من التقاليد الجميلة التي لم يقضي عليها الإستدمار الفرنسي، تلك التي ترتبط بالنصح و التوجيه، فالجزائري ما كان يسمح لنفسه بأن يسكت عن المنكر. كان يسارع لتغييره باليد و اللسان و لا يمل من ذلك. تقاليد إندثرت في زمننا الحاضر، نحن بصدد إستقالة جماعية و لا أحد يكترث أو يعبأ بما آلت إليه الأمور. فنحن من إنحطاط إلي آخر و الأخذ بالأيدي و حسن التوجيه لا يفي بالحاجة.
يلعب الفاعلين دور تدميري، فالإعلام يهدم عوض البناء و وظائفه مشبوهة و المجتمع ككل أوصاله مقطوعة و أول المتضررين الفرد و الأسرة. نسمع أنين المعاناة أما إقتراح حلول مفيدة و ناجعة، فأبعد ما نبادر به. كان الجار يعتبر أبناء الحي أبناءه، فيحرص عليهم كحرصه علي ابناءه، اليوم الآية معكوسة أول من يعتدي علي الأبناء هم الجيران و الشارع يتلقف يوميا مزيد من الأطفال بمختلف اعمارهم و سياسات الطفولة لم تنجح بعد في تخليص هؤلاء من المصير المأساوي الذي يترقبهم.
في مقدور المجتمع المدني لعب دور فعال لإنتشال أكبر عدد ممكن من براثن الشارع و اليقظة الفردية و الجماعية لها دور لا يستهان به ابدا للحفاظ علي الأخلاق العامة. متي ندرك أننا معنيين، يصبح تفعيل دورنا واجب، فالبيئة العمرانية الصالحة تساهم في تطور و إزدهار المدينة ككل و أي مكان آهل بالسكان جدير بالعناية و الحفظ في كل الأحوال.