قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 09 أيلول/سبتمبر 2015 10:30

عصبية الأطفال: أسبابها وأعراضها وعلاجها

كتبه  الأستاذ أحمد الشايب
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا شك أن العصبيةتكون بشكل عام عند معظم الأشخاص، كبارًا كانوا أو صغارًا، و لكن تختلف عصبية الكبار و أسبابها و دوافعها، عن عصبية الأطفال الصغار، و مرحلة الطفولة حتى مرحلة ما قبل المدرسة، و لا شك أن هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى العصبية عند الأطفال، بالإضافة إلى كثير من الدوافع التي تؤدي في النهاية إلى نشأة الطفل العصبي، فما هي تلك الدوافع و الأسباب التي تصنع العصبية لدى الأطفال؟ و ما هي أهم الحلول للقضاء على تلك العادة السيئة منذ الصغر؟

الأسباب الرئيسية وراء العصبية عند الأطفال:

في هذا الصدد يؤكد الدكتور سعيد أبو العزم - أستاذ علم النفس التربوي - على أن معظم المشكلات النفسية للأطفال هي مشكلات مكتسبة من الواقع الخارجي، و ليست فطرية أو موروثة؛ مما يعطي دفعة إيجابية للأسرة؛ فما دام أن السلوك مكتسب، إذًا يمكن أن يعدل و يعالج؛ لأنه من الخارج، و العصبية من ضمن المشكلات النفسية و السلوكية المكتسبة للأطفال، مشيرًا إلى أن العصبية و العناد و الكره و ما شابه ذلك، هي رسائل يرسلها الطفل لوالديه كنوع من الشكوى و إثارة الانتباه في الوقت نفسه من شيء في نفسية الطفل لا يستطيع أن يعبر عنه الطفل بالكلام؛ كالمشاعر و الأفكار و الآلام و الآمال و الاحتياجات، بالإضافة إلى تسجيل اعتراضه على سلوك معين؛ و بالتالي على الأب و الأم قراءة الرسالة، و الانتباه إليها جيدًا، و الاستعداد للرد عليها، و محاولة حل المشكلات إذا وُجدت.

و أضاف أستاذ علم النفس التربوي: دائمًا ما يكون لدى الطفل قابلية للتغيير و التعديل؛ لأن الأصل أن يكون الطفل مبدعًا و إيجابيًّا و صالحًا، بالإضافة إلى أن كل طفل يتمنى أن ينجح و أن يكون محبوبًا و متفوقًا، و لكن قد يفتقد المهارات التي تحقق له ذلك، كما أنه قد يفتقد المساعدة في بعض الأحيان بسبب غفلة الأب و الأم عنه، قائلاً: نحن من نصنع سلوكيات أبنائنا، سواء الإيجابية أو السلبية؛ فالأب يشترك مع الأم في صناعة شخصية الطفل العصبية من خلال أسلوب التربية المستخدم مع الطفل، و دائمًا يقال في الأمثال: "أرني طفلك، أقل لك من أنت"؛ أي: أخبرني أيها الأب عن أسلوبك في التربية، و من خلاله أتوقع تكوين شخصية أطفالك في المستقبل.

و شدد الدكتور سعيد أبو العزم على الآباء في ضرورة مساعدة الأطفال للقضاء على هذا السلوك السيئ حتى لا يستمر معه، و يكون سمة و علامة أساسية في تكوين الشخص حتى الكبر؛ لأنه إذا استمر على هذه العصبية سيكون مراهقًا عصبيًّا، ثم شابًّا عصبيًّا، و رجلاً عصبيًّا، إلى أن يكون زوجًا عصبيًّا، و بالتالي ستستمر العصبية في أولاده و أحفاده و الأجيال المتعاقبة بشكل متوارث، لافتًا إلى أن العصبية تكون في الكبار قبل الصغار، و الأب قبل الابن، و هذا ليس دلالة قوة، بل دلالة ضعف في الشخصية، و دليل على وجود شيء ما خاطئ في نفسيته، و هذا ما يؤكده الحديث الشريف في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((ليس الشديد بالصُّرعة، و لكنَّ الشديد الذي يملِك نفْسَه عند الغضب))

كما يرى الدكتور محمد السعيد - خبير التنمية البشرية - أن أهم ما يشغل الأسرة في الوقت الحديث هو كثرة الشكوى من عصبية الأطفال، إلا أنها لها عدة أسباب؛ منها أسباب عضوية خاصة بجسده، و أسباب أسرية خاصة بالأسرة نفسها، و أسباب تربوية خاصة بتربية الطفل و كيفية التعامل معه، و أسباب نفسية خاصة بنفسية الطفل ذاته، و من ضمن الأسباب العضوية التي تزيد من العصبية عند الأطفال: زيادة إفراز الغدة الدرقية، و نقص الحديد، و فقر الدم في الجسد، بالإضافة إلى النوم متأخرًا و الاستيقاظ متأخرًا، كما أنه أحيانًا يعاني الطفل من مشكلة تأخر الكلام؛ و بالتالي لا يتحمل الاستهزاء به فيقوم بتحويل طاقة الغضب هذه إلى عصبية.

و أضاف خبير التنمية البشرية: للعصبية سمات يستطيع الآباء من خلالها أن يتعرفوا على طفلهم ما إذا كان عصبيًّا أم لا؛ هناك أعراض جسدية تظهر على مستوى جسده، و أعراض نفسية، و أعراض عقلية، و ليس بالضرورة أن تظهر العصبية الجسدية في "النرفزة" فقط؛ و إنما تظهر أحيانًا في الأزمات العصبية، و بعض حركات الجسد التي لا يمكن التحكم بها، بالإضافة إلى سرعة تحريك جفن العين، و اهتزاز الكتف الأيمن بصورة مستمرة، و أيضًا امتصاص الأصابع، و أيضًا من مظاهر العصبية الجسدية: توتر الطفل دائمًا في الجلوس و القيام بسبب أو بدون سبب، و يصل إلى أن يكون سهل الاستثارة، كما أن الطفل يكون كثير البكاء، و هذا مما يدلل على توتره الدائم، و غيرها من الأعراض الجسدية التي يعبر بها الطفل عن حالة العصبية عندما لا يستطيع الكلام.

و أشار الدكتور محمد السعيد إلى أن الدور الأكبر يقع على الأب و الأم بالمنزل؛ و ذلك لأن الصراعات الزوجية القائمة بين الزوج و الزوجة ينعكس تأثيرها على الطفل؛ لأن الطفل بشر يحس و يشعر، و يفهم و يبصر، و يلاحظ ما يحدث في المنزل من صراعات عائلية، فخيال الأطفال واسع جدًّا، لدرجة أن الطفل يتخيل نهاية العالم أمام عينه بسبب ما يحدث بين أبيه و أمه، و بسبب فقدانه الأمن و الحنان من الطرفين يقوم بالتعبير عن إحساسه بالعصبية، لافتًا إلى أن الانفصال بين الزوجين أكثر الأشياء تأثيرًا على الأطفال؛ لأن الزوجين عادة ما يكونان مدركين نهاية المطاف، لكن الطفل لا يدرك ما يحدث، إلا أنه يتصور نهاية العالم و نهاية حياته، كما أن من أكثر الأسباب التي تنشئ و تنمي العصبية في الأطفال: الطلاق غير المبرر، و خاصة لو تعمد الأب تغيير صورة الأم عند الولد أو العكس؛ و ذلك لأن الشخصية الإنسانية تُبنى على عاملين أساسيين، هما: الأب و الأم؛ و لذلك إذا حدث طلاق، يجب مراعاة الأطفال؛ لأن كل ضربة يوجهها كل طرف للآخر تؤثِّر على الطفل قبل أن تصل إلى الطرف الآخر.

دور الأسرة في التخلص من العصبية:

و في نفس السياق، يُشير الدكتور محمود النجار - أستاذ التربية - إلى أن هناك أسبابًا تربويةً تساعد على زيادة عصبية الطفل في الصغر؛ كطريقة الأب و الأم، و أسلوب تربية الطفل ينعكس على شخصيته، و التعامل معه بطريقة متدنية؛ مثل استخدام القسوة في التعامل مع الطفل و التعذيب، و النقد و التوبيخ و التجريح، خاصة أمام إخوته و أصدقائه، موجهًا سؤالاً لكل أب: ماذا تنتظر من طفل تضربه بالسوط، أو طفل يُحبس في غرفة مظلمة بدون أكل و ماء، أو طفل يلاقي كل أنواع التعذيب التي من الممكن أن يراها في صغره، أو حتى طفل لا يسمع من والديه إلا الانتقاد في كل دقيقة؟ كل هذا يؤدي في النهاية إلى انهيار الابن نفسيًّا و معنويًّا، و لا يجد طريقة للتعبير عن انهياره غير العصبية.

و شدد أستاذ التربية على وجوب مساعدة الآباء لأطفالهم في التخلص من هذا السلوك السيئ؛ من خلال تحسين العلاقات الأسرية و الزوجية، و بث روح التسامح و التعاون، و نبذ التعصب، و العمل على نشر الهدوء و الاطمئنان داخل الأسرة، بالإضافة إلى العمل على التخلص من العصبية عن طريق إتقان فن التربية بالقصة، عن طريق قراءة القصص المتنوعة على الطفل قبل النوم، و إظهار الاختلاف بين القصص؛ كأن تحكي الأم لطفلها قصة ولد هادئ يمتلك صفات جميلة، و يكون اسم البطل في هذه القصة قريب من اسم طفلها، و نفس السن و نفس السمات و الخصائص و البيئة المحيطة به؛ بحيث يتقمص الطفل شخصية هذا الطفل الهادئ الإيجابي؛ و بالتالي تتحول شخصيته من الشخصية العصبية إلى الهادئة الإيجابية المبادرة.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/75227/#ixzz3lAyDgnK9

قراءة 1815 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 08:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث