قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 14 أيار 2021 11:43

للدقة.. صفاقة القرن

كتبه  الدكتور عزمي بشارة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 13 مايو 2019

ليست ما سُميت، افتراءً على التاريخ، و زعمًا على القرن، باسم صفقة القرن، إلّا محاولةً من أوساطٍ متطرّفة في اليمين الصهيوني المتغلغل حاليًا في الإدارة الأميركية لفرض المشكلة ذاتها بوصفها حلًّا. و وفق العقل المستهبِل و الصفيق في الوقت ذاته، الذي تمخض عن هذه الأفكار، فبما أن منطق التطوّر في منطقتنا يقود إلى الأسوأ، و هو قانون يعتقدون أنه واضحٌ للجميع، من الأفضل للضحايا، أو من يعينون أوصياء عليهم، ليس التمسّك بالظلم القائم باعتباره أهون من الظلم القادم فحسب، بل منحه شرعيّة قانونية و تاريخية.

لن تلقى هذه الصفقة المزعومة، المؤلفة من مجموعة أفكار غير مترابطة، تتباهى بأنها تصف الوضع القائم كما هو، متنازلة عن تغييره، موافقة أي فلسطيني، و لكنها مع ذلك مهمة، لأنها تشكل تحولًا في الموقف الأميركي الداعم أصلًا لإسرائيل، ليصبح هو ذاته موقف اليمين الإسرائيلي المتطرّف. و سوف تحتاج أي إدارة أميركية قادمة إلى وقتٍ لإصلاحه مستقبلًا. و الأهم من ذلك أنها منحت لليمين الصهيوني، متمثلًا بحكومة نتنياهو، إنجازاتٍ لم يتوقعها: أهمّها اكتساب شرعيّة دولية أكبر لضم القدس، و توسيع الاستيطان، و ربما الحصول على اعتراف أميركي بضم بعض الكتل الاستيطانية إلى إسرائيل، و إزاحة موضوع اللاجئين عن الطاولة رسميًّا.

و لا شكّ في أنّ اليمين الأيديولوجي الصهيوني الذي يُشكل نواة صلبة للحكومات الإسرائيلية في العقود الأخيرة، و المتنفذ حاليًّا في عمليّة صنع القرار بشأن الشرق الأوسط في الإدارة الأميركية، ينسب أهمية استراتيجية و مبدئية كبرى لهذه الإنجازات، و لا سيما شطب ما سميت في اتفاقيات أوسلو "قضايا الحل الدائم"، ألا و هي اللاجئون و القدس و الحدود بما فيها مسألة المستوطنات، و تآكل الموقف الدولي بشأنها. أما السياسيون، مثل ترامب و نتنياهو و أضرابهما، الذين يجمعون بين المواقف اليمينية المتطرّفة و الانتهازية السياسية مع رجحان للأخيرة، فيجدون في ذلك فرصةً سانحةً لتحقيق إنجاز أمام جمهور ناخبيهم، و تعزيز موقع إسرائيل على الساحة الدوليّة، و إضعاف الفلسطينيين في عمليّة التفاوض، فقيادة السلطة الفلسطينية التي أوقفت المفاوضات تفاؤلًا بموقف باراك أوباما الابتدائي، عند تسلّمه منصب الرئاسة لمناهضة الاستيطان علنًا، و الذي ثبت أنه بلا أسنان، تجد نفسها أمام رئيس أميركي لا يكتفي بالتراجع عن هذا الموقف، و إنّما يُشجّع الاستيطان علنًا، و يُغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، و يُوقف المساعدات، و يعترف بالقدس عاصمةً لإسرائيل بنقل السفارة، و يُلغي الاعتراف الأميركي بقضية اللاجئين عبر وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين. و هذه كلّها خطواتٌ اتخذت قبل الإعلان المنتظر عن صفقة القرن. ربما تقوم إدارة أميركية قادمة بمراجعة هذه الخطوات، هذا إذا خلّص الناخبون الأميركيون العالم من ترامب. و لكن سيكون من الصعب على أي إدارة أميركية مراجعة كل هذه المواقف دفعة واحدة، و لا سيما أنّ بعضها يحظى بأغلبيّةٍ في الكونغرس في إطار السياسة الداخلية، و كان البيت الأبيض الحاجز أمام تنفيذها فعلا على المستوى الدولي.

جرى عمليًّا تنفيذ صفقة القرن في ظروف ضعف المعسكر المعارض للسياسات الأميركية الإسرائيلية في المنطقة، بسبب ضعف الأنظمة و أزماتها العميقة، و صراعاتها الداخليّة مع مجتمعاتها و شعوبها، و أداتية استخدامها قضية فلسطين، ما أدى إلى انفلات الموقف العربي التابع للسياسات الأميركية في المنطقة من عقاله تمامًا بعد الثورات العربيّة. و أصبحت هذه الأنظمة أكثر ارتباطًا بأميركا، لأنها تصارع على وجودها، و لقناعتها بضرورة التحالف مع اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، إلى درجة العلنيّة، كما تفعل الإدارات الحالية في دولة الإمارات و المملكة العربيّة السعودية، و لأنها تعتبر إيران هي الخطر الرئيس، و إسرائيل حليفًا في الصراع معها.

سهّل هذا التغيير في الأوضاع العربية عملية إجراء هذا الانزلاق الإسرائيلي الراديكالي في السياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل، و الداعمة لها أصلًا، و إنّما أيضًا لتنفيذه من دون حسابٍ لأي مقاومة عربيّة تُذكر، بنقل السفارة إلى القدس و وقف التمويل عن وكالة الغوث و الامتناع عن أي موقفٍ نقدي لتوسيع المستوطنات، و الاعتراف بضم الجولان إلى إسرائيل، إذا تجاهلنا بعض البيانات الهزيلة الصادرة عن اجتماعاتٍ عربيّة أكثر هزالًا. لم تقم الأنظمة العربيّة، بما فيها السلطة الفلسطينية، بأي خطوةٍ حقيقيّةٍ تعترض على هذه الخطوات.

سبق أن قلت، في موضعٍ آخر، إنّ أفكار صفقة القرن نُفّذَت و تُنفذ عبر إضفاء الشرعية و الاعتراف بما حققته إسرائيل بالقوة. و انتظار الإعلان عن صفقة القرن عبثٌ و تلهية للناس عما يجري فعلا. لأنّ الأفكار المنتظرة قد حلت فعلًا في ربوعنا، و لم تترك حجرًا على حجر فيما تسمى عمليّة السلام. لقد سنحت الفرصة لشابٍ غني مُدلّل غير مُجرّب، و عديم الاطلاع، و يحب إسرائيل و معجب بنتنياهو، صاهر شخصًا أصبح رئيسًا بمفارقة، أن يعبث بمصائر دول المنطقة و شعوبها، و يهدي ما شاء من أراضيها لإسرائيل. و هي صفاقةٌ لم يعرف مثلها القرن، و لن يعرف، و تستحق أن تسمى صفاقة القرن. و قد شغل هذا الشخص وسائل الإعلام و الشعوب و نخبها بغموض الأفكار و بموعد الإعلان عنها، مع أنّه بوشر بتنفيذها فعلًا. و لم يبق منها ما يستحق الانتظار.

ربما بقيت بعض الأمور لم يُعلن عنها بعد، إلّا أنّ مجسّات أنظمة حسّاسة، مثل النظام الأردني، تدركها قبل غيرها و تُدرك خطرها، من نوع إسقاطات شطب فكرة الدولة الفلسطينيّة، و هذا بحد ذاته خطر بالنسبة للأردن، فضلا عن محاولةٍ ممكنةٍ للضغط عليه أن يلعب دور الدولة التي تشكل الإطار السيادي للسلطة الفلسطينية، أي إدارة الحكم الذاتي في مناطق مكتظة السكان في الضفة و ضم الأراضي الأخرى لإسرائيل، و كل القضايا الأخرى المتعلقة بتبادل الأرض.

من نافل القول إنّ الشعب الفلسطيني و الشعوب العربيّة لا ترضى بالوضع القائم، فضلًا عن القبول به بوصفه حالة شرعية قانونيّة، أي باعتباره ناجمًا عن اتفاقٍ مع إسرائيل. و لكنّ المسألة متعلّقة بمصائر الرفض في السابق و ديناميكيات ما يُسمى الوضع القائم و ما يُنتجه. و الحلقة الناقصة هنا هي رد الفعل الفلسطيني القادر على فرض الموقف على أجندات الأنظمة العربيّة، و بقيّة دول العالم المندهشة من تحرّكات صهر الرئيس الأميركي و أفكاره العبقرية.

السلوك الفلسطيني منذ الانتفاضة الثانية راضٍ بالأمر الواقع عمليًّا، و إنْ عارضه نظريًّا في الأروقة الدبلوماسيّة، فقيادة السلطة الفلسطينيّة الحاليّة تعتبر تأسيس السلطة بحدّ ذاته إنجازًا تاريخيًا عظيمًا بمؤسساتها و مئات المناصب و مئات آلاف الوظائف المدنيّة و الأمنيّة. و لا تريد أن تُجازف به عبر أي نوع من المقاومة. و هذا هو مختصر الموقف الحالي، إنها سياسات سلطةٍ قامت من دون دولة، و طوّرت مصالح تبرر الحفاظ على الذات من دون أن تقوم الدولة، يُضاف إلى ذلك أنه نشبت في ظلّها صراعاتٌ على السلطة أدّت إلى شرخٍ عميق داخل الشعب الفلسطيني.

و الحالُ أنّنا غير متفقين على هذا التقييم، فبعضنا يرى أنّ "هذا الإنجاز التاريخي" عائق رئيس يحول دون تحقيق الشعب الفلسطيني تطلّعاته. و قد انقسمت على أثره القضيّة الفلسطينيّة إلى قضايا مختلفة، إذ أصبحت قضيّة اللاجئين مجموعة ظروف منفصلة (أحياء فقر و هجرة و غيرها) تجري معالجتها (و للدقة لا تجري) خارج السياق الفلسطيني، و نشأت قضية الحصار في غزة و انشغال سلطتها بتأمين وسائل العيش، و ترقب العدوان الإسرائيلي القادم، و قضايا السلطة في الضفة الغربية و التنسيق الأمني الذي تقوم عليه علاقتها مع إسرائيل و تسقط، و قضية القدس. أما الكيان الفلسطيني الذي كان يجمع هذه القضايا و غيرها تحت عنوان قضية فلسطين، و هو منظمة التحرير، و الذي كان من المفترض أن يقود التصدّي لما تُسمى صفقة القرن، و يضع استراتيجية مواجهتها من دون اعتباراتٍ متعلقة بالحفاظ على السلطة، فمُغيّب و مُهمّش. لقد جرى إخضاعه للسلطة الفلسطينيّة في الضفة الغربية، و هذا الإخضاع لمنظمة التحرير للسلطة و أولوياتها هو بمثابة اغتيال غير معلن.

كل الثرثرة و الكلام حول صفقة القرن لا تعني شيئًا إذا تجنبت الموضوع التالي: كيف يواجه الشعب الفلسطيني (و المقصود قياداته و قواه السياسية) صفاقة القرن هذه؟ فلن تواجهها الأنظمة العربية المطبّعة مع إسرائيل، و لا الأنظمة المنشغلة في صراعاتها الداخلية، كما لن تفعل أوروبا أو غيرها ذلك من أجلنا.

الرابط : https://www.azmibishara.com/ar/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%82%D8%A9-%D8%B5%D9%81%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86

قراءة 658 مرات آخر تعديل على السبت, 15 أيار 2021 12:17

أضف تعليق


كود امني
تحديث