قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 03 حزيران/يونيو 2015 05:06

العلاقة بين المرأة والرجل في العمل

كتبه  د. زينب بيره جكلي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 الأمة الواعية تحرص على توعية أبنائها حرص الأم على إرشاد أولادها، و الحديث عن العلاقة بين الجنسين الرجل و المرأة في مجال العمل حديث في غاية الأهمية لأن العلاقة قد تكون طيبة تسير وفق ضوابط شرعية رشيدة، و قد يتطرف أحد الطرفين أو كلاهما في التعامل فينجم عن ذلك أضرار للفرد و الجماعة، و قد يؤثر ذلك على مسيرة العمل.

 و من هنا كان لترشيد الطرفين أثره لأنه يؤدي إلى مجتمع نظيف فاضل يحافظ على العقيدة و القيم، كما أن فيه زيادة العطاء بعيدا عن الضغوط النفسية أو المادية.

 و لعل أهم ما أبدأ به هو تحديد معنى العلاقة لغويا، لأن المعنى اللغوي له أثره في المعنى الاصطلاحي.

 العلاقة لغة : هي التلازم، و الأخذ، و العطاء، و الشغل، و المودة، و التباعد.

 و هذه المعاني كلها قد تكون بين الجنسين المشتركين في عمل ما لأن الموظفة تعمل مع رجل لا تمتُّ إليه بصلة ما، و لكن قد يكون فيها تلازم و أخذ و عطاء، و قد يكون بينهما مودة مع مرور الزمن، و قد يكون بينهما تباعد و تنافر.

 و سواء أكانت هذه العلاقة إيجابية أم سلبية فإن الإسلام وضع لها ضوابط شرعية و قيدها بمفاهيم سديدة، ليكون العمل سديدا، و هذه الضوابط نوعان، ضوابط وقائية قبل الشروع في العمل، و ضوابط يجب الالتزام بها أثناء العمل، فالأولى لها أثرها على الطرفين و ذلك باختيار العمل المناسب الذي لا اختلاط فيه، و اختيار أوقات الدوام المناسبة، اختيار العمل المناسب لوسائل المواصلات المتوفرة و الآمنة، ثم الاحتشام في اللباس.

فاختيار العمل المناسب الذي لا اختلاط فيه، أو يقل فيه الاختلاط إلى أقل درجة ممكنة، كما في المدارس و الجامعات غير المختلطة، يساعد على الصلاح و النأي عن الفساد لأن للاختلاط مساوئه و قد يؤثر على نفسية العاملين في أجوائه، و لذلك نرى تدمير البيوت لدى كثيرين ممن يعيِّنون نساء في أماكن يكثر فيها اللقاء معهن، و قد قال الشاعر :

ألقاه في اليم مكتوفا و قال له إياك إياك أن تبتل بالماء

 إن الإسلام دين وسطي لا إفراط فيه و لا تفريط، فهو لم يمنع المرأة من الحديث مع الرجل إن كان ضروريا، و كان الرسول صلى الله عليه و سلم قد خصص يوما في الأسبوع للنساء ينصحهن، و قد نقلت السيدة عائشة رضي الله عنها أكثر من ألفي حديث عن الرسول صلى الله عليه و سلم و كن يذكرن ماعلمهن الرسول صلى الله عليه و سلم من آيات الله سبحانه و الحكمة كما أمرهن المولى تعالى، و قد شاركن طواعية في الحروب بالتمريض و سقاية الجرحى، و كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله سبحانه و تعالى عليه قد وظف الشفاء بنت عبد الله في سوق النساء، و كانت النساء يسألنه . ...

 فكلمة الاختلاط إذا لا تعني المنع التام، و إنما تعني الانفراد في مكان واحد، أو كثرة الاشتراك في العمل بين الجنسين بحيث تؤدي المدة الطويلة و التعايش الطويل إلى الفتنة، و في المجتمع ناس قلوبهم مريضة، و آخرون منافقون يحبون أن تشيع الفاحشة في صفوف المسلمين ليطعنوا فيهم، و قد يختلقون قصصا لم تحدث لكراهيتهم لشخص ما، و الرسول صلى الله عليه و سلم قال " رحم الله امرأ جَبَّ المغيبة عن نفسه "، كما ضرب الرسول صلى الله عليه و سلم مثلا صراطا مستقيما، و على كنـَفي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، و على الأبواب ستور مرخاة، و على الصراط داع يدعو : يا أيها الناس اسلكوا الصراط جميعا و لا تعوجوا، و داع يدعو على الصراط، فإن أراد أحدكم فتح شيء من تلك الأبواب قال ويلك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإسلام، و الستور حدود الله، و الأبواب المفتحة محارم الله، و الداعي الذي على رأس الصراط كتاب الله، و الداعي من فوق واعظ الله يذكر في قلب كل مسلم ".

 و لذلك ففتح أبواب الشر قد يؤثر على الفرد و الأسرة في حياتيهما الدنيا و الآخرة، و قد طلب الرسول صلى الله عليه و سلم من النساء عند خروجهن من المساجد أن يتأخرن عن الرجال حفظا لكرامتهن. و أثبتت الإحصائيات أن ( 57% ) من النساء لا يرغبن بالاختلاط لأنه يؤثر على حياتهن الأسرية إذ تكثر الظنون و الغيرة و... و يقول تعالى : " و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى و قد كنت بصيرا ؟ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى ".

 و العمل الذي يختار على أسس شرعية و يحكم فيه الوازع الديني يصطبغ بصبغة إيمانية سواء أكان يتعلق بالدين من قريب أو بعيد، إذ الإسلام يشمل الحياة كلها العقائدية و السياسية و الاجتماعية، قال تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا " و لذلك يشعر الطرفان بأنهما يعملان في أي عمل كان لما فيه مرضاة الله سبحانه، و المسلم على ثغرة من الثغور و عليه أن يسدها على قدر الحاجة إليها، قال تعالى " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون. و هذا العمل المبني على الاختيار السليم يؤدي إلى الراحة النفسية و السعادة في الحياة لأن الله سبحانه يقول : " من عمل صالحا من ذكر و أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "، كما يجعل العامل و العاملة لا يتصرفان بما لا يليق بالمسلم الصالح فيكونان أسوة حسنة لمن يتعامل معهم، و يوجهان العمل لما فيه مصلحة الفرد و المجتمع، لأن عملهما مما يرضي الله سبحانه و هما يشعران في أجوائه بالراحة النفسية و هذه أهم عوامل العطاء.

 و تؤدي هذه الأجواء النقية التي يتصرف فيها المرء بعيدا عن الضغوط النفسية إلى الإتقان في العمل، و الله سبحانه ( يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) و بهذا تكون العلاقة عنصرا إيجابيا في الحياة، و يكون أثرها البعيد عمارة الكون في الأرض التي استخلفنا الله سبحانه فيها. و أما أثرها القريب فيكون تحسين المعاش بزيادة الإنتاج في هذا المسعى الحميد، قال تعالى " فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه، و إذا ربطنا هذا السعي بقوله تعالى :" قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له " أدركنا أن من يسعى في الأرض و هو يضع نصب عينيه مرضاة رب العالمين دون أن يشرك معه نية أخرى فإن الله سبحانه يوفقه فيه و يبارك له فيه، قال تعالى : " و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ".

هـ _ و قد تكون المرأة في مجتمع تضطر فيه للعمل، فراتب واحد قد لا يكفي الأسرة لغلاء المعيشة، و قد تكون الأيدي العاملة من الذكور قليلة مما يضطر المجتمع إلى أن تعمل فيه المرأة كالمجتمعات الزراعية، و قد أثبتت الباحثة منى عبد السميع أن(90،8 %) من العاملين في الإمارات من غير المواطنين و هذا يعني أن أقل من عشر العاملين هم من أبناء الوطن، و هذه التركيبة السكانية قد تؤثر على قيم المجتمع و عقيدته و تربية أبنائه و لذلك فإن مشاركة المرأة الرجل في عمل نقي لا إثم فيه لا حرج فيه إن اتبعت الشروط الأخرى كمرضاة الزوج و عدم إهمال الأسرة مما ليس في مجال محاضرتنا الآن. و قد بلغت نسبة العاملات في التربية 47،8 %، و هذه الكثرة تساعد في منع الاختلاط.

 و من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه و يجد لذة الإيمان في قلبه.

 أما أوقات الدوام المناسبة : فالعمل الليلي للمرأة يؤثر على أسرتها، و يجب سد الذرائع كعدم التأخر ليلا و المبيت في مكان العمل لأنه قد يؤدي إلى الظن السوء و الغيرة، و إلى إهمال الأسرة، و قد يعرض الطرفين للفتنة و كم حصلت فتن لممرضات صورن من حيث لا يدرين ثم استخدمت الصور للإيقاع بهن، و طلق رجل زوجته لأنها قالت إنها تحب الممثل الفلاني مع أنه يدرك تماما أنها لم تتصل به.

 و هناك أمر مهم أيضا و هو اختيار العمل المناسب الذي تصل المرأة إليه بوسائل مواصلات مؤمنة حتى لا تتعرض لحوادث تسيء إلى سمعتها، إذ لا يجوز العمل في أبو ظبي أو رأس الخيمة مثلا لمن تسكن في الشارقة، و قد وجدت مدرسة قتيلة في الطريق.

 و الاحتشام في اللباس بحيث يكون شرعيا لايشف و لا يصف ضروري أيضا، فالمرأة و إن أحبت أن تبدو جميلة فإن عليها ألا تظهر فتنتها في أماكن عملها لئلا تتعرض فيها لحضور رجل، و الله سبحانه و تعالى قال " و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى فيطمع الذي في قلبه مرض " و قال " و لايضربن بأرجلهن ليعلم مايخفين من زينتهن " و الرسول صلى الله عليه و سلم قال : " صنفان من أمتي لم أرهما ... و نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت لايرحن الجنة و إن ريحها ليجد من مسيرة كذا و كذا " ، و لباس المرأة رمز عفتها، و هو يحد من علاقة الرجل معها لأنه يرى فيها النقاء و الطهارة فلا تلعب به الظنون تجاهها، و قد تعرضت عربية لمضايقات الفرنسيين و لم يجد في منعهم إلا الحجاب إذ فهم منه أنها أعلنت بعدها عنهم به، قال عنترة و قد رأى عبلة تسدل الحجاب في وجهه علامة على رفضها الزواج منه :

إن تُغْدفي دوني الحجابَ فإنني طَبٌّ بأخذِ الفارس المُسْتَلْئِم

 و المرأة التي تأتي إلى العمل ببنطال أو بقميص يصف أو يشف مفاتنها حتى وإن كان يشترط رب العمل أن تكون كذلك تكون قد تعدت حدود ربها و ظلمت نفسها و مجتمعها حين أوقعتهما في المهالك الدنيوية أو الأخروية، و لقد ربأ الله بها أن تتخذ نفسها وسيلة لجلب المنفعة لرب العمل أو حتى للأسرة بهذه الطريقة، و ما كثرة المآسي التي تعانيها الأسر إلا من هذه المنكرات.

 و هناك ضوابط اخرى للعمل أهميتها الكبرى، و منها المعاملة الرسمية و ضمن حدود العمل، و المعاملة باحترام و بحياء، و لاسيما في حال الاختلاف في الآراء أو في حال نشوب خلاف. فالمعاملة الرسمية ضمن حدود العمل تنقذ الطرفين من عواقب وخيمة قد يجرهما إليها مرضى القلوب. و أعرف واحدة كانت تدعو رئيس عملها إلى الفطور مع الموظفات، فتساهل في الأمر و اشتط و صار يتصل بها في البيت فسجلت له أحاديثه، و انتهى الأمر إلى طرده من عمله، و لذلك يقول الله سبحانه و تعالى" وقفوهم إنهم مسؤولون ".

 و قد تقول واحدة إن نيتي سليمة فأنا و الآخر اتفقنا على الزواج، و هذا قول مرفوض، فالزواج سبله الشريفة تكون عن طريق الأهل لا بأساليب تجلب الشبهات للطرفين، و من اتقى الشبهات استبرأ لدينه و عرضه، و من وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه كما يقول الرسول صلى الله عليه و سلم. و الحذر يكون لئلا يتعرض الاثنان إلى مالا يرتضيه الله جل جلاله، و قد يكون الرجل لعوبا فتكون المرأة ضحية، و قد يزوجها أهلها غيره فيعيشان في شقاء التفكير،  و قد يؤدي هذا بهما إلى أمراض نفسية كما حدث لرجل أعرف أسرته. و الإسلام حفظ القلوب و العقول للطرفين من الانحرافات.

 العمل ليس مجالا لتبادل العواطف و إنما هو مجال لأداء الواجب ضمن حدود الخلق الإسلامي الرفيع فلا ضحك و لا جلوس و لا مصافحة، و لا حركة غير طبيعية إلا السلام الذي لا شبهة فيه و لا اتصالات بالهواتف أو بغيرها إلا مايضطر إليه المرء للعمل، و لا تزاور خارج العمل، و يقول الله سبحانه " و لا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ". و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : " لأَنْ يُطْعنَ في رأس أحدكم بمِخْيَط من حديد خير له من أن يمس امرأة لاتحل له. "

 و المعاملة يجب أن تكون باحترام، قال تعالى : " و هدوا إلى الطيب من القول و هدوا إلى صراط مستقيم " و الكلمة الطيبة المستقيمة تؤدي إلى إكرام الطرفين و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : " أنزلوا الناس منازلهم "، فإن تعرضت المرأة من رئيسها إلى ما لا تريده تصرفت بذكاء دون أن تزعج الآخرين.

 أعرف واحدة طلب منها رئيسها الزواج فذكرته بزوجته فعرف نبلها و فضلها، و هي بالمقابل لم تتكلم عنه أمام الآخرين. و طويت القضية.

 كما يجب أن تتسم المعاملة بالحياء، و يكون بغض البصر فليس أقتل للمرأة و لسمعتها و لنقائها من أن تنظر إلى الرجال نِظرة غير طبيعية، أو تطيل النظر إليهم و هو ينظرون إليها، و عليها و على الرجل أن يتذكرا قوله سبحانه " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم، و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن ... ".

 و يجب ألا يدخل كل منهما على الآخر إن كان له أو لها غرفة مستقلة إلا بعد الاستئذان، قال صلى الله عليه و سلم " إنما جعل الاستئذان من أجل البصر " و قال: "النظرة سهم من سهام إبليس ". و أن يكون الغرض من اللقاء العمل لا التسلية لأن هذا قد يؤثر على سمعتهما و حياتهما، و ألا يتحدثان بصوت منخفض منعا للشبهة، و لنا في قصة موسى عليه السلام و ابنتي شعيب عليه السلام أسوة حسنة حكاها لنا الله سبحانه حين قال : " و لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، و وجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء و أبونا شيخ كبير، فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير، فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا. فلما جاءه و قص عليه القصص قال لاتخف نجوت من القوم الظالمين. قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين، قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين ..... "

 فسيدنا موسى عليه السلام أخذته النخوة و المروءة فسأل المرأتين لم جاءتا إلى مكان يعمل فيه رجال ؟ فأجابتا بحياء و بينتا أنهما ينتظران انتهاء الرجال و عودتهم لئلا يختلطان بهم، و أوضحتا سبب العمل و هو كبر والدهما، فسقى لهما بحياء ثم تولى إلى الظل، و جاءته إحداهما بحياء تدعوه إلى أخذ أجرته من الأب ثم لا كلام و لا حديث ... و ذهب كل منهما إلى سبيله.

 أما المعاملة في حال اختلاف وجهات النظر أو نشوب خلاف بين الطرفين فعلى كل منهما أن يلتزم الاحترام، و لكن اختلاف وجهات النظر قد يؤدي إلى خلاف، و قد يكون السبب الغيرة من المرأة المتفوقة على الرجل أو التي صارت مسؤولة أعلى منه، و لكن على المرأة أن تُفهم الرجل أن خلاف الرأي لا يعني العداوة، ثم تبين له أن الإسلام أوصى بالجار، و جار العمل جار له حقوق، و أن المرء خطّاء و لكنه أيضا توّاب، و أن تتحمل الأذى أو يتحمل هو منها الأذى لأن كلا منهما قد يخطئ يوما ما، و عليهما أن يحفظا الألسن من إشاعة مالا يرتضيه الطرف الآخر، فإن زاد الأمر عن حده فليكتب من أحس بالظلم إلى رئيس أعلى يعرض عليه المشكلة و يبدي حسن نيته، و عليهما الحذر من الكيد بعد ذلك لأن الأمزجة تختلف، و الشيطان يكيد للإنسان، و لكن الحذر لايعني إشاعة الشر أو الكيد للآخر.

 ختاما فإني أدعو الطرفين إلى التزام شرع الله سبحانه في العلاقة بين الطرفين، و من استقام سدد الله خطاه فيما يعمل فالله سبحانه و تعالى يقول : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ".

http://www.odabasham.net/show.php?sid=84552

قراءة 1889 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 17:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث