نحن نعيش وتيرة تغييرات سريعة و من لا يحسن التأقلم و إتخاذ القرارات الصحيحة في التوقيت الصحيح سيكون أحد المتضررين. فالأجواء العامة لها إنعكاساتها علي الداخل، و من ينظر إلي ما يجري حولنا بعين فاحصة سيتأكد من أمر : من يغفل يكون قد فوت فرصة لا تعوض و الإستقرار الداخلي مرتبط إرتباط وثيق بالإستقرار الخارجي.
وقف مد الهجرة الغير الشرعية يبدأ بإقامة حوار متعدد الأطراف بعيدا عن الأضواء و تطفل الإعلام و علي الجميع أن يذهبوا إلي عمق الخلافات. سبق و ان قلنا بأن القوي العظمي لن تبقي مكتوفة الأيدي و لها أذرع طويلة فيما يحصل و التدخل الأجنبي كان دوما عامل زعزعة و لا نريد مزيد من التوتر و الإنقلابات الفجائية و من غير المفهوم كيف غاب عن الجميع بوادر التململ العسكري في المالي و النيجر ؟
و هل سنظل نراقب عن بعد ما يحدث في السودان و التناحر علي السلطة و ممن من مسلحين و عسكريين ؟ لن ننجو إن بقينا في حالة رد فعل و رد فعل غير ناجعة إلي حد الآن، فإبعاد الحريق يكون بتشريح أسبابه و محوها و ليس بالتنديد و الدعوة إلي الحوار و فقط، نعم للحلول السلمية لكن يجب أن تقع في إطار محدد واضح المعالم، الأطراف المتحاورة معلومة و محاور الحوار مضبوطة. فمنطقة المغرب الكبير معنية اكثر من اي جهة أخري بدول الساحل، فهم يتقاسمون معنا الحدود و الكثير من القواسم المشتركة و لا نترك للغريب حق التدخل، فمصالحنا العليا ليست للبيع أو المساومة و لا تنازل عنها و السلم و الآمان و العدل مطلب كل شعوب المنطقة و لن نسمح للقوي الأجنبية إحتكار مصيرنا، فمواجهة الإرهاب لا يكون بقواعد عسكرية مزروعة هنا و هناك لتسويق التدخل الخارجي، مواجهة الإجرام يكون بنهج سياسات محلية عادلة لا غير.