على مر السنوات كنت أنظم للأطفال سواء في روضة عبد الحميد ابن باديس التي استمرت أكثر من سبع سنوات، في المدرسة القرآنية وقفات مختلفة مع فلسطين الحبيبة و قضاياها المتجددة كل عام بما يناسب الأحداث الهامة التي ميزته و كثر الحديث عنها و تداولها و تحتاج لوقفات مساندة و مناصرة و تضامن و تآزر، و ذلك في الذكرى المزدوجة لنكبة 48 و الانتفاضة المباركة بعدها .. 15 ماي من كل عام.
و كان شكل الوقفات يختلف من عام لعام فمن وقفة التضامنية ( 2012 ) إلى وقفة العطاء لأطفالها و أطفال فلسطين ( 2013 ) مرورا بوقفة الاعتذار عن تقصيرنا في حق القضية الفلسطينية ( 2014 )، و وقفة التذكير بالقضية لتبقى حية ( 2015 )، ثم وقفة الإبداع التي تعرف فيها الأطفال على معارف مقدسية هامـة بشكل مبدع ( 2016 ) وصولا إلى وقفة المؤازرة لأسرى فلسطين في هذا العام ( 2017 ) ..
و مع مر السنوات يختلف الأطفال المشاركين في هذه الوقفات، فيتاح تقريبا لكل طفل يمر معنا بالمشاركة في وقفة من وقفاتنا المتنوعة و المستمرة، و بالتالي يكون كل طفل احتضناه أو علمناه قد سمع عن فلسطين و عرف عنها شيئا و تعرف على علمها و تألم ببراءته لما يمر به شعبها من محن متتالية ..
و تفاعل الأطفال الرائع مع كل تلك الوقفات يؤكد على حب انغرس بشكل أو بآخر في قلوبهم لفلسطين، و عقيدة اسمها القضية الفلسطينية استقرت بعقولهم الفتية، و يقين بتحريرها يوما ما علق بذاكرتهم القوية .. و هكذا تبقى القضية حية في النشء جيلا بعد جيل نذكرهم بها و نغرس حبها في قلوبهم و نحدثهم عن أبطالها و آلامهم و آمالهم و نضالاتهم المريرة و المستمرة و الصامدة ضد الاحتلال الصهيوني الذي اغتصب أرضهم و شرد شعبهم و يتّم أطفالهم و استوطن دراهم .. فتغرس بداخل الأطفال تلقائيا شحنات حب للقضية و أهلها و شحنات عداوة للاحتلال و جنده ..
و رسالتي للأولياء أن يحدثوا أبناءهم عن فلسطين و قضيتها و يغرسوها عقيدة في نفوسهم، و يرضعوهم قبل الحليب حبها، و يوفروا لهم فرص المشاركة في أي فعاليات تحيي القضية بشكل من الأشكال حتى يكبروا و يشبوا و هو يعرفون الكثير عنها و قد تشربوا حبها و أدركوا واجبهم نحوها، و هكذا يمر جيلا بعد جيل و هو يحمل لواءها و يذكر بها و يشحن الجيل بعده بواجب تحريرها و المرابطة على ثغورها من أي مكان و بأي وسيلة متاحة لهم.. فتبقى القضية الحية و يبقى لواؤها مرفوعا جيلا بعد جيل حتى يأذن الله لجيل التحرير فيحررها بإذن الله.