هذه همساتي .. و نداءاتي .. و آهاتي .. و إن شأت أن تقول صرخاتي من زوجة محبة تريد منك أن تشاطرها السعادة الزوجية .
زوجي الغالي ..
أنا زوجتك أتحدث إليك .. و أهمس في أذنيك .. و أداعب إحساسك لتفتح لي قلبك، فهل لك أن تفهمني ؟
تعلمت من شريعتنا السمحاء بأن الزواج إكمال لنصف ديني و أخشى بلهوك و تقصيرك أن أفقد ديني فكيف تريدني أن أسعد ؟ و أنت هكذا ، فكن عوناً لي لأرتقي بديني و لا تكن هدما لي !!!
و تعلمت بأن الزواج حلم السعادة الدنيوية و مداد للسعادة الآخروية فبعدك عني أشعرني بأن الحلم سراب، و السراب زوال و كذب و خداع، فمن أين تجلب السعادة بهذا، فهل لك أن تفهمني ؟
و تعلمت بأن الحب يسقى بالكلمة الطيبة و اللمسة الحانية و النظرة الساحرة و العاطفة الجياشة ، فإن عدم هذا فأين الحب، و كيف تسير مركبة الحياة الزوجية، فهل لك أن تفهمني ؟
تعلمت من قول الله تعالى : { و جعل بينكم مودة و رحمة .. } ( الروم 21 ) أن غاية العلاقة الزوجية وجود المودة و التعايش بالرحمة، فالجفاء و الغلظة و الإهمال لا أعتقد بأنه يبني المودة و يكون فيه عطف و رحمة، و أعتقد أنك توافقني لكن !!، فهل لك أن تفهمني ؟
تعلمت بأن الزواج مع ما فيه من عواطف إلا أن فيه مسؤوليات و مكابدات لا تطيقها الجبال الراسيات ( فكيف بامرأة ضعيفة مثلي ؟ ) و أن اليد على اليد تساعد لتحقيق التوازن و الاستقرار، فتخليت عني لمواجهة الصعوبات و تحمل المسؤوليات فكيف تريد للعاطفة أن تنموا بيننا، فهل لك أن تفهمني ؟
و تعلمت أيضاً بأن الزوج بعد الله هو الركن الشديد تستند إليه الزوجة لتشبع عاطفتها و تسد احتياجاتها و تحمى نفسها من كل المساوئ نفسياً و جسدياً، فهل يأتي ذلك و الزوج كثير الترحال و كثير الوناسة مع الأصدقاء و اللهو بأنانية مع نفسه لا يهتم و لا يحس بها، فهل لك أن تفهمني ؟
و تعلمت من دراستي و من مدرسة الحياة أن المرأة فراش زوجها بشرط أن يكون الزوج سماءً يظلها و إلا فسد الفراش بانكشاف سمائه و تعرضه للشمس المحرقة، فهل لك أن تفهمني ؟
و تعلمت بأن الحياة لا يمكن العيش فيها دون تخطيط و السعي لتحقيق الأهداف و أن القيادة الأولى لدى الزوج بمشاركة المساعدة و هي الزوجة ليبنيا سوياً حياتهما بنجاح وفق رؤية واضحة تجعل للحياة معنى، فهل لك أن تفسر ما نعيشه من فوضى و تخبط و عشوائية ؟
ثم هل يمكن بذلك أن نكون ناجحين في حياتنا سعداء في نفوسنا نبني مستقبلاً زاهراً لأبنائنا ؟
أرجوك أن تفهمني .. ما كتبت لك كلماتي هذه و ما أخفيت من آهاتي لكثير لكي لا أثقل على سمعك و لا أجرح قلبك، و إنما أردت مصلحتنا، فكلانا قلب واحد، و جسد واحد يسوء بعضنا ما يسوء الآخر، و يسعد بعضنا ما يسعد الآخر، فهل لك ياحبيبي أن تفهمني ؟
http://www.almostshar.com/web/Subject_Desc.php?Subject_Id=4724&Cat_Subject_Id=17&Cat_Id=1