قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 29 تشرين2/نوفمبر 2019 14:51

مستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكية بعد فوز ترامب

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ظلّت توقعات الخبراء و المحللين السياسيين في أغلب دول العالم تشير إلى أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ستفوز بالانتخابات الرئاسية التي جرت في يوم الثلاثاء 8نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، و لم ينل المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلا نسبة ضئيلة من التوقعات التي تشير إلى إمكانية فوزه؛ و هذا ما يفسر عدم كثافة التصريحات الأوروبية المحذرة من فوز دونالد ترامب، رغم المخاطر التي كان من الواضح أنها ستكون حقيقية في حال فوزه برئاسة القوة الأولى في العالم.

لكن الأمر اختلف تماما بعد إعلان ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، فقد توالت ردود الأفعال و التصريحات الأوروبية القوية، و المحذرة من مستقبل العلاقات الدولية عموما، و الأوروبية خصوصا، بعد فوز ترامب، و كانت التصريحات الألمانية تشكل علامة فارقة بين كل التصريحات العالمية، و تستحق الوقوف عندها؛ من أجل قراءة تقديرية لمستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكية، و التي سيكون لنتائجها تداعيات كبيرة على أزمة أوكرانيا و سوريا.

غضب الدبلوماسية الألمانية من فوز ترامب:

في برلين رفض وزير خارجية ألمانيا فالتر شتاينماير تهنئة ترامب، رغم العلاقات الوثيقة بين ألمانيا و أمريكا، و كرر تصريحاته الرافضة لفكرة فوز ترامب، و من النادر أن يصرح الدبلوماسيون الألمان بتصريحات متتالية في يوم واحد، لكن هذا الحدث الخطير بالنسبة لهم جعلهم يخرجون عن المألوف، فقد صرح شتاينماير بعد إعلان فوز ترامب بعدة تصريحات أهمّها: " إنّ فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية ليس على هوى معظم الألمان"، و أضاف في تصريح مشابه للأول، يؤكد غضب الألمان من صعود ترامب لسدة الرئاسة الأمريكية: "لا يمكن التقليل من شأن النتيجة، هي مختلفة عمّا كان يرغبه مختلف الألمان".

 يعتبر شتاينماير الذي يقود حاليا الدبلوماسية الأوروبية في مختلف المحافل الدولية، و يمسك بين يديه الملف الأوكراني و السوري، أعرف الدبلوماسيين الأوروبيين بما يمكن أن يحدث في الساحة الأوروبية من انقسامات و اضطرابات، في حال تغير الموقف الأمريكي من التغوّل الروسي على الحافة الأوروبية، لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار بتصريحاته في هذا الشأن و في المرحلة المقبلة.

و لم تشذ وزيرة الدفاع الألمانية عن غيرها من الوزراء فقد صرّحت بعد إعلان ترامب رئيسا لأمريكا: " إن فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا يعتبر صدمة كبرى"، و أضافت: " ألمانيا مثل البلدان الأوروبية غاضبة من تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية"، و جاء تصريحها الأخير شديد التحذير للأمريكيين بقولها: " أعتقد أن دونالد ترامب يعلم أن هذا التصويت ليس له، و لكن ضد واشنطن و ضد المؤسسة الأمريكية"؛ لهذا تعتبر تصريحات المسؤولين الألمان بمثابة الموقف الأوروبي الرسمي لأوروبا حيال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ لما لألمانيا من تأثير اقتصادي و مالي و سياسي بالغ على بقية أعضاء الاتحاد الأوروبي، لهذا كان أخذها بعين الاعتبار عنصرا هاما و مساعدا على معرفة المواقف التي ستتخذها أوروبا، في حال جسد دونالد ترامب أفكاره التي روج لها في الحملة الانتخابية التي انتهت بفوزه.

فرنسا تستنفر أوروبا لمواجهة مرحلة ترامب:

أما الدولة الثانية من ناحية التأثير في القرار الأوروبي، فهي فرنسا، و التي دخلت في صراع قوي مع روسيا، بسبب الأزمة الأوكرانية، لم تبد أي تردد في المضي قدما في مسيرة عزل روسيا و إضعافها اقتصاديا؛ من أجل الكف من خطورتها على الساحة الأوروبية، بعد أن أظهر الروس شهية كبيرة لتقسيم أوروبا، و التهام المزيد من الأراضي بعد أوسيتيا الجنوبية، ثم جزيرة القرم الأوكرانية، ثم الدونباس شرق أوكرانيا، و شن هجمات دموية وحشية في سوريا؛ لإرغام المزيد من اللاجئين على الهروب نحو أوروبا، و بث الفوضى في دولها، فقد ألغت صفقة عسكرية ضخمة مع روسيا، تخلت بموجبها عن شراء بارجتين حربيتين فاقت قيمتها مليار و نصف مليار يورو، كما شارك الفرنسيون في اتفاقية مينسك ليلة 12 من شهر فيفري 2015 ببلاروسيا، و هدد الفرنسيون الروس في حال إفشالهم المفاوضات التي استمرت 12 ساعة متواصلة، بفرض قطيعة أوروبية دبلوماسية، و عقوبات إضافية شديدة ضد روسيا، كما وقف الفرنسيون ضد روسيا في مجلس الأمن، متهمين روسيا بالوحشية و زعزعة استقرار العالم من خلال تدخلهم في سوريا و أوكرانيا، و وصل الأمر إلى إلغاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته إلى باريس شهر أكتوبر الماضي، بعد ليلة عاصفة في مجلس الأمن، حاولت فرنسا فيها تمرير مشروع فرنسي يخص سوريا، و أرسلت وزير خارجيتها بنفسه ليدافع عنه، لكن القرار الذي نجح في الحصول على موافقة الكثير من الدول اصطدم بالفيتو الروسي، الذي جعل الفرنسيين يصعدون لهجتهم ضد روسيا.

و مما  سبق يظهر سبب الغضب الفرنسي من فوز ترامب بسدة الحكم، إذ يعتبرون تصريحاته التي يستفاد منها عدم اعتراضه على السياسات الروسية، بمثابة ضوء أخضر لإطلاق يدها في أوروبا، و هو ما يرفضه الأوروبيون، الذين يعتبرون صديق عدوهم عدوّهم أيضا، خاصة أن الأمر لا يقتصر على الجانب السياسي فقط. لهذا صدرت تصريحات فرنسية قوية بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسيات الأمريكية، تدعو الأوروبيين إلى توحيد الجهود في الشأن السياسي خاصة، بعد دخول العلاقات الأوروبية مع نظيرتها الأمريكية مرحلة الغموض على حد وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

أوروبا مهددة بالشلل التجاري في عهد ترامب:

تشير التصريحات الأوروبية إلى مخاوفها من تأثر التجارة بين الاتحاد الأوروبي و بين الولايات المتحدة الأمريكية، و لعل أبرز تصريح أوروبي لمسؤول صناعي تجاري بأوروبا كان لأورليش غريللو، رئيس الصناعات الألمانية، الأربعاء 9نوفمبر/تشرين الثاني، الذي  حذّر الرئيس الأمريكي الجديد من عزل الاقتصاد الأمريكي. و قال غريللو في برلين: "يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية مواصلة الاعتماد على الأسواق المفتوحة .. أي شيء آخر سيكون سُمّا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي"، و سبب هذا التحذير الشديد، دعوة ترامب أثناء حملته الانتخابية إلى مراجعة اتفاقية التجارة الحرة مع أوروبا، و المعروفة باسم: " الشراكة التجارية و الاستثمارية عبر الأطلسي"، بل هددا بنسفها تماما، بعد أن روج إلى فكرة مفادها: أن سبب البطالة و الضعف الذي تعاني منه الطبقة المتوسطة في أمريكا يرجع إلى الاتفاقيات التجارية الدولية؛ لذلك يفسر هبوط أسهم البورصات الأوروبية بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية. و في حال جسد ترامب وعوده في هذا الشأن فإنا صداما قويا سيحدث بين أوروبا و أمريكا على المستوى التجاري، غير أن ترامب غير مطلع بشكل جيد على هذا الملف، و يمكن أن يتخلى عن وعوده هذه، أو يخفف منها، خاصة أن جماعات المصالح و الضغط لن تقبل أي خسارة لمصالحها المالية و التجارية، و هذا ما ستبينه الأيام القادمة.

هكذا سيرد الأوروبيون على فوز ترامب:

يدرك الأوروبيون -بقيادة ألمانيا و فرنسا- جيدا أن سبب قوة موقفهم من الخطر الروسي يكمن في اتحادهم، بعد أن كان الاختبار الروسي أقوى اختبار لتماسك الاتحاد الأوروبي، كما يلحظون جيدا الحرص الروسي على تفكيك الاتحاد الأوروبي، الذي نجح ككتلة سياسية واحدة و موحدة في فرض عقوبات شديدة ضد قطاع المال و الاقتصاد ضد روسيا، التي افتعلت صراعا دمويا داخل القارة الأوروبية، راح ضحيته 10 آلاف من الأوكران، و مئات الأوروبيين -الذين قتلوا جراء إسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق أوكرانيا، كانت تقل أغلبية أوروبية، و انتهت التحقيقات أخيرا إلى اتهام روسيا بالوقوف وراء هذه المأساة- و اتهامها بزعزعة استقرار و أمن أوروبا، و محاولة تدمير مبادئ القانون الدولي التي ترسخت بعد الحرب العالمية الثانية، مع السعي إلى تغيير الحدود الدولية -التي أقرت بعد الحرب العالمية الثانية- لأول مرة بعد ظهور عصبة الأمم.

هذا النزاع مع روسيا يعني كل دول الاتحاد الأوروبي، التي تبنت سلسلة عقوبات اقتصادية و مالية و سياسية قاسية ضد روسيا، حتّى أن الاتحاد الأوروبي تحمّل خسائر سنوية تفوق 50 مليار يورو، جراء مقاطعة روسيا البضائع الأوروبية، خاصة الغذائية و الزراعية منها، إضافة إلى رؤيتهم للخطر الذي أصبح يأتي من اليمين المتطرف الذي تشجعه روسيا، و محاولتها أيضا إغراق أوروبا باللاجئين السوريين.

لذلك فإن المزيد من التوحد و التماسك بين دول الاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا و ألمانيا هو ما سنشهده في الفترة المقبلة، إذا ما نفذ ترامب تعهداته للروس، و منها أن يتخلى عن دعم أوكرانيا، و بالتالي التخلي عن الأوروبيين في صراعهم مع الروس. و هذا ما صرح به الرئيس الفرنسي، الذي قال: " إن انتصار ترامب يبين حاجة فرنسا لأن تصبح أقوى و أوروبا لأن تصبح موحدة"، و هو تصريح يحمل دلالات واضحة على أن أوروبا القوية اقتصاديا، و الضعيفة سياسيا بسبب الهيمنة الامريكية على القرار السياسي الأوروبي، قد تغير وضعها السياسي، و تتبنى سياسات شبه مستقلة في بعض القضايا، خاصة في صراعها مع روسيا بوتين؛ لهذا فإنها لن تترك روسيا تفعل ما تشاء في الجوار الإقليمي لها و في أوروبا. ما ينذر باشتعال أزمات دبلوماسية بين هذه الأطراف قد تكون لها تداعيات غير متوقعة على المشهد الأوكراني و السوري خاصة.

الرابط :

http://www.albayan.co.uk/Article2.aspx?id=5424

قراءة 992 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 04 كانون1/ديسمبر 2019 13:15

أضف تعليق


كود امني
تحديث