قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 15 أيلول/سبتمبر 2016 14:04

العبرة من متتالية الفشل التغريبي

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(1 تصويت)

بدأت المشاريع النهضوية في بلادنا بطموحات فردية استقلالية أدت إلى عكس المراد منها لأنها تركت أقطارها وحيدة في مواجهة غيلان الدول الكبرى بعيدة عن الكيان العثماني الجامع، و كانت متتالية التغريب كالآتي: من التقليد للحصول على قوة الغرب و التصدي له زمن العثمانيين إلى تقمص الغرب و إلغاء الذات و الرضا بالاستسلام لمصالحه زمن دولة التجزئة، كان التغريب العثماني مستقلا يستهدف الوصول إلى ما وصل الغربيون إليه من قوة ليتصدى لهم و يرفع شأن أمته بذلك و لكنه سلك طريقا مسدودا لأن نهضة التغريب عصية سواء بالاتفاق مع الغرب أو بمناوأته: المنفعة تمنعه من مساعدة أقطاب تستغني عنه، هذا فضلاً عن استحالة تكرار نموذجه الذي اعتمد على إبادة و نهب و استرقاق العالم ابتداء و انتهى باحتكار 20% من البشر 80% من موارد الأرض، ثم إن مصارعة الغرب تؤدي إلى التحطم بعد الاعتماد عليه كما حدث في أكثر من تجربة نهضوية سلكت مسلك التغريب و حاولت الابتداء بالتنسيق مع الغرب منذ محمد علي ثم ثورة يوليو 1952 في مصر ثم ثورة تموز 1968 في العراق.

و لكن لماذا رفض الغرب تطوير تابعيه؟

السبب في ذلك هو أن تطوير المستعمرات سيجعلها منافسة للمستعمِر نفسه على موارد الأرض التي يسعى دائماً لاحتكارها، فكيف يحدث ذلك في حضارة مثلها الأعلى و مرشدها هو مبدأ المنفعة و البقاء للأقوى؟ و قد اعترف الرئيس الأمريكي السادس جون كوينسي آدامز أنه في الحالات القليلة جداً التي قام فيها الأمريكيون بنقل مزايا الحضارة إلى الهنود، أنشأ الهنود بعدها كيانات سياسية صارت تنافس الولايات الأمريكية على السيادة على الأراضي التي تقوم عليها و التي يصر البيض على امتلاكها، و التحضر يجعل الهندي رافضاً عملية الرحيل عن أرضه كما يرفض الأبيض ذلك  و يفضل الاستقرار، و هو حال يجب أن يتوقف و ألا ينجح الهندي في هذه المنافسة كما قال الرئيس، و قد انتهى الأمر فعلاً بتدمير تجارب الهنود الحضارية و قذفهم في بحور البؤس و الفقر و المرض و الإدمان.

و كان المستوطن الأمريكي يرفض أن يتطور الهندي لأنه حينئذ سينازعه على امتلاك الأراضي التي يطمع المستوطن فيها و يريد طرد الهندي منها، أي أن رفض تطوير الهنود، و غيرهم في بقية المستعمرات، لم يكن متعلقاً بأنظمة استبدادية في القمة، بل كان رغبة في القاعدة الجماهيرية عند المستعمِرين، و لا غرابة حينئذ أن قرارات الاستعمار كانت ديمقراطية، و لهذا يخطئ من يظن أن الديمقراطية نظام معصوم عن الخطأ.

و هذا ما فعله الصهاينة أيضاً، فهل كان المستوطن القادم من شرق أوربا للحياة في فلسطين مهتماً بتطوير الفلاح العربي و تعليمه وسائل الزراعة الحديثة ليزدهر في أرضه و يزداد تمسكاً بها أم انه يريد اقتلاعه منها ليحل محله و يطرده بعيداً ليأتي بمزيد من المهاجرين و المستوطنين من أصقاع الأرض؟ و هل كان الإنجليزي مهتماً بتطوير صناعة النسيج في الهند لتنافس صناعاته أم بترويج صناعاته و قمع الصناعات الهندية؟ و هل كان البريطاني في مصر مهتماً بتعليم المصريين و تطوير بلادهم ليطالبوه بعد ذلك بالاستقلال و رحيله عنها، أم بجعلها مزرعة قطن تقضي على زراعة القمح للغذاء و تجعل هذا البلد التاريخي الثري بأرضه الخصبة فقيراً في الاكتفاء الذاتي و لا يستطيع إطعام نفسه ليخدم حاجات مصانع النسيج في لانكشاير التي تروج بضائعها المصنعة على حساب الصناعات المصرية أيضاً؟

الخلاصة أن الاستعمار لا يريد أن تنافسه مستعمراته و أشباهها و من باب أولى أن يرفض نشوء عملاق في منطقة حيوية كبلادنا مازال يحتفظ بذكريات الصراع المرير لكسر إرادتها الموحدة تحت راية واحدة و لهذا رفض تطويرها و حطم نهضاتها و استغلها لصالحه فقط كما يأمره مبدؤه النفعي في الحياة، و هذا ما أكده عميد السياسة الخارجية الأمريكية نري كيسنجر حين قال: "لمدة أكثر من نصف قرن، وجهت عدة أهداف أمنية السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط : منع أية قوة في المنطقة من الظهور و الهيمنة، ضمان تدفق موارد الطاقة التي مازالت ضرورية لتشغيل الاقتصاد العالمي، و محاولة القيام بدور الوسيط بين إسرائيل و جيرانها من أجل قيام سلام دائم" في مقال بعنوان: "توجه جديد للتدخل" (صحيفة الواشنطن بوست 31/3/2012)، كيف يراهن أي ساذج بعد ذلك على تحقيق النهوض اتكالاً على الغرب؟

لقد اصطدم التغريب العثماني بمن نشأ في حضنهم و دخلت جمعية الاتحاد و الترقي الحرب الكبرى 1914 لتكسر قيود الغرب و انتهي التغريب المستقل بهزيمته، و هذا ما حدث مع جميع النهضويين التغريبيين الذين حاولوا الخروج عن الطوق، عرف تغريب دولة التجزئة حجمه فتخلى عن مشروعه و ألغى ذاته و اختار تقمص مصالح الغرب و خدمتها بدل تقليدها كما حدثت في بلاد المنشأ فرأيناه يسوق برامج التجزئة التي تناقض الواقع الغربي التكتلي، و برامج التجارة الحرة التي لا يلتزم الغرب نفسه بها، و برامج العولمة و الاستسلام و معاداة الأمة و الغزو الغربي و الاحتلال الصهيوني التي لا يرضى الغرب بتطبيق معظمها على نفسه، كل ذلك بحجة واهية هي الوصول للنموذج الياباني الذي لم يحققه أحد من الحكام المتغربين منذ النموذج الكمالي في تركيا إلى النموذج الأفورقي في أريتريا و ها نحن اليوم أمام النموذج الجنوبي في السودان و قبلها النماذج الليبرالية الأولى في العراق الملكي و مصر الوفدية و تونس بورقيبة رغم استسلامها المطلق للغرب، و كل ما أنجزه نموذج التغريب هو الاستمرار في البقاء مع التخلف.

 و كل من حاول الخروج على هذه المعادلة ليقلد ما صنعه الغربي لنفسه تم تحطيمه بالقوة، و ساعد على ذلك قلة إمكانات الدولة القطرية التي انطلقت منها المشاريع في مواجهة الكبار، و لم يمانع الغربيون بالاستعانة بنماذج صنفوها كتراثية متخلفة لضرب نماذج التحديث التي خرجت عن الطوق الغربي، منذ الثورة العربية الكبرى إلى الحلف الإسلامي ضد مصر إلى غزو العراق، و لا تخدعنا تهم الديكتاتورية، فقد أدى الاستبداد و الدموية و الإرهاب في الداخل الأوروبي دوراً محورياً في نهوض الغرب المعاصر منذ عهد الإصلاح الديني و مستبديه و دمائه إلى كرومويل في إنجلترا إلى لويس الرابع عشر في فرنسا ثم عهد إرهاب الثورة الفرنسية ثم حروب نابليون و بعد ذلك الحرب الأهلية في أمريكا، هذا إذا طرحنا الدور الأعظم الذي أداه استبداد و دموية الاستعمار الخارجي، بالإضافة إلى دور الديكتاتوريات الألمانية و الإيطالية في نهوض بلادها رغم محاولة الغرب الحثيثة و لكن الفاشلة للتنصل من تبعاتها، فقد استندت و إن بتطرف إلى نفس مسلّمات الحضارة الغربية العامة و كان لها من الآثار ما يفوق صلة التطرف بالإسلام و آثاره الهامشية فيه، كل هذا و مازال أنصار الغزو و الاحتلال دون الاعتبار به، و على أصحاب المشروع الإسلامي الذي طرح آمالاً كباراً في الماضي أن يفي بوعوده و يستفيد من دروس غيره فلا يسعى للتأقلم مع الظروف الغربية التي قهرت غيره من هم أقرب إلى الغرب منه، و إلا فإنه سيسير في نفس المتتالية التغريبية التي أنهكتنا فيما سبق و إن طرح لها ديباجات إسلامية شكلية.

قراءة 1909 مرات آخر تعديل على الأحد, 18 أيلول/سبتمبر 2016 10:10

التعليقات   

0 #1 أم وفاء قوادري 2016-09-19 10:36
التقى قزم جميل بعملاق مشوه... واصطحبا في بعض الطريق... قال القزم للعملاق: إنك مشوه.
قال العملاق: ولكنني عملاق.
قال القزم: إنني جميل!
قال العملاق: ولكنك قزم.
ولم يستطع القزم أن يصير عملاقا رغم جمال صورته، ولم يستطع العملاق أن يتقزم، فافترقا.
منقول من كتاب خواطر/لنوال السباعي
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث