قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 16 أيلول/سبتمبر 2015 08:20

مائدة الأسرة .. ساحة فريدة للتواصل

كتبه  د.خالد سعد النجار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من أشد الغبن أن نقصر تربية أبنائنا و تعليمهم على تصفح بطون الكتب فقط، فالعلم بحره واسع و التربية ساحة مترامية الأطراف، من الحيف أن نركن لزاوية واحدة منها دون الأخذ بباقي معالمها و أبعادها خاصة في عصرنا الذي تنوعت فيه روافد الثقافة و تعددت فيه أشكال المعرفة، هذا مع تزاحم أحداثه و تقارب زمانه حتى صارت المهمات أكثر بكثير من الأوقات.

و إن قصرنا المعرفة و التربية على بطون الكتب وحدها - مع أهميتها- فأين يقع تعليم «القدوة الصالحة» و متى نستفيد من «الوسائل الالكترونية» الحديثة المرئية و المسموعة، خاصة و أن التعليم بالرؤية أثبت في الذهن و أرسخ في السلوك إذا قورن بالتصفح البحت للمعلومات المجردة على صفحات الكتاب، و يبقى للتعليم بالممارسة و التطبيق الباع الأوفر من حيث الإيجابية، و لذلك كثرت في السلف الصالح رحلات السفر العلمية حيث كانوا ينتفعون برؤية العلماء و يتعلمون من سمتهم و دلهم كما ينتفعون بعلمهم، و رحم الله أم الإمام مالك التي أوصت ابنها لما أرسلته إلى «ربيعة» عالم زمانه، فقالت له موصية: «تعلم من أدبه قبل علمه».

و مع تشعب أحداث العصر و تنوع وسائله تشتت أفراد الأسر، فالأب غارق في ضغوط الحياة، و الأم منهمكة مع الأولاد و مسئولياتهم، أما الأبناء فحدث عن المدرسة و الواجبات المنزلية و النوادي الرياضية و الكمبيوتر و الإنترنت .. و غيرها من الظواهر التي اختطفت أبنائنا اختطافا و هم بين أحضاننا، و الضحية الوحيدة في كل هذه المعمعة هو «التواصل الأسري» الذي بات عزيزا في كثير من المجتمعات رغم أهميته التربوية و عظم روعته التعليمية.
و رغم كل هذا التشتت تبقى «مائدة الطعام» أحد المجالات الصامدة أمام عاصفة التشرذم الأسري، حيث يجتمع كل أفراد الأسرة ليس للأكل فقط و إنما لتواصل حميمي فريد في كينونته عظيم في أهميته و فائدته بالنسبة للجميع.
على مائدة الأسرة نتبادل الحوارات مع أبنائنا عن شواغلهم و التزاماتهم العلمية و العائلية و عن معاناتهم و أحلامهم و طريقة تعاملهم مع الحياة .. لكن يبقى المحور الأعظم و الهدف الأكبر هو التوجيه الأبوي و التعليم الهادف عبر مناقشة تصرفات و أفكار فلذات الأكباد حيث نتناولها بالتعزيز أو النقد و التعديل و التوجيه للأصوب من منطلق خبرتنا العملية و عمق تجاربنا الحياتية.

و تتجلى على مائدة الأسرة التربية بالقدوة العملية الحسنة، من منطلق التزام الأبوين بهدي السنة النبوية في آداب الطعام و هدي الإسلام في الصحة و الغذاء، حيث يرى الأبناء تطبيقا فريدا للعديد من الآداب و التوجيهات الإسلامية الراقية:
-
كم هو رائع أن يحرص الزوج عند أول دخوله المنزل و بعد إلقاء السلام أن يبدأ بسؤال الأولاد عن تواجد الوالدة و يذهب إليها ملقيا السلام و مقبلا رأسها تطيبا لخاطرها و إعلانا عن مشاعر الود و الرحمة، فالزوجات عموما يعشقن الاهتمام الخاص من الزوج، و يثمنّ الإشارات و اللفتات اللطيفة المفعمة بمشاعر الألفة و التقدير.

-
ينبغي أن لا تقع مراسم تجهيز المائدة على عاتق الزوجة المنهكة في المطبخ وحدها، بل يتشارك كل الأفراد في حمل الأطباق و سائر الأغراض في جو مرح لطيف، و هذه المشاركة و إن كانت رمزية بالنسبة للزوجة إلا أنها تنطوي على معاني العرفان و المعونة بالقدر المستطاع، كما أنها تفتح شهية الصغار الذين يختارون لون طبقهم المفضل و كمية و نوعية الطعام المناسبة لديهم حسب الرغبة.

-
من الهدي النبوي أن لا نعيب طعاما قط، فالنقد لنعمة الله تعالى نوعا من الجحود لفضل الكريم الوهاب، حتى و إن كانت تلك النعمة بسيطة في محتواها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: "ما عاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- طعاما قط، كان إذا اشتهى شيئا أكله، و إن كرهه تركه". قال أهل العلم: و أما حديث تركه –صلى الله عليه و سلم- أكل الضب فليس هو من عيب الطعام، إنما هو إخبار بأن هذا الطعام الخاص كان –صلى الله عليه و سلم- لا يشتهيه.

-
من الأدب أن لا يبدأ أحد الصغار بالأكل قبل أن يبدأ رب الأسرة أولا، و ما أجمل أن يجهر الوالد بالتسمية عند بدأ الأكل تعليما للجاهل و تذكيرا للناسي .. «بسم الله» أو «بسم الله الرحمن الرحيم»، فإن نسي ذكر الله تعالى أثناء الطعام «بسم الله أوله و آخره»، فإنها تطرد الشيطان و تحل البركة في الطعام. و في هذا الأدب قصة ما أجمل أن نرويها لأطفالنا أثناء الأكل لتكون أوقع في نفوسهم، بدلا من أن نستفرغ الحديث فيما لا طائل منه، فعن حذيفة –رضي الله عنه- قال: "كنا إذا حضرنا مع النبي -صلى الله عليه و سلم طعاما- لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فيضع يده، و إنا حضرنا معه مرة طعاما، فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده. فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: «إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، و إنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، و الذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها ثم ذكر اسم الله و أكل». [رواه مسلم]

-
من سنن و آداب الطعام العملية: الأكل و الشرب باليمين، و الأكل مما يلي المرء، و أن لا يأكل من وسط الطبق لأن البركة تتنزل فيه، و الاجتماع على الأكل و أن لا ينفرد كل واحد بطبق خاص قدر المستطاع، و أن لا يقرن المرء بين حبتين من الأكل مما يؤكل أفرادا كالتمر و حب الفواكه كالعنب و المشمش و غيرها، و يجوز الإقران في حال استئذان الجلوس، أما الشرب فعلى ثلاث مرات، و أن لا يتنفس في الكوب.
فعن عمر بن أبي سلمة –رضي الله عنه- قال: كنت غلاما في حجر رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و كانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: «يا غلام، سم الله، و كل بيمينك، و كل مما يليك»، فما زالت تلك طعمتي بعد [متفق عليه] ، و عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: «البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه، و لا تأكلوا من وسطه». [رواه الترمذي وصححه] ، و عن وحشي بن حرب أَنَّ رجلًا قال: يا رسول اللَّه، إِنَّا نأكُلُ و لا نَشْبَعُ؟! قَالَ –صلى الله عليه و سلم-: «فَلَعَلَّكُم تَفْتَرِقُونَ عن طِعَامِكُم، فاجْتَمِعُوا علَيْه، و اذكُرُوا اللَّه عزَّ و جل يُبَارِك لكم». [أبو داود]

-
من التوجيه النبوي الذي يهمله كثير من الناس، قوله – صلى الله عليه و سلم-: «إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها. فليمط ما كان بها من أذى و ليأكلها. و لا يدعها للشيطان. و لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه. فإنه لا يدري في أي طعامه البركة».[مسلم]

-
من شكر نعمة الأمل حمد لله تعالى بعد الفراغ منه، فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- أنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إذا رفعت المائدة قال: «الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه، غير مكفي، و لا مودع، و لا مستغني عنه ربنا» [البخاري] .. (غير مكفي) من الكفاية، و الضمير راجع إلى الله تعالى، فيكون المعنى: أنه تعالى هو المطعم لعباده و الكافي لهم، يستغني عن غيره، و غيره لا يستغني عنه، و ذلك مثل قوله تعالى: {وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لاَ يُطْعَمُ} [الأنعام:14] .. (و لا مودع) أي: غير متروك، لأنه لا يستغنى عن الله عز وجل طرفة عين .. (و لا مستغني عنه) أي: غير مطروح و لا معرض عنه بل محتاج إليه فهو سبحانه لا يستغنى عنه طرفة عين و لا أقل من ذلك، و هو غني عن الخلق، و الخلق مفتقرون إليه.

-
شكر الزوجة على الطعام، و ذكر وتعداد محاسنه، فمقولة الجالسين للأم «جزاك الله عنا خيرا» تطيب نفس الزوجة المكدودة، و من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

-
ما أجمل أن نتشارك في رفع المائدة كما تشاركنا في تكوينها، و يا حبذا لو تشاركنا في غسيل الأطباق و ترتيب الأواني كل في موضعه، فعن الأسود قال: سألت عائشة -رضي الله عنها-: ما كان النبي -صلى الله عليه و سلم- يصنع في أهله؟ قالت: "كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة". [البخاري] و في رواية: قالت: "يخيط ثوبه، و يخصف نعله، و يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم". و في رواية أخرى: "ما كان إلا بشرا من البشر، كان يفلي ثوبه، و يحلب شاته، و يخدم نفسه".
 

http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=202363

قراءة 1681 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 13 تشرين2/نوفمبر 2018 16:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث