قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 24 آذار/مارس 2016 07:51

هل التجزئة أفضل من الحكم العثماني؟

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

●منطق وداوها بالتي كانت هي الداء : هل التجزئة هي الحل؟

يقول الدكتور مصطفى محمد قاسم في مقدمته لترجمة كتاب "القسطنطينية: المدينة التي اشتهاها العالم":"و لا شك أن الامبراطورية (العثمانية) لكونها الدولة الإسلامية الأكبر في زمنها و لضمها أجزاء كبيرة من هذا العالم، قد دافعت عن هذا العالم الإسلامي ضد التوسع الغربي الإسباني في شمال أفريقيا، و البرتغالي في البحر الأحمر و الخليج العربي، و منعت بالتأكيد طامعين آخرين من المنبع، أي منعتهم من تحويل طموحاتهم التوسعية إلى محاولات.

"لكن في المقابل، و من منظور التأمل المتأخر للأحداث، نجد أن الدولة العثمانية قد أضرت بالشعوب العربية، إذ أثبت التاريخ الحديث أن التجزؤ السياسي للإخوة في الدين و التنافس، حتى التقاتل بينهم، كان الميزة التي أدت إلى غلبة الدول الأوروبية في السباق العسكري و الحضاري على الدولة الإسلامية الواحدة، فعلى خلاف رؤية الكثير من العرب المعاصرين، كان التجزؤ السياسي أنفع من الوحدة لقوة المجموع، فقد كانت الدول و الكيانات السياسية في المنطقة العربية قبل العثمانيين قوية على المستويات السياسية و الاقتصادية و العسكرية مادامت كثيرة و متعددة، و حتى متنافسة فيما بينها. و لم تقصر هذه الدول-من قبل أن يظهر العثمانيون إلى الوجود-في الدفاع عن المنطقة منذ الحملات الصليبية و انتهاء بتصدي الدولة المملوكية المصرية للبرتغاليين في البحر الأحمر. لكن بعد أن توحدت هذه الكيانات جميعها في دولة واحدة مع الغزو العثماني للمنطقة العربية، دخلت المنطقة، و معها الإمبراطورية العثمانية نفسها، في حالة من الجمود و التدهور، لم تفق منها إلا بعد قرون على أصوات مدافع نابليون و هي تدك طوابي الاسكندرية.

"يتمثل أحد الأدلة القوية على نظرية "التجزؤ السياسي و التنافس العسكري الداعم لقوة المجموع و غلبته" في حالة أوروبا على امتداد العصرين الحديث المبكر و الحديث، حيث أدى التجزؤ السياسي لأوروبا و وجود عدد من الدول المتنافسة لا تخضع لهيمنة مركز واحد، إلى الإفساح في المجال للتنافس بين الدول على السيادة العسكرية و الاقتصادية و الثقافية، مما أدى إلى غلبتها مجتمعة أمام العدو الإسلامي الواحد الذي بقوته يقوى العالم الإسلامي و بضعفه يتدهور هذا العالم و يغلب عليه أعداؤه. ففي مقابل "نظام الدول" الأوروبي الذي ضمن أن تظل الدول الأوروبية تنافسية عسكرياً، ضمن التوحد الإسلامي تحت مظلة الإمبراطورية العثمانية الركود و الجمود و التخلف على المدى الطويل" [1].

ثم يدخل حديث الدكتور في اتهام العثمانيين بتهميش و عزل العرب و تحويل حواضرهم المزدهرة إلى متخلفة و الإثراء على حساب الفقراء و المعدمين في الدولة لصالح الإنفاق على مباهج العاصمة و غير ذلك من مفردات تردد الأحكام الاستشراقية القديمة التي تجاوزها المستشرقون أنفسهم و بينوا حقائق جديدة بنى عليها التأريخ المعاصر أحكاماً مغايرة و لكننا للأسف مازلنا متمسكين بالأحكام البائدة التي تخلى عنها أصحابها و نلوم حظنا العثماني حتى بعد انسحاب العثمانيين من بلادنا منذ قرن صعدت فيه دول من الصفر و هبطت أخرى من عليائها و نحن مشغولون بملامة الماضي و في نفس الوقت تبرير الحاضر رغم أن جريمته بحقنا أكثر كثيراً من مسئولية العثمانيين التي انتهت منذ مدة طويلة بزوال حكمهم.

إن الحديث عن فضائل للتجزئة بهذا الحماس يتجاوز كثيراً من الحقائق التي يجب التنويه بها، و حسب علمي فإن هذا الحماس غير مسبوق حتى لدى أشد المنتفعين من حالة التجزئة و لهذا فهو نقلة فكرية خطيرة لا بد من مناقشتها:

        1-        الدعوة للتجزئة ليست متناقضة مع آراء مثقفين في حقبة تاريخية محددة و حسب بل مع بديهيات الفطرة و حقائق الطبيعة و التاريخ و ما يبدو من مزايا للتجزئة في أوروبا مصدره ما آلت إليه من وحدة في كيانات كبرى و دول عظمى فيما بعد و ليس من كونها تجزئة في حد ذاتها، و يجب ألا تقتصر رؤيتنا على شق مبتور من المشهد التاريخي و مآلاته.

        2-        أداء التجزئة في أوروبا يختلف كلياً عن أداء تجزئتنا إذ لم يكن في أوروبا عامل خارجي يوجه مسار الأحداث لصالحه و ضد مصالح الأوروبيين، بل لقد وجدنا الشعور الأوروبي العام يتغلب على ضرورات السياسة الآنية كما حدث في الخيانات الفرنسية المتعاقبة لتحالفاتها مع الدولة العثمانية ضد الحلف الكاثوليكي و في فشل الدولة العثمانية بشكل عام في شق الصف الأوروبي شقاً فاعلاً بسياسة منح الامتيازات الأجنبية التي ارتدت عليها في زمن ضعفها.

        3-        لو كانت التجزئة هي الأفضل لما رأينا اتجاه التاريخ نحو تجارب الوحدة في أوروبا ، ألمانيا كانت 300 إمارة و إيطاليا كذلك كانت مفتتة و مبعثرة فضلاً عن الإمارات الإقطاعية التي سادت أوروبا قبل الدول القومية، فلو كان الانقسام هو الفضيلة المفيدة لما توحدت دول أوروبا هذه و لظلت تتنافس لأجل صالح المجموع.

        4-        لا يمكننا أن نطلق على دول أوروبا القومية الكبرى أنها شكل من أشكال التجزئة في قارة أوروبا إلا لو عددنا أن هناك تجزئة بين أمريكا و الاتحاد السوفييتي في أيامه مثلاً و أن سباق التقدم بينهما كان خيراً من اتحادهما المتخيل و غير الواقعي : ذلك أننا يجب أن ننشد الوحدة حيث يمكن وجودها و حيث تحققت فعلاً و دول أوروبا الامبراطورية لم تكن تجزئة بأي شكل من الأشكال بل تنافس بين دول عظمى وصلت مداها في الإمكانات الوحدوية و لا يمكن أن نشبه حالة أوروبا بتجزئة بلادنا لنقول إنها نعمة، و لا يمكننا القول إن أوروبا حققت النصر مجتمعة بانقساماتها السياسية فهذا إرداف خلفي و تشبيه على الناس يشبه القول إن اتحاد الحلفاء في وجه النازية كان خيراً من وحدتهم في دولة واحدة، هذا غرق في خيال غير واقعي و فرض للمستحيلات إذ لا يمكن أن نفترض وحدة بين أجسام مختلفة كمن يستدل على مساوئ الوحدة بالتصاق التوائم و على ميزة الشرذمة و الانقسام بمشهد فصل التوأمين الملتصقين اللذين يجب فصلهما و يمكنهما الاتحاد بعد ذلك كجسدين منفصلين في وجه المخاطر، و بهذا يكون "الانقسام" الذي هو فصلهما خيراً من "الوحدة" في التصاقهما، مع أنه لا دلالة أصلاً في هذا الموقف التلبيسي الذي يتعامل مع الأجساد المتباينة و ليس مع جسد واحد كأمتنا و يحاول إقناعنا بميزة تقطيع أوصال الواحد المترابطة بتشبيهه تشبيهاً يتجاوز حقيقته، فحقيقة أوروبا أنها أجساد كبرى و منفصلة، أما نحن فجسد واحد تم تقطيعه قطعاً صغيرة ميتة، و إنجازات التحالفات العسكرية التي كانت بين دول أوروبا لا يمكن أن تكون شاهداً على مزايا التجزئة السياسية لأنه لا ينطبق وصف التجزئة أصلاً على كيانات حضارية كبرى مختلفة و مكتفية بذواتها و يمكنها أن تعيش بل تسود بسبب إمكاناتها الذاتية و المسروقة الضخمة، و هذا ليس حال بلادنا التي كانت تعيش موحدة و لكن ليس بينها الآن أي وجه من وجوه الاتفاق فهي لا تدخل أصلاً في تحالفات لأجل مصالحها المستقلة كدول الغرب الكبرى و لا يمكنها أصلاً أن تعيش مستقلة بكفاية حاجاتها أو الدفاع عن أنفسها أو إطعام مواطنيها من كدها بسبب الهدر الشديد لإمكاناتها الضخمة التي يتحكم فيها غيرها كما أثبت الواقع، و إنجازات التحالف بين دول أوروبا دليل على فعالية حشد الإمكانات التي توفرها الوحدة، و هي في حالات التحالف بين دول أوروبا في حروبها الكبرى وحدة مؤقتة في وجه أزمات طارئة لا يمكن حتى للكيانات الكبرى التغلب عليها كما لا يمكن لجهد فردي أن يقاوم جيشاً مهما بلغ الفرد من القوة، و لكن بعد الأزمة الطارئة لا يمكن لوحدتها الاستمرار فيذهب كل إلى شئون معيشته الخاصة، و لا يمكننا القول في تأييد حالة الوحدة إن "خلط" هؤلاء الأفراد في عملاق واحد أفضل لهم، هذا فكر خيالي، و لكن دحض ذلك الخيال لا يكون بالدعوة إلى تقسيم الجسد الواحد إلى أعضاء مقطعة حتى لو كان لا يتمكن من أداء وظائف العيش إلا بصفته وحدة واحدة كبلادنا، فلا يمكننا أن نجعل من استحالة خلط الأجساد المتباينة القائمة بذواتها و المكتفية بأنفسها و المتميزة عن بعضها البعض دليلاً على ميزة تقطيع الجسد الواحد الذي لا يمكن لأعضائه الحياة بالانفصال عن بعضها البعض.

        5-         و لا يمكن لهزيمة العثمانيين بعد قرون الانتصارات أن تكون شاهداً على عيوب الوحدة لأن مصير بلادنا لو لم يظهروا على المسرح من الأصل كان أشد ظلمة، و يكفي أن نتدبر في مصير البلاد التي هيمن عليها الأوروبيون لاسيما الإسبان في ذلك الزمن  لنرى ما الذي كان ينتظرنا لو لم يظهر العثمانيون، و لدينا أمثلة دموية معبرة من الأندلس و القارة الأمريكية (لاسيما المكسيك و بيرو) و الفلبين، و لا يمكن بعد ذلك أن ندعي أن طروء المرض على العملاق الذي حمانا زمناً طويلاً يمكن أن يكون دليلاً على ميزة تقطيع أوصاله منذ البداية لتكون فيما بعد "سليمة" ببعدها عن مصدر المرض لاسيما أن هذه الأعضاء التي انفصلت فعلاً بعد ذلك في زمن المرض و فرحت باستقلالها كان مصيرها أشد ظلمة من الجسد المريض نفسه، و كان الاستقلال المزعوم هو بوابة وقوعها في براثن الاحتلال (دراسة: دور النزعات الاستقلالية و التغريبية في إفشال مشاريعنا النهضوية)، فالوحدة قد تمرض و لكن الانقسام هو المرض نفسه.

        6-        كما أن اتخاذ التاريخ العثماني دليلاً على سلبيات الوحدة لا يعطينا الصورة التاريخية الكاملة، فيجب ألا ننسى أن العالم الإسلامي زمن العثمانيين كان منقسماً إلى عدة دول منها الكبرى و منها الصغرى، و كان الانقسام العثماني-الصفوي، و الهندي-الصفوي من عوامل الضعف و ليس من عوامل المنافسة الإيجابية التي يتحدث عنها سرد الدكتور، كما أن وجود دول صغرى في المشهد لم يكن لصالح التنافس الإيجابي لمصلحة المجموع كما يأمل المقال، أي أن التاريخ الإسلامي زمن العثمانيين يؤكد على سلبية التجزئة لا على إيجابياتها و في نفس الوقت على الإيجابيات التي جناها الموحدون في كيانات كبرى لا يمكن أن نغفل إنجازاتها الضخمة (دراسة: إنجازات الدولة العثمانية بصفتها آخر نسخ الخلافة الإسلامية)، و الملخص أن الإيجابيات أتت من التكتل و تجميع الجهود أما السلبيات فقد أتت من الانقسامات و الصراعات و لا مانع من أن نشهد المشهدين في نفس المسرح التاريخي.

        7-        لماذا كانت القوة في الجانب الأوروبي مع الدول الأكبر حجماً و التي بنت امبراطوريات واسعة و آخرها الولايات المتحدة الأكبر ممن سبقها فهل يمكن القول إن انقسام مساحتها إلى خمسين ولاية مستقلة و متنافسة أفضل لها جميعاً من الاتحاد الحالي الذي ثبت بحرب أهلية طاحنة خسرت فيه البلاد أكثر مما خسرت في مجموع حروبها الدولية بما فيها الحربين الكبريين؟

        8-        الادعاء بأن الوضع الذي سبق العثمانيين أفضل منهم ليس له دليل يسنده، الدول الزنكية و الأيوبية و المملوكية كانت تيارات وحدوية ثارت على التجزئة التي سبقتها و كانت سبباً في هزيمة بلادنا أمام الغزوة الفرنجية و المغولية، و لم يكبح سقوط الأندلس إلا خروجها المؤقت من الشرذمة السياسية إلى وحدة المرابطين ثم الموحدين، و كانت الوحدة اللاحقة أفضل دائماً من الانقسام السابق، و لم تسقط التجزئة أمام العثمانيين إلا بعدما استنفدت قواها و كان يجب أن يخلفها من يحيي قوتها في مواجهة التحديات التي واجهت الأمة، فالبرتغال هزمت المماليك و دقت نواقيس الخطر في البحر الأحمر و الخليج، و شمال إفريقيا تهاوى أمام الإسبان و لم يكن من الممكن استخراج أي ميزة من هذا الوضع المشرذم، و السؤال هو ماذا كانت نتيجة استمرار التجزئة و الضعف لو لم يظهر العثمانيون؟ و أين نذهب بحكم التاريخ كون ظهور العثمانيين في مشهد الأحداث أعطى العالم الإسلامي حيوية إلى الأمام و إلا لكان تهاوى أمام الزحف الاستعماري؟ و النتيجة أن الوحدة كانت دائماً أفضل مما سبقها من تجزئة و هذا هو توجه التاريخ الأوروبي نفسه، و الفرق بيننا و بين أوروبا دخول العامل الخارجي الذي حرف مسيرة التاريخ المجزأ و نزوعه إلى الوحدة نحو مصالح خارجية.

        9-        التركيز على الضعف الطارئ بعد قرون القوة و جعله هو المصير الثابت بعيد المدى خلل في الرؤية التاريخية و غرق في لحظة استثنائية و تضخيم لها بصورة تدفعنا للتساؤل بتعجب: هل كان ينبغي للدولة العثمانية في زمن قوتها و هي قادرة على صد العدوان الأوروبي عن البلاد العربية، التخلف عن أداء هذا الواجب تجنباً لما يمكن أن تصاب به من ضعف فيما بعد يضر بمن تحاول إنقاذهم اليوم؟ و هل أصيبت بالضعف فور دخولها البلاد العربية أم أن الأمر كان تدريجياً و امتدت قوتها قروناً قامت أثناءها بصد فاعل للطامعين كما يعترف الدكتور قاسم نفسه ؟ و هل الجرد النهائي لحسابات المكسب و الخسارة يوضح أن الضعف كان هو الغالب في الفترة الزمنية التي حكم فيها العثمانيون أم أن العكس هو الصحيح و أن القوة هي التي غلبت و أن فترة الضعف لم تسد إلا في القرن الأخير من بين ستة قرون و مع ذلك لم يكن هذا الضعف مستسلماً كما دلت على ذلك معارك الصمود و الانتصارات و مشاريع البناء و الإنشاءات حتى اللحظة الأخيرة من العمر العثماني ؟ و بأي منطق نرفض ثماراً حاضرة و مطلوبة بشدة خشية عطبها في المستقبل ؟ و هل هذا الرفض سيحمينا من نوائب الدهر لو كنا فرادى ؟ و هل هناك مستند تاريخي لهذا الزعم أم أن الحوادث تنفيه و تؤكد أن الفرادى تعرضوا للأذى الاستعماري أكثر من الموحدين حتى مع ضعفهم ؟ و ما دامت حالة التجزئة هي "الأفضل" في نظر طرح الدكتور فما باله ينتقد الضعف العثماني الذي انتهى بالهزيمة أمام الاستعمار و من ثم حلول التجزئة مكان الوحدة ؟ و ما بال هذه الحالة لم تنقذنا من الضعف الذي تسببت لنا به الدولة العثمانية في نظره مع أن هذه التجزئة سادت بلادنا منذ خروج العثمانيين قبل قرن من الزمن ؟

     10-     تهم الضعف و الركود و الجهل لا يليق تعميمها على قرون دولة عظمى شغلت العالم و قد تم الرد على ذلك و على تهمة تهميش العرب في دراسة سابقة وضحت المكانة الحقيقية للعرب و أن المدن العربية كالقاهرة و حلب كانت هي المدن الأبرز في الدولة العثمانية و كانت تتمتع بازدهار واضح بعيداً عن تهم الترييف (من الريف) و الاستغلال و الركود و الجمود و التدهور و كانت تلي العاصمة اسطنبول مباشرة و التي لم تكن بدورها مدينة تركية بل مدينة بيزنطية مفتوحة ضمت شتاتاً من التعددية العالمية (دراسة: مدى مسئولية تاريخنا العثماني الحديث عن تخلفنا العربي المعاصر).

     11-     ها قد عشنا زمن التجزئة بموارد ضخمة لا تتوفر في أي بقعة أخرى من العالم، فما الذي حصدناه غير الهزيمة و التبعية و الضعف و الجهل و المرض و الركود و النزاعات و الاحتلال و تبديد الثروات، فأين هي وعود الازدهار من التنافس بل من الاقتتال بين الإخوة ؟ و ما هي الآفاق المتوقعة مع استمرار الشرذمة ؟

     12-     عجزت دولة التجزئة في أبهى حالاتها عن مجرد إحياء ما حققته دولة الوحدة لصالح المجموع في أسوأ حالاتها (المشاريع الحيوية كسكك الحديد العملاقة و الاكتفاء الغذائي الذاتي و المجال التجاري المفتوح و بعض الانتصارات العسكرية و الصمود في وجه الأعداء كما تم شرحه في دراسة سابقة: سياسات آخر أيام الخلافة، قضايانا بين الوحدة و التجزئة).

الهامش

[1] –فيليب مانسيل، القسطنطينية: المدينة التي اشتهاها العالم 1453-1924 (الجزء الأول)، سلسلة عالم المعرفة (426)، المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب، الكويت، يوليو (تموز/ جويلية) 2015، ص 15-16.

قراءة 1867 مرات آخر تعديل على الأحد, 03 نيسان/أبريل 2016 16:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث