تذكرت بغتة قصة من قصص أليس روي، في مدينتها الصغيرة كان يحتفل بيوم الحدائق. و كان كل مواطن يأتي بأجمل وروده و أزهاره ليضعه ضمن مسابقة أجمل عرض و أجمل أزهار المنتزه، فكانت أليس حريصة علي المشاركة مع صدقتيها بيس و ماريون و كن ينفقن وقت معتبر لتهئية الحديقة العامة بمعية مسؤوليها لذلك اليوم المشهود.
كنت اقرأ بشغف و أقارن بيننا و بينهن. في بلدنا لا وجود لحدائق في المنازل، فالجزائري يبني أو يقتني في الغالب منزل بدون حديقة، حينما يتذكر يكتفي ببعض الأزهار في الشرفات أو صحن البيت و فقط بل كثير عليه.
و أما مدراء الحدائق العامة، فجل الوقت مشغولين بأمور لا تشجع المواطن علي التواصل مع الطبيعة عبر المنتزهات. كيف نقيم علاقة مع البيئة الطبيعية و نحن لا نفعل ذلك من خلال مناسبات جميلة تربطنا بأجمل ما في الكون بعد المرأة، الأزهار ؟
لا مبادرات في هذا الإتجاه و لا إحترام لأفراح العين، حقا نحن لا نعرف بعد أبجديات الحضارة و لن أتعجب إن قال أحدهم بأننا لا نجد سكن و ما يسد رمقنا لنفكر في امور ثانوية مثل هذه، كيف ذلك ؟
الأولويات لها أهميتها و الترويح علي النفس له أهميته و الحفاظ علي الطبيعة و صلتنا بها أولوية أيضا. ثقافة الحدائق من لا يمتلكها عالمه فقير و من لا يتدبر في آيات الله عالمه أفقر و أضيق. نحن لا ننظر إلي الأثر الإيجابي لمناظر زاهية و لا نعمل من أجل إضفاء بعض الرونق و الألق و الجمال علي محيطنا، خاصة في الحديقة و الحدائق و المنتزهات العامة. جلسة في نهاية اليوم في الحديقة، تبديد للضغط اليومي، فهل من مهتم ؟