قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2016 16:57

الشّيخ ابن باديس رائد تعليم البنات ونصير حق المرأة

كتبه  الأستاذ عبد المالك حداد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من حق رواد التربية و التعليم ذكر مآثرهم، و نشر محاسنهم، و الإفادة من إبداعاتهم. و من أولئك الرواد العلاّمة الشّيخ عبد الحميد بن باديس (1889-1940 م) واضع أساس النهضة الفكرية في الجزائر، و قد سلك لها مسلك التربية و التعليم، فقضي سحابة نهاره و شطرا من ليله في خدمة العلم الديني و اللساني و نشره في زمن كان فيه هذا القطر قريبا من الفناء بسبب الاستعمار الفرنسي، و هو يصف حالته التي كان يشاهدها قبل عقد من السنين بالقول: «ليست له مدارس تعلمه، و ليس له رجال يدافعون عنه، و يموتون عليه. بل كان في اضطراب دائم مستمر، و يا ليته كان في حالة هناء، و كان أبناؤه يومئذ لا يذهبون إلا للمدارس الأجنبية، التي لا تعطيهم غالباً من العلم إلا ذلك الفتات الذي يملأ أدمغتهم بالسفاسف، حتى إذا خرجوا منها خرجوا جاهلين دينهم و لغتهم و قوميتهم، و قد ينكرونها».

لقد أدرك الشّيخ ابن باديس ضرورة تغيير هذه الحالة، و هدته حكمته إلى أن التغيير لا يأتي إلا بالتعليم، و لأن المجتمع في فكره كما الطائر لا يمكنه الإقلاع و التحليق إلا بجناحين، فكذلك عند الشّيخ ابن باديس أن إقلاع المجتمع الجزائري نحو الحرية لا يمكن أن يكون إلا بتغيير حياة المرأة الجزائرية التي كانت إما محرومة نهائيا من التعليم، و إما متعلّمة تعليما فرنسيا يجعلها متنكّرة لأصلها و عروبتها و إسلامها. لذا فإنه كان شديد الحرص على تعليم المرأة كلَّ ما تحتاجُ إليه للقيام بوَظيفَتها، و تربيتها على الأخلاق النِّسوية التي تَكون بها المرأة امرأةً، لا نصفَ رجلٍ و نِصفَ امرأةٍ، فالتي تَلدُ رجُلاً يطيرُ خيرٌ من التي تَطيرُ بنفسهَا.

و منذ بداية دعوته الإصلاحية سنة 1914 م نجد المرأة محل اهتمامه من خلال دروسه و محاضراته و مقالاته الصحفية، فنبه في كتابته على حقها في التعليم و دورها في البناء الاجتماعي، و خصص ركنا في مجلته الشهاب سنة 1934 م ترجم فيه لبعض النساء من سلفنا الصالح، أبرز فيه نماذجٍ للمرأة : المجاهدة، الطبيبة و الممرّضة، الشّجاعة و الصّابرة، العالمة، الأديبة و الشّاعرة، فالرّجل كان يريد أن يُربّي المرأة في عصره وفق هذه النماذج لحاجة المجتمع الجزائري لامتهان هذا الصنف من المهن من طرف النساء.

كما أوجب تعليم المرأة و إنقاذها مما هي فيه من الجهل، و نصح بتكوينها على أساس العفّة و حُسن تدبير المنزل، و النّفقة و الشّفقة على الأولاد، و حُسن تربيتهم، كما أنهّ حمّل مسؤولية جهل المرأة لأوليائها و للعلماء الذين يقع عليهم واجب تعليم الأمّة بأبنائها و بناتها و نسائها و رجالها على أساس الدّين و القومية إلى أقصى مايُمكن أن نصل إليه من العلم الذي هو تراث البشرية جمعاء.

و مع قناعة الشّيخ ابن باديس التّامة بأنّ التعلّم حقّ للمرأة كما للرجل، أحدث دروسا للوعظ خاصة بالنساء بالجامع الأخضر، عرفت إقبالا كبيراً حتى اكتظ المسجد بهن، و كانت هذه الدروس تتناول واجبات المرأة المسلمة نحو بيتها و أولادها و زوجها، و نحو دينها و وطنها، و كثيرا ما كان يصطحب زوجته إلى هذا الدرس و يجلسها بقربه لأجل كسر باب الخجل أمام استفسارات و أسئلة النِّسوة.

كما أعطى روحاً جديدة للتّعليم في الجزائر لم تكن معهودة فيها من قبل عندما فتح أبواب مدرسة جمعيّة التّربية و التّعليم لتعليم البنات بعد تأسيسها في شهر فيفري سنة 1931 م، و دعا أولياء الأمور إلى المبادرة ببناتهم إلى مكتب الجمعية يتعلمن كلهن مجانا، و كان الهدف هو استقطاب أكبر عدد من البنات للتعلم، فلم تمر إلا أشهر قليلة حتى ضمّت إلى أحضانها نحو ثمانين فتاة، و وصل عدد التلاميذ و التلميذات نحو الثمانمائة سنة 1939 م. و قد نص قانون جمعيّة التّربية و التّعليم على تربيتهن تربية إسلامية بالمحافظة على دينهن و لغتهن و شخصيتهن و تعليمهن بتثقيف أفكارهن بالعلم و باللسانين العربي و الفرنسي، و تعلمهن الصنائع ضمن ورشات يتدرّبن فيها على مختلف الحرف. و لتشجيع تعليم البنات رغب رفاقه العلماء أن يقوموا بمثل ذلك في مدنهم و قراهم، خاصة بعد تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ماي سنة 1931 م، فساروا على نهجه.

و حتى يتسنى للبنات اللواتي أتممن مرحلة التعليم الابتدائي، مواصلة التعليم الثانوي و العالي، شرع الشّيخ ابن باديس سنة 1938 م في التخطيط و الإعداد لإرسال المتفوّقات منهن إلى الكليات و المعامل الكبرى، فطلب من الشّيخ الفضيل الورتلاني (1900-1959 م) مندوب جمعية العلماء في فرنسا، بأن يحقق التحصيل على إذن سفر بعثة للأزهر، و أن يعرفه بما يلزم من نفقة كل تلميذ. و في نفس الفترة علم عن طريق مجلة الرابطة العربية بوجود مدرسة خاصة لتعليم البنات في دمشق تشرف عليها جمعية دوحة الأدب، فراسل رئيستها السيدة عادلة بيهم الجزائري (1900-1975 م)، يعرض فيها إمكان استقبال بعض البنات لتعلمهن في مدرسة الجمعيّة و كيف السبيل إلى ذلك.

و أما البعثة الأزهرية فقد تمكن الشّيخ الورتلاني بفضل تدخل شخصي للأمير شكيب أرسلان (1869-1946 م) من الحصول على موافقة الحكومة المصرية لتمويلها و دعمها، و على أثر ذلك اتصل الشّيخ ابن باديس بأولياء التلاميذ، و شرح لهم أن الحكومة المصرية ستتكفل بمصاريف أطفالهم من السفر و الإقامة في القاهرة و أخذ موافقتهم، و اختير حوالي 30 من الأولاد منهم عشر بنات، ينقلونإلى القاهرة عبر تونس، و في حالة وجود صعوبات ينقلون عبر مرسيليا. و كان من أعضاء البعثة المشايخ : الفضيل الورتلاني، و إسماعيل آعراب، و مُحَمَّد الغسيري، و أحمد حماني، و مصعب ابن سعد الجيجلي.

و أما أعضاء البعثة الشامية فقد اختار الشّيخ ابن باديس أن تكون من جمعية التربية و التعليم بقسنطينة، على أن يرسل ستة أو ثمانية من تلاميذها و تلميذاتها. إلا أن اندلاع الحرب العالمية الثانية حَالَ دون إتمام إرسال البعثتين.

لقد كان الشيخ ابن باديس يرى في تعليم المرأة أهم شروط تكوين الرجال الصالحين القادرين على تحمل المسؤوليات فيقول: «إذا أردنا أن نكوِّن رجالاً فعلينا أن نكوِّن أمهات دينيات، و لا سبيل إلى ذلك إلا بتعليم البنات تعليمًا دينيًا، و تربيّتهنّ تربية إسلامية، و إذا تركناهنّ على ما هنّ عليه من الجهل بالدّين؛ فمحال أن نرجو منهن أن تُكَوِّنَّ لنا عظماء الرجال».

المصادر: البصائر – الشّهاب - رسالة الشيخ ابن باديس إلى الفضيل الورتيلاني بتاريخ 05 أوت 1938 م - رسالة الشيخ ابن باديس إلى رئيس جمعية دوحة الأدب بتاريخ 20 أوت 1938 م -تقرير سري بخصوص إرسال طلبة جزائريين إلى مصر من الأرشيف الفرنسي بتاريخ 23 جانفي 1939 م - آثار الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي - مُحَمَّد الصالح بن عتيق: أحداث و مواقف في مجال الدعوة الإصلاحية و الحركة الوطنية الجزائرية - نشرة جمعية التربية و التعليم الإسلامية بقسنطينة.

قراءة 3741 مرات آخر تعديل على الجمعة, 09 كانون1/ديسمبر 2016 08:14

أضف تعليق


كود امني
تحديث