عسكرة الثورات في عالمنا العربي الإسلامي في ظل إنقسام إيديولوجي إنتحار حقيقي. و لنأخذ مثال ليبيا، هل هذه الدولة أفضل حالا اليوم مما كانت عليه في عهد القذافي ؟
طبعا لا. فالإنقسام الإيديولوجي أودي بحظوظ الكثير من الدول مثل مصر و تونس و سوريا و ليبيا في النهوض حضاريا و ترشيد ثوراتهم نحو الأهداف المصيرية التي يرنو إليها كل شعب مسلم متعطش للعدل الإلهي و الحوكمة الراشدة.
فكل ما جنيناه من عسكرة الثورات مزيد من التدخل الأجنبي في شؤوننا، مزيد من التناحر علي النفوذ و من دفع الثمن غاليا هم الشعوب، و ما إنهيار سد درنة إلا برهان آخر علي إستهتار القوي السياسية بمصير شعوبها. فالتقلبات المناخية اليوم تفضح ممارسات نخب حاكمة تدعي إنقاذ مواطنيها من براثن الفساد و هي أول من جنت عليهم بفسادها.
اللجوء إلي السلاح و المعارضة ليست علي قلب رجل واحد جريمة كبري في حق شعوبها و الأجيال المتعاقبة، فالإنسان السوري مجروح للأبد و سيورث آلامه و جراحه كل سلالته، فماذا كسبنا من هذه الثورات المسلحة ؟
كان الأحري الدفع باللتي هي أحسن ظلم الأنظمة، بعيدا عن لغة الشيطنة فلا يجب ان تنسي المعارضة أنها بدورها ليست معصومة. فالتغيير فرض و حتمية اقولها بكل ثبات و يقين، لا بد من تغيير الأوضاع السائدة، فلا زلنا نرزح تحت نيران الإستبداد و الظلم من فلسطين إلي البحرين إلي السينغال...و المطلوب إدراك حتمية التوافق علي مشروع تغيير بدون زعزعة الأوضاع و الإخلال بالنظام العام. فالفاسد في السلطة يتصيد أخطاءك ليجهز عليك، فهل حد أدني من الوعي و التفاهم علي حد أدني من رؤية مشتركة للتغيير كثير علينا ؟