قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 23 حزيران/يونيو 2019 15:27

الجامعة و سؤال الحرية

كتبه  الأستاذ خالد بعمور الشيخ
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أطالع مؤخرا كتاب لولسون كولن بعنوان: "اللا منتمي"، و هو عبارة عن دراسة لشخصيات أدبية تلتها نظرية سماها "ما بعد اللامنتمي" في كتاب ثان، و قد أثارني الكتاب بأسلوبه و أفكاره العميقة فارتأيت أن أستقي منه بعض معاني الحرية محاولا ربطها بحالنا و ما نعيش، يقول ولسون: "إن الحرية ليست كونك تفعل ما تريد، بل إنها شدة الإرادة و هي تظهر في أي ظرف يحدّ  من قدرات الإنسان فيبعث الحياة في إرادته"[1]، و قد تتلمذنا كثيراً بين يدي بيجوفيتش حول هذا المفهوم حيث يبدع في تأصيله من خلال العلاقة بين حرية الانسان و عبوديته لله بمقولة "إن طاعة الله تستبعد طاعة البشر"، و مفكرنا لم يكن يصوغ هذا المعنى بلغة فلسفية صرفة مجردة، بل  اعتصره من حياته في كفاحه السياسي كسجين و كرئيس بعد ذلك، و من مشروعه الفكري كعلَم من معالم "نموذج الرشد" فسياحتنا كانت ممتعة بي" هروبي إلى الحرية " الكتاب الوجداني، و" الاسلام بين الشرق و الغرب " الكتاب النسقي لنظريتة "الطريق الثالث" فرأيت أن هذا المفهوم هو من أعمق المفاهيم الفلسفية - الفكرية التي نصطدم بها في حياتنا اليومية.

هناك تلازم واضح بين الحرية و المسؤولية. فانتفاء الأول ينفي الثاني و العكس، و مهما كنا أحرارا و ادعينا الانعتاق من القيود الخارجية فإنه يبقى في داخلنا ضميرا يتحرك و هو "صوت الله"  يحيك صدرنا كلما أخطأنا، و يرشدنا الى نتائج أفعالنا كلما ضللنا الفهم أو قصُرنا في النظر، كما قد نضيف أن هناك علاقة واضحة بين الحرية و العبودية، فمنتهى الحرية هو منتهى العبودية، فإذا أعلنت الخضوع التام لله "نظرية الاستسلام" فإنك أعلنت السيادة التامة لنفسك على نفسك و على الطبيعة.

و أنا في قسمي بالجامعة في نقاش في احدى المحاضرات حول الحرية و خلال ملاحظة لبعض الظواهر الحداثية الدخيلة على جزائريتنا الأصيلة، أثارتني هذه الاشكالية و هي : ماهو حد حصول طالب العلم على الحرية؟ و متى يحصل عليها؟ هل يحصل عليها بعوامل شخصية مثل الوعي و الاتزان و عمق النظر في أمور حياته؟ أم بعوامل خارجية اعتبارية بمجرد حصوله على البكالوريا؟ و إلى أي مدى تفضح حالة الحرية (السياق الجامعي غير المقيد) لا مسؤولية الطالب و محدوديته في تسيير نفسه، و بالتالي تقتضي حاجته إلى مسيّر له (القانون و الضبط) مثلما كان في الثانوي؟

إن جولة قصيرة في الإقامات الجامعية و معايشة واقع الطلبة هناك بين "طاولة الدمينوا" و"السلاسل الدرامية" "و المباريات المستمرة"... لجديرة بأن تعطينا صورة حقيقية واقعية عن مدى جديتنا في طلب العلم من عدمها، فهناك تجد كل شيء إلا العلم، كما أن سنيناً في جامعة جزائرية لجدير بأن تجعلنا ننظر بقلق في عدد تلك السنوات فيم قضيت و هل هي نافعة مؤسسة للعلم الحقيقي أم لا؟ و هل يعتبر هذا المنحى علما حقيقيا ام مجرد سنوات تقضى هناك كما تقضى مثيلاتها في الخدمة العسكرية؟

و في مجتمعنا لا يزال النقاش محتدما حول الموقف من الجامعة من جهة الأنثى، إلا أنني أظن أن هذا الموضوع مرتبط أشد الارتباط بمعيار الرشد و الذاتية في اتباع أسباب العلم لدى طالب العلم اليوم، و لا يفيدنا فيه الاختزال و لا استباق الأحكام.

هناك صورتين : شاب (ة) جامعي لا يحضر التزاماته الجامعية من محاضرات و تطبيقات و يذهب بديلا عن ذلك يتجول يمينا و شمالا مع من يرديه أسفل سافلين، أو مع من تغريه بالغرام و الأوهام فتغيّب وعيه و ينتفى رشده و يحقق سفهه...

شاب (ة) جامعي لا يحضر التزاماته الجامعية...و يغوص بديلا عن ذلك متعمقا في بطون الكتب ساهرا بين أضواء المكتبة مكونا لنفسه مؤمنا بالإمكان و هو يفعل هذا بدافع البحث عن البديل[2] لأنه أصيب بخذلان أمله في المنهاج الجامعي و انصدم بواقع المعرفة هناك.

نلاحظ أن بين الشابين مشكلة الحرية، فكلاهما يصدر من سبب واحد يجعلهما يبحثان عن بدائل، فالجامعة هي تلك الجامعة الجزائرية أما الشابان فهما "الانسان الراشد" في موقفه من هذا التخلف، و "الإنسان السفيه" في موقفه من تلك الجامعة و تردي المستوى التعليمي فيها، إلا أن نهاية مخرج كل واحد منهما ليست واحدة، فإحداهما حرية اقتضت تحمل المسؤولية و أخرى حرية اقتضت الهروب من الواقع.

لعلنا حين استحضار قضايا فكرية أو حضارية يحكمها التعقيد و التغير " الحرية، طلب العلم، الشاب الجزائري، النظام الجزائري، المنظومة التعليمية، التخلف ..." نرتكب خطأً في المنهج و هو تقديم دواعي نفسية ضيقة و أعراف اجتماعية بالية على حساب النظر العلمي المتخصص و الاجتهاد الفكري الجماعي المتجاوز للتخصص المستحضر للواقع الثقافي للأمة الاسلامية...، فتكون النتيجة أننا نترك إشكالاتنا العميقة و الجادة التي لها أثر مباشر في يومياتنا للزمن ليبث فيها  و للظروف علها تجد الحل السحري... فيغيب الفعل و يحل التشاؤم و ننزلق وراء السياسات الضيقة الأفق و البعد.

ما حيرني أن مواضيع حضارية مثل هذه لا تصدَّر أبدا للنقاش في قاعات الجامعات أو تعطى للطلبة بحثا و تفكيرا... و كثيرا ما تطرح بلغة سوقية إعلامية غير مسؤولة، و كأنها مواضيع لا تخصنا فندخل قاعاتنا للدرس بإشكاليات و اصطلاحات و تقعيدات فلسفية و تخصصية غبر عليها التاريخ فنعتبرها "علما" و ما سواها من هموم حقيقية "لا علم"، في حين أن الواقع يئن و ينتظر مجتهدين محترقين هما و همة...فهل نحن حقا بحاجة إلى إعادة تعريف الجامعة[3] و إعادة فهم الحرية بمعيارها الأصيل[4] لإسقاط الفهم السقيم و تأسيس الفهم السليم لأجل الفعل السديد؟




[1] كولن ولسون، اللامنتمي، دار الآداب، بيروت 2011. ويمكن الاستفادة منه خلال الفصل الثاني: عالم بلا قيم ص: 27-50.

[2] ينظر مفهوم لجامعة البحثية والجامعة التعليمية، د. طه كوزي، معركة الوعي، مقال: الجامعة البحثية في الميزان، نشر مؤسسة كتابك 2018.

[3] يقدم الدكتور باباعمي في سلسلة مناهج البحث العلمي كتابا يناقش هذه القضية بعنوان: مقاربة في فهم البحث العلمي، نشر دار وحي القلم،  2002م، ص99

[4] يحتاج فكر بيجوفيتش وخاصة "هروبي إلى الحرية" إلى غوص جماعي جاد في هذا مستحضرا سياق المفكر البوسني و ظروفه التاريخية، بنية أخذ مسؤوليتنا عن واقعنا اليوم في جل معانيه

 

الرابط : http://www.veecos.net/2.0/article/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D8%A4%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9

قراءة 1255 مرات آخر تعديل على الخميس, 27 حزيران/يونيو 2019 09:50

أضف تعليق


كود امني
تحديث