"في ماذا يختلفون عنا ؟" سألتني إبنة صديقة عن أهل آسيا.
"مقارنة بنا، متواضعون هادئون جادون في العمل و الإبتسامة لا تفارق محياهم."اجبتها.
صباح قارة آسيا يختلف عن صباح إفريقيا و الجزائر بالذات. هم هناك ينهضون كلهم نشاط و حيوية أما نحن فمتثاقلون متجهمين. هم يعملون بجد و يجتهدون أي كان عملهم بينما نحن لا نكره شيء مثل العمل. هم يحمدون و يشكرون خالق العباد علي تواضع رواتبهم و نحن مهما يكون مدخولنا مرتفع لسنا راضون، هم يعملون للريادة، نحن نحسن الحديث عن الريادة.
كل قارة لها خصائصها و لها تاريخ و ظروف و موقع جيوستراتيجي مختلف. في قارتنا لم نحسن توظيف كل الفرص المتاحة لإنطلاقة واعدة، لم نحسن أيضا إستغلال الموارد البشرية و المادية لضمان صيرورة سليمة، لازلنا في مؤخرة الركب مع العلم أن آسيا أكثر منا فقرا و إكتظاظا و إفتقارا للطاقة. و رغما من ذلك فالآسيويين تجاوزوا الكثير من الإختبارات و نجحوا حيث فشلنا نحن، كوريا الجنوبية اليوم تنافس تكتلات كاملة، إلتهمت الصين أكثر من نصف الكرة الأرضية بفضل إقتصادها.
في ماذا يختلفون عنا ؟ لا يزال يتردد السؤال في ذهني، هم وضعوا لأنفسهم أهداف و إجتهدوا في بذل اقصي ما عندهم لبلوغها و أسندوا الأمر لأهله و تدني ظروف المعيشة لم يمنع بعض الدول الفقيرة من مناطحة كبار شركات التكنولوجيا (الغافا). نحن ننظر إلي بعضنا البعض نظرة الريبة و الشك و هم أي كان حجم العداء بينهم قادرين علي تغييب ذلك لفائدة مصالحهم.
"نمط حياتهم بسيط، يتطلعون إلي غد أفضل لكن دون كسل او تمظهر بما ليس فيهم، يفترشون الخشب و يلبسون البسيط و شاي أحمر بلا سكر يقيهم العطش و يمضون في طريقهم حامدين شاكرين، هؤلاء هم الآسيويين."