لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
رحلت...
لا أدري كيف أصف ما جري ؟
من اسابيع طويلة إتصلت بي اختي اللاجئة السورية و أخبرتني بانها إتخذت القرار بمغادرة الجزائر نهائيا مع عائلتها و طلب اللجوء لدي دولة ألمانيا.
كان يوم رهيب لحظة مجيئها لتوديعي...بكينا ...فقدت فيها نعم الأخت...غادرت مع عائلتها مع إبنها المجروح بفعل القصف و إنهيار بيتهم في ضواحي دمشق في السنوات الأولي من إنتفاضة شعب سوري مل الفساد و الإستبداد...
رحلت و تركتني خلفها خائفة علي مصيرها و مصير ابناءها حتي و إن حصلت علي اللجوء، فألمانيا دولة جد صعبة، عرفها احد اقاربي الذي عاش فيها لمدة قصيرة أداء لمهمة مهنية "عمل الألمان متقن لأبعد الحدود لكنهم جد غيورين علي هويتهم كألمان بيض. حينما لا يطيقك الألماني يتجاهلك تماما و لا يتحدث معك علي الإطلاق و هذا أمر صعب علي المهاجر العادي."
رحلت و الدموع تنهمر من عينيها معبرة عن إمتنانها العميق للجزائر التي إحتضنتها و أولادها 13 سنة و أشعرتها بأنها بين اهلها و لكن كان لا بد لها من الرحيل فهي ارملة و تعاني من إعاقة جسدية و لا تستطيع العيش علي الصدقات...في الجزائر و يا للعجب الجزائري يطالب اللاجئة التي لا دخل لها علي الإطلاق بأن تدفع له حق الإيجار و فواتير الكهرباء و الماء حتي أصبحت نهاية الشهر بالنسبة لها و لأبناءها بمثابة الكابوس و هي المريضة المعاقة...
يا إله السموات و الأرض ماذا فعلنا بأنفسنا نحن المسلمين ؟
رحلت ...و سنوات الأخوة في الله بيني و بينها تترآي لي بين عيناي...رحلت و العبرة تخنقها علي مفارقة ارض الجزائر الأبية...علي ارض يفرها أبناءها لآفاق أخري تضيق بهم آجلا أم عاجلا...
رحلت و العبرة تخنقني اللهم يا رب فرج كرب عبادك في سوريا و غير سوريا و اغفر لنا و ارحمنا...اللهم آمين...
