قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 27 أيار 2015 18:30

عنوسة غريبة الأطوار

كتبه  د/ خالد سعد النجار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بسم الله الرحمن الرحيم

العنوسة قدر و ابتلاء، و شبح يتعاظم، و ألم نفسي يتجاسر، و معدلات مخيفة تقلق أي فتاة، و تهدد عفة المجتمع .. تجمع في أسبابها ما هو خارج عن إرادتنا، لكن الأعجب تلك الأسباب التي من صنع أيدينا، و من نتائج قراراتنا الخاطئة .. إنها حقا مأساة أن يلتف الحبل حول رقبتنا بأيدينا، و نقع في شَرَك معاناة وحدة أبدية جراء تقاليد بالية، أو فكرة خاطئة تستحوذ علينا، أو عندٍ جامحٍ يأكل حياتنا.

ضحية البلطجي

«نسمة» .. تلك الفتاة الرقيقة الهادئة، التي تتمتع بقدر عال من الجمال، و شهادة جامعية مرموقة، لكن حظها العاثر أوقعها في شرك العنوسة بسبب أخيها البلطجي!! .. هذا الأخ الجانح، الذي يشاكس الخلق بسبب و غير سبب حتى أدمن الإجرام، و نصبه أصدقاء السوء بطلهم المغوار، يقودهم للعراك مع خلق الله لأتفه الأسباب، و صار جسده من كثرة المشاجرات و الإصابات مرتعا لآثار الجروح والتشوهات، فلا يكاد وجه و ذراعيه يخلوا من ندوب جرح هنا أو هناك، أما السجن فصار بيته الثاني، يدخل و يخرج منه و كأنه كان في ابتعاث خارجي لنيل أحد شهادات الإجرام، فيعود إلى الحي أبشع مما كان.

بالله عليكم من يجرؤ على الزواج من هذه الفتاة، و إن جمعت كل خصال الخير، و من يرضى أن يكون هذا البلطجي خال أولاده، و مع من يتفاوض لو حدث أي خلاف زوجي بينهما مستقبلا، و هل سمعة الإنسان رخيصة كي يغامر بها، خاصة و الفتيات كثر، و النفس دوما تؤثر السلامة.

حلم الطبيب المرموق

أما «أماني» فهي الفتاة المتفوقة دراسيا منذ الصغر، التي أشربت نفسها حب العلم و التحصيل، و أسرتها المرموقة علميا و اجتماعيا وفرت لها كل السبل من أجل تدعيم موهبتها الراقية.

في ريعان شباب أماني، و في قمة تفوقها العلمي، تقدم لها طبيب مرموق، و سارت إجراءات الخطوبة في أجواء من الفرح و الحبور، إلا أن الأمور بعدها مضت على غير ما يرام، و أثبتت المواقف تنافر الطباع بين الخطيبين، و كان لابد من الانفصال الذي ترك جرحا نفسيا في داخلة أماني، تلك الهمة التي لم تعرف الفشل مطلقا.

أسوأ ما في هذا الموقف أنه سببا انحرافا في فكر الفتاة الشابة، و عاشت على حلم العريس المرموق، و ما إن يتقدم لها شاب حتى تخضعه في مقارنة دقيقة و قاسية مع خطيبها الأول، و من ثم يأتي الرفض لأنه ربما أقل منه مكانة اجتماعية أو مادية أو جمالية.

إنها الفكرة السوداء التي استحوذت عليها، و جعلتها تريد أن تنتصر لنفسها، و تصر على أن ترتبط بمن هو أحسن و أفضل من خطيبها الأول .. لكن متى يقاس الناس بشهاداتهم العلمية أو مكانتهم الاجتماعية، أو صفاتهم الجمالية .. إن معايير اختيار شريك الحياة منظومة مترابطة، قد يترجح جانب منها على جانب آخر، لكن تبقى المحصلة النهائية من دماثة الخلق و متانة الدين و القدرة على أعباء الزواج هي الفاعل الأساسي و المحوري في عملية الاختيار، أما أن نصر على الطبيب أو المهندس أو الدبلوماسي ... و سائر ذوي المكانة الاجتماعية، و نغض الطرف عن باقي المعايير فتلك الهوة السحيقة التي لا فكاك منها. فرب صاحب شهادة علمية مرموقة لا يصلي و لا يراعي لله تعالى حرمة، و رب صاحب مال و لكنه عربيد، و الشواهد أكثر من أن تحصى أو تعد.

تقدم العريس تلو العريس و عروستنا أماني تطلق الرفض تلو الرفض، و انهمكت في مجدها العلمي، فحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه و ارتفع سقف مطالبها في العريس بارتفاع مكانتها العلمية، و ازدادت معايير الاختيار تزمتا و تشددا، حتى تسربت السنوات من بين يديها، و دخلت في الأربعين، و لم تفق من سكرتها إلا عندما اختفى طابور العرسان من أمامها.

العانس الثيب

و أخيرا «إسلام» .. الشابة الوسيمة التي نشأت يتيمة، لأم مسكينة واجهت مصاعب الحياة مبكرا، حيث مات زوجها بعد سنوات معدودة من زواجهما، رزقا فيها بإسلام، تلك الطفلة الوضيئة، ذات الثغر الباسم، و الحلم البريء.

و في أتون الفقر نشأت إسلام، و بين ألم المحنة و ذل الحاجة كانت تمر الأيام ثقيلة بطيئة، حتى أدركت الشباب و تقدم العرسان، فاستجابت لأول طارق، أملا في الخروج من حالة الضنك، و بحثا عن استقرار عائلي لم تعرفه يوما من الأيام، لكن سبق اختيارها أيضا نوعا من التسرع، و ضربا من قلة الخبرة، فلم تسبر غور شريك حياتها جيدا، و لم تدرس أخلاقه و لا تصرفاته على النحو الذي ينبغي.

تزوجت إسلام بدون روية، يحدوها الأمل في حياة هنية، و مر شهر العسل أحلى من العسل، ثم سرعان ما تغيرت الأحوال، لتكتشف أن زوجها و أملها و رب بيتها مدمن محترف، يؤثر البطالة على عرق الجبين، و لا يكاد يفيق إلا النذر اليسير .. غضوب غشوم، فظ غليظ، و أحيانا عنيف، مما استحالت معه العشرة، و نصحها العقلاء و الأقرباء بالانفصال، فغادرت بيت الزوجية بعد أشهر معدودة من زواجها و هي حامل منه في وليدة سرعان ما رأت الحياة لتكرر نفس المأساة، و انتقلت المحنة من الأم إلى الابنة، و دخلت إسلام كرها حظيرة العنوسة لكن من باب الثيبات لا من باب الأبكار.

إنها مفارقات غريبة الأطوار، لا دخل لنا فيها تارة، و من صنعنا تارة أخرى، و النتيجة عنوسة كئيبة و وحدة قاتلة، و صدور تصرخ من غير صوت أن أنقذونا، فهل من مستجيب.. إنها حقا مأساة تبحث عن حل، و رغم أنها مزمنة، إلا أن المخيف في الموضوع زيادة المعدلات بصورة رهيبة تأذن بانفجار من نوع جديد لم تعهده البشرية من قبل، فاللهم سلم سلم، و ستر بناتنا، و ارزقهم العفاف والغنى، أنت مولانا و نعم المصير.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

http://ar.islamway.net/article/39333

قراءة 1841 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 17:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث