قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 04 آذار/مارس 2018 15:32

عن الشريعة و قطع يد السارق و الطبيعة

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(1 تصويت)

قررت في يوم من الأيام بعد الإستماع لندوة وائل حلاق حول تجزؤ العلمانية: العلمانية و الإسلاموية و التي إلقاها في محاضرة له على اليوتيوب ترجمتها ملتقى تواصل – يستعرض فيها حلاق أهم نقد وجهه للعلمانية و تشظيها و نشأتها، و من خلال الإستماع للندوة يذكر حلاق كيف تم تفريغ الطبيعة من قيمتها و جعلها فارغة و بليدة و جامدة و تافهة بوصف الفيلسوف "بويل " و هو ما يعده أكبر قصص الإنتهاك معرفة لدى البشرية !
و قد قاطع الجمهور البروفيسور وائل حلاق في الندوة قائلاً: إنا أتسائل ماذا لو كنت أتحدث عن الشريعة و قطع الأيدي فالعديد من الحاضرين سوف يغادرون الندوة – و لقد جاء تعليقه هذا بعد حديثه عن جملة الفيلسوف "بويل" بأن الطبيعة متوحشةو تافهة بليدة !


طبعا انا لم أستدرك ماذا قصد بهذا و ذهبت اسأل أخي معتصم عن ماذا قصد حلاق بجملته هذه:-

  • أنس : لماذا ذكر وائل حلاق قطع الأيدي حينما تكلم عن تعريف الطبيعة بوصف الفيلسوف " بويل " ؟
  • معتصم : و ذلك أخي حتى يلفت النظر إلى أن الناس تحكم على الظواهر، فالقول أن الطبيعة تافهة و بليدة و غبية قول خطير جداً لا يعادله خطورة أي شيء أخر و لا يقارن بقباحة قطع اليد لمن يريد أن يتأمل في الأمر.
  • أنس : يا ريت توضح لنا أكثر فأنا لم أفهم بعد..
  • معتصم : الطبيعة بعظمتها بجمالها بخيراتها بكل النور الموجود فيها، بالغذاء الذي تعطيه لنا هي تافهة و بليدة و فارغةهل يوجد كلام مجرم و غليظ و ناكر لكل شيء أكثر من هذا ؟
  • أنس : طبعا لا يوجد، لكن لماذا بالظاهر تتألم لقطع اليد و لا تتألم لمثل هذا الكلام و خاصة لما سيؤدي إلى كوارث بحق الطبيعة!
  • معتصم : فكر معي اخي أنس هل نستطيع أن نقول عن أي شيء أنه قبيح إذا كان مفهومنا عن الطبيعة أنها شيء " ميت "!!إلا يشمل مفهوم الطبيعة الجمال و الأخلاق و الواقع و الحقيقة و الشعور بالألم، عليه إذا ما أخذنا غير إنفسنا بعين الاعتبار فهل يبقى لمفهوم الألم أي معنى ؟
  • معتصم : إذا كان الله لا يمكن إثباته و الطبيعة شيء تافه وبليد و الحقيقة نسبية على ماذا نبحث ؟ و لماذا نكترث أصلا في كل شيء و بكل شيء شخصي ؟ و لو كان المجرم يتلذذ بعذابات الأخرين فلا معنى لأي شكوى !!
  • أنس : ما لم أفهمه كيف وازن هذه المقاربة و يا ريت تقارب الصورة بشكل أفضل و خاصة بالعلاقة مع القول بقطع اليد بوصف "بويل " بأن الطبيعة بليدة و متوحشة و تافهة!
  • معتصم : نعم لا شك عندي أن قطع اليد شيء قاسي جداً جداً، لكن أليس برأيك القول بأن الله غير موجود و أن الاخلاق و الحقيقة تتغير و أن الطبيعة تافهة و بليدة و متوحشة من أبشع ما وصل إليه الإنسان من سوء فهم و نكران للجميل و عمى قلب !لكن الناس بسبب غسل الدماغ تنتفض للقليل و لا يلقون نظراً على الأسوء بالإطلاق و ما يحاول قوله حلاق يا عزيزي هو كل المعرفة بمعنى أن الشريعة قد خربت سمعتها الإحكام الجنائية و أصبح ينظر إليها بنظرة قانونية غير إنثروبولوجية لا تراعي السياق الزمني للعصر التي كانت سائدة فيها وأن الغربي لا يعرف عن حسنات الشريعة شيء و يذكر السيء منها فقط و يريد أن يرينا أننا لا نعرف إلا كل حسن عن الأوروبي و هذا مما يخيل له!
  • أنس : بقي أن نحاول التركيز على إعادة الفكرة، إنا معك إن القول بأن الطبيعة تافهة و بليدة و متوحشة سببت في تلوثيها و إنقراض نصف الحيوانات و الممارسات الجائرة التي حصلت بحقها و هذا ما لا يضاهى مع حكم قطع اليد لكن ماذا حاول حلاق أن يقول أيضاً ؟
  • معتصم : لا يستطيع احد أن ينكر بالقول أن عمل قطع اليد حكم قاسي جداً و أفترض معي انه حكم شرعي و مع ذلك هو قاس، و على الرغم من الشروط التي يجب توفرها حتى يتم تطبيق الحد، لكن لو قلنا أن هناك حاكم يسرق بلده و يقوم بتخريب التعليم و إفساد البلد، فأيها أهون ؟ قطع اليد أم تخريب البلاد ؟
  • أنس : أكيد قطع اليد بلا شك !
  • معتصم : و مع هذا القول بأن الطبيعة شيء تافه و بليد و متوحش أقسى ما توصل اليه الانسان و أقسى من قتل نصف سكان الأرض تأمل أخي العزيز بما قاله القرآن عن الطبيعة و ما قاله الشعر الإسلامي و خاصة الصوفي منه ثم قارنها بكيف تعامل المادي معها و كلام الفيلسوف بويل يلخص الفكر المادي و عليه حلاق يا عزيزي يحاول أن يقول أن الناس تلهف لأن تكون عصرية و لكن آراء المفكرين الغربيين عن الطبيعة تعكس بربريتهم حول فهمها، فكر معي الطبيعة تعني أمك، أبوك، أخوتك، بيتك، حقلك، سمائك، الألوان، النور، الليل، النهار، الأنهار، ضوء القمر، الفصول، الشجر، و الحجر و إلى آخره .... كل هذا تافه ! و بليد ! و متوحشمن هذا الإنسان الذي يقول هكذا كلام ؟ إنه نفس الأنسان الذي يذوق العسل و يقول عن مذاقه بشع !

قراءة 1700 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 آذار/مارس 2018 09:59
المزيد في هذه الفئة : « الطريق... قصتي مع الكتب.. »

أضف تعليق


كود امني
تحديث