أن نكون دوما علي حق، هذا مستحيل و الإنسان يخطأ و يصيب و معرض للنسيان و بناء علي هذا، فإقامة علاقة إجتماعية أو إنسانية يتطلب سعة البال و قدر كبير من الصبر و التفهم و إستعداد أكبر علي الإقرار بالخطأ أو سوء التقدير. و هذا ما لا نلمسه في تعاملات الناس بشكل عام. في العلاقة الزوجية بين الشد و المد يجد المرء نفسه مطالب بالكثير و الجانب الآخر لا يمهل و لا يتجاوز و عدم التسامح يراكم الخلافات و النتيجة فساد العلاقة.
في تربية الأبناء، الطفل حساس جدا ناحية أمزجة الوالدين و يلتقط اي توتر أو عصبية كرسالة خاطئة، أضرار المزاج المتقلب لها تأثير عميق و ليس من الممكن علاج أثارها بين عشية و ضحاها. فهل من العسير علينا أخذ الأمور كما هي دون إنفعال منا ؟ هل من الصواب تحميل المحيط كل عيوبنا و تبرأة ذمتنا ؟ هل من المعقول النظر إلي الحياة المشتركة علي أنها حلبة ملاكمة ؟
طبعا لا.
نحن نوحد و نؤمن بأن الله عز و جل العادل و العدل لن تغيب عنه حبة خردل أين تسقط، لم إذن كل هذا التقلب في المزاج و لا شيء يرضينا و لا شيء يفرحنا و إشتراط شروط غير قابلة للتنفيذ ؟
نحن بشر قبل كل شيء و الأحري بنا التوافق علي سبل العيش المشترك و الإبتعاد عن كل ما من شأنه يكدر العلاقات و الصلات و النأي بأنفسنا عن جميع اشكال الكراهية و الغضب المجاني و الحقد و النميمة و التفرقة لعلنا نفوز براحة البال و رضوان الله عز و جل.