طلق و بقي لمدة مصدوم. أخطأ عندما ركز في خطوبته علي أمور بعيدة عن ترتيب القواسم المشتركة مع الخطيبة. النتيجة بعد الزواج، كان يعود إلي منزل تسوده الفوضي، فأوقات عمل الزوجة لم تتلاءم مع واجباتها و كان في كل مرة يختلف معها حول العمل، مطالبا إياها بتغيير العمل لفائدة منصب شغل أكثر مواءمة لهما الإثنين لكن زوجته كانت عنيدة و قد رفضت طلبه الأخير بالتوقف عن العمل، بحجة أنه لم يشترط ذلك في عقد الزواج.
كانت تحاول إضفاء بعض النظام في البيت لكن سدي، كانت تنسي كي ملابسه و مرة أخري كانت لا تطبخ ليومين متتاليين و في كل مرة كان يشعر بان زوجته لم تعطي الأولوية للبيت الزوجية.
-تزوجتك علي أمل أن أعيش في مملكتك، لكنني أري نفسي جل الوقت وحيدا وسط الفوضي حتي في حضورك. إحتج عليها يوما.
-أنت لا تساعدني، ردت عليه.
لم يجبها، لأنه أدرك أنها لم تفهم ما قدمه لها طوال ثلاث سنوات زواج من بيت مستقل و من راتب مريح موفرا لها الكثير من الكماليات و كيف أنه يوم الجمعة كان بنفسه يدخل المطبخ و يغسل الأطباق.
في تلك الصبيحة ودع إبنهما الوحيد موصلا إياه لطليقته و عاد إلي الشقة الواسعة الفارغة من دفيء زوجة عطوفة.
كانت امه تلح عليه بإعادة الزواج و كان يرفض، لم يكن مستعد لتجربة زواج جديدة، كانت نفسيته متعبة و كان يريد إمهال نفسه الوقت الكاف ليتشافي.
لم يفهم طبع زوجته السابقة، كانت إبنة بيئة علي دراية بواجبات الزوجة المسلمة ناحية زوجها إلا أن المحيط الذي درست فيه و الوسط الذي عملت فيه كان له تأثير كبير عليها، خاصة أنها في مرحلة ما أصبح أبوها عاجز عن النفقة، فإختارت درب العمل الخارجي و تولد لديها طموح مهني أفسد أخلاقها.
عند محاولة الصلح، باحت بما يلي للقاضي "كنت أجتهد، المسؤولية ليست مسؤولتي بالكامل، الزوج يتحمل جزء من المسؤولية و المجتمع أيضا و قد بلغت سن ليس في وسعي التضحية بمساري المهني خاصة أنني إتخذت كقاعدة الزوج لا يعد ضمان مادي و الأيام متقلبة."
شعر بمرارة و هو يسمع منها أنه مجرد جيب ينفق و كفي، لم تنظر إليه كرجل و كإنسان و كزوج.
تمر الأيام و يضع الله عز و جل في طريقه إمرأة رأي فيها بعض الميزات التي تخوله التفكير فيها كزوجة، و بعد طول تخمين تقدم لها، قبلت به و كانت لها شروط في عقد زواجها معقولة و قد كانت أيضا إمرأة موظفة في قطاع وزاري و لاحظ فورا أنها كانت تختلف جذريا عن زوجته الأولي، إستقبلت إبنه في العطل بإنشراح و ترحاب و كيفت مواقيت عملها مع واجبات البيت ثم إتخذت قرار التوقف عن العمل عندما أنجبت بنتهما :
-لا بد لي من التفرغ لأهم مهمة التربية و خروجي إلي العمل سيعطلني كثيرا عن أداء هذه المهمة. قالت له ذات يوم و هي تخبره بنيتها في الإستقالة من منصبها.
أكثر الأمور التي كانت تسعدة، حرصها علي توفير اجواء هادئة و مرتبة في البيت، فكانت عودته إلي البيت بالنسبة له عيد.