاء انتشار المجاعات في بلدان كثيرة، مع ارتفاع مطرد في نسبة الفقراء في العالم، فعدد الذين لا يحصلون على غذاء يومي يبلغ 1.5 مليار إنسان، الأمر الذي يسبب وفاة 35 ألف طفل يوميا بسبب الجوع،  بينما تخصص 9 دول متقدمة، ميزانيات لإطعام و رعاية الكلاب و القطط في 6 أيام توازي كل المساعدات التي تخصصها الأمم المتحدة في السنة الواحدة من أجل مساعدة الفقراء عبر العالم، كما يبلغ عدد الذين يشربون مياه ملوثة و غير صحية أكثر من 33.3%، و 1.5  مليار من البشر لا يملكون مأوى حقيقيا، بل يعيش أغلبهم في بيوت قصديرية أو أكواخ مهينة لكرامة الإنسان، كما يعاني ثلث سكان العالم من عدم تمكنهم من الحصول على أدوية و لقاحات، ما ينجر عنه آلاف الوفيات يوميا، كما أن ربع أطفال العالم لا ينهون دراستهم الإعدادية بسبب الفقر و سوء التعليم و غياب الهياكل و المنشآت، و في المقابل فإن فئة قليلة جدا من البشر تعيش حياة خيالية و فارهة، و يمكن التدليل مرة أخرى بإحصائيات الأمم المتحدة لإظهار حقيقة هذه الطائفة الجشعة، فثلاثة من أغنياء العالم يملكون ما يوازي الناتج القومي لـ 48 دولة في العالم، و يمتلك 200 ثري في حوالي نصف أموال و ثروات العالم، الأمر الذي دفع رئيس جنوب إفريقيا تابو مبيكي للتعليق على هذا الوضع بالقول:" إنّ العالم غدا جزيرة أغنياء تحيط بها بحار من الفقراء"، و ما زاد الأمر سوءً هو ارتفاع المديونية الخارجية للدول النامية و الفقيرة إلى 2038.8 بليون دولار، ما يجعل ملايير البشر و مستقبلهم تحت رحمة النظام العالمي.

-أما المجال البيئي و الصحي: فإن يد الخراب العالمية قد طالت أهم عناصره، فالإنسان معرض كل فترة إلى فيروسات خطيرة و قاتلة، مصدرها المخابر السرية التي تديرها قوى الشر في العالم، فلا يمر عام إلا و يسمع العالم عن العديد من الفيروسات التي تغزو العالم، و الهدف منها شفط أموال الفقراء في العالم، و مساومة دولهم لأجل شراء ملايير من الأدوية و اللقاحات المضادة.

كما يشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن 90% من البشر يستنشقون هواء ملوثا، يسبب أمراضا خطيرة و مزمنة لملايين الأفراد، أما تلوث المياه و البحار فإن المؤشرات تشير إلى أن هذا التلوث جعل 30 دولة في العالم حسب تقارير الأمم المتحدة تعاني من ندرة المياه، أما الاحتباس الحراري الذي بدوره يسبب احتباس التلوث على سطح الأرض، فإنه ينذر بظهور أمراض أشد فتكا، و ضعفا متزايدا في المناعة، و تضر الحياة النباتية و الحيوانية، أما الغلاف الجوي للأرض فقد لحق به ضرر كبير؛ بسبب الصناعات التي يديرها النظام العالمي دون مراعاة للأنظمة المناخية.

-أما على مستوى الفن: فقد شهد ميدان الفن سقوطا حرا في مستنقعات الرداءة، و صار الفن مجرد تجارة لا تراعي الأخلاق و لا القيم، بعد أن سقط في يد مرضى القلوب من مصاصي القيم النبيلة، و صارت الإباحية و الانسلاخ من الفطرة السليمة أهم مظاهر الفن العالمي، كما يشهد العالم تلبس المنتجات التلفزيونية من الأفلام و حتى الرسوم المتحركة- بالعنف، و صار البشر و الأطفال يفضلون مشاهدة كل ما فيه عنف، بعد أن صار الشيء الوحيد الذي يرضي مزاجهم.

-أما الرياضة بشكل عام فقد دخلت ميدان المضاربة و القمار، و صارت لعبة لامتصاص جيوب الفقراء، و بدل أن تكون داعية للناس لممارسة الرياضة، فإن العالم يشهد انحصار غالبية سكان الأرض في زاوية المشاهدة، بينما يضارب كبار رجال الأعمال فيها، بعد أن جعلوا من البشر مجرد أدوات للصراخ و العراك، و مصدرا لنشر الكراهية بين الشعوب.

المسلمون و واجب إنقاذ البشرية

إن العالم في ظل النظام العالمي الحالي يسير نحو الانهيار الكبير، نحو مزيد من الحروب المدمرة، و الصراعات الكبيرة، باسم المصالح الكبرى للدول الكبيرة في جشعها و توحشها، و قد جرّب البشر العيش تحت سيطرة السوفيات الاشتراكيين و الشيوعيين، و جربوا العيش اليوم تحت نظام الرأسمالية المتوحشة، بقيادة أمريكا، التي وصفها  فرويد يوما بقوله" أمريكا غلطة"  التي لا تعدو-الرأسمالية- أن تكون آلة تسحق كل من يقف في وجهها، و صار العالم تحت قيادتها   يئن من وطأة مخرجات السياسة الأمريكية، التي أسقطت 50 حكومة و أدخلت دولها في فوضى و مصاعب، الأمر الذي يجعل المسلمين أمام واجب أخلاقي كبير، و هو إنقاذ البشرية من براثن الظلم و الفساد، و الحروب و الخراب،  و لا يتم ذلك إلا بتحقيق شروط النهضة و الريادة، و وفق  السنن الكونية، و صبر حضاري، و بصيرة ايمانية، و تحقيق التعاون مع عقلاء العالم و أحراره، من أجل حياة مستقرة و أكثر أمانا وحرية.

قراءة 1950 مرات آخر تعديل على الجمعة, 22 نيسان/أبريل 2016 07:24

أضف تعليق


كود امني
تحديث