قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 12 تشرين1/أكتوير 2016 10:18

إصلاح منظومتنا التربوية في حاجة إلى ضبط غاياته و مقاصده قبل المبادرة به...

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

لا خلاف على أن منظومتنا التربوية في حاجة ماسة إلى الإصلاح، و ليست الحاجة إلى مواكبة العصر وحدها هي التي توجب علينا ذلك، و إنما يلزمنا به التحولات التي طرأت على مجتمعنا بفعل تأثره بعوامل شتى، فالعنف الذي استشرى في المدارس، و ارتفاع نسبة الجرائم المرتكبة التي طالت كل الشرائح الاجتماعية، و تفاقم ظاهرة الانتحار التي باتت سمة تميز مجتمعنا عمن سواه، و الفساد المالي الذي أعيت السلطة مواجهته و التصدي له، و السرقة بالعنف و استعمال السلاح، و الاختطاف و الاغتصاب، و التهريب، و الترويج للمخدرات و تعاطيها، و ظهور نزعة التنصر و التشيع، و عدم الرغبة في العمل، و الرغبة في الثراء السريع بغير جهد، كل ذلك يدل دلالة واضحة على أن مجتمعنا قد أصاب جهازه المناعي خلل ما، و بات لزاما علينا معرفة ما الذي شل قدرته الدفاعية و جعله عاجزا عن مقاومة تلك الآفات التي راحت تفتك به.

إن التأمل في تلك الآفات مجتمعة، يكشف أنها تشترك في قاسم مشترك أعظم و هو: أنها تشير جميعها إلى انعدام الضمير، و غيبة الحس الأخلاقي، و سيطرة النزعة المادية على الحياة الفردية و الاجتماعية.

و هذا يشير بدوره إلى أن منظومتنا التربوية إن كانت قد وفقت إلى حد ما في الجانب التعليمي، فإنها قد فشلت فشلا ذريعا في الجانب التربوي، و هذا الخلل الذي شاب هذا الجانب بالذات، هو المسؤول عن الشلل الذي أصاب الضمير، و الانحطاط الذي أفسد أخلاقنا.

إن بناء روح المسؤولية، و حب العمل و إتقانه، و حس الإخلاص و الأمانة، و الإحساس بالآخرين و حسن التعامل معهم، كل ذلك يُنشّأُ عليه الفرد في الأسرة و المدرسة، و إذا قصّرت الأسرة و المدرسة في تعهد هذا الجانب في الفرد منذ صغره، و لم توليه ما هو جدير به من الاهتمام و الرعاية، تمخض ذلك عن شخصية مشوهة، عديمة الضمير، سيئة الأخلاق، غير متجاوبة مع الغير، أنانية، لا تقيم اعتبارا للمصلحة العامة، و لا يهمها المجتمع الذي تحي في كنفه، و لا يعني لها الوطن شيئا.

و لهذا يتوجب على إصلاح المنظومة التربوية أن يأخذ بعين الاعتبار ما يعاني منه مجتمعنا بسبب هذا الخلل التربوي الذي أصاب أخلاقه في مقتل، و أن يجعل معالجته من أهم المقاصد و الغايات التي يتوخاها و يعمل على الوصول إليها، حتى يخلص مجتمعنا من هذه الآفات التي توشك أن تدمره، و هذا يقتضي من واضعي المنهاج أن يعطوا للتربية الدينية و الأخلاقية حجما ساعيا أكبر، و معاملا أفضل، تحفيزا للتلاميذ على الإقبال عليها و الاهتمام بها، ول أن هاتين المادتين لا يخفى أثرهما في تشكيل الجانب النفسي للمتعلم، و تزويده بالضوابط الدينية و الأخلاقية، التي تساعده مستقبلا على توجيه سلوكه، و اختيار مواقفه من مختلف القضايا، التي سيجابهها مستقبلا في حياته المهنية و الاجتماعية بعد التخرج.

لا ينبغي أن نغفل عن أن المنهاج التربوي و التعليمي، هو وسيلتنا و أداتنا لتشكيل ملمح المتعلم، و هذا يعني أن مضامينه يجب أن تكون منتقاة بدقة، و أن تكون منسجمة و مطابقة تمام التطابق، مع الغايات و المقاصد التي نرمي إلى تحقيقها، و ذلك يقتضي أن تتضح لنا هذه الغايات و المقاصد بصورة جلية واضحة لا لبس فيها، حتى يمكن اختيار ما يخدمها من مضامين تدرج في المنهاج.

كما ينبغي أن نعي تماما أن المتعلم الذي نعدّه، إنما نعده ليحي في كنف هذا المجتمع لا غيره، بمعنى أن المنظومة التربوية في جميع أطوار التعليم من الابتدائي إلى الجامعي، عليها أن تأخذ بعين الاعتبار واقع المجتمع و مطالبه و حاجاته، و ذلك من شانه أن يجعل التعليم ينسجم و يساير عملية التنمية، و من شأنه كذلك أن يجعل التعليم وظيفيا، يفيد المتعلم و يخدم المجتمع، و يجعل عملية اندماج المتعلم في المجتمع بعد تخرجه، عملية سلسة و ميسورة.

و من المهم بمكان أن نحرص على توحيد لغة التعليم بين جميع أطواره، لأن اختلاف لغة التعليم بين الثانوي و الجامعة، هو المسؤول عن الاكتظاظ الذي تعرفه الجامعة، و تدني مردوديتها، علينا إذن أن نعمل على تعريب التخصصات العلمية في الجامعة، مثلما عربت تخصصات العلوم الإنسانية، و ذلك من شأنه لا أن يحقق لنا استقلالنا العلمي فحسب، بل سيضمن لنا مستقبلا تحرر قرارنا السياسي، الذي هو حاليا رهين تبعيتنا اللغوية.

إننا دون شك في حاجة إلى تعلم و إتقان مختلف اللغات الأجنبية، باعتبارها روافد معرفية تتيح لنا الانفتاح على الغير، و الاستفادة من خبراته و ما توصل إليه من معارف و تقنيات، لكن ذلك لا يحملنا على أن نعطيها الأولية على لغتنا، و نقدمها عليها، و لا ينبغي أن نجامل لغة على حساب لغة، لاعتبار سياسي أو تاريخي أو اجتماعي، فاللغة الأجنبية التي تكون أفيد لنا و أكثر مساهمة في تنميتنا العلمية و التكنولوجية من غيرها، هي التي تستحق أن نفسح لها حجما ساعيا أكبر، و نخصها بمعامل أفضل دون سواها.

خلاصة الحديث و مفاده، أن الإصلاح الذي نطمح إليه، و نعول عليه، أن يكون واضح الغايات، محدد المقاصد، حتى يأتي بالجديد و يحقق لنا ما يفيد...

الرابط: http://www1.albassair.org/modules.php?name=News&file=article&sid=4920

قراءة 2020 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2018 16:38

أضف تعليق


كود امني
تحديث