قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 25 آذار/مارس 2024 09:49

وقفة مع أفضل الشهور

كتبه  عفاف عنيبة

لا أدري لماذا صرنا نتعامل مع هذا الشهر الفضيل علي أنه مناسبة سنوية نعيشها مرة واحدة في

 طول و عرض عام، فنكدس التهاني و المواد الغذائية و أطنان من الكسل و نتجنب التفكير في مضامين هذا الشهر المبارك!

هل أنه إعتقاد ورثناه عن عصور الإنحطاط، فأصبحنا نقيم للعبادات الكبري طقوس و مراسم و مناسبات نحييها بالفلكلور و تغيب في معاملاتنا و سلوكاتنا و عن أذهاننا قيمة شهر الصيام و الأحداث الجسام العظيمة و الجليلة التي تخللته و أهمها علي الإطلاق ظهور سيدنا جبريل عليه السلام في غار حراء و نزول أول آية قرآنية علي فؤاد رسول الهدي محمد صلوات الله عليه و سلم ؟

لماذا لا تنسكب روح و معاني شهر رمضان في أنفسنا لطيفة و طاهرة ؟ لماذا نعيش أيامه المباركة بدون تفاعل، بدون شعور مفعم بالعرفان لخالق العباد ؟ أليس في هذا الشهر نزل القرآن الكريم ؟ أليس في هذا الشهر بعث محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسولا و خاتما للأنبياء عليهم جميعا أفضل الصلاة و السلام ؟

فقد جربت الصيام و في كل مرة أقف علي قدرة التركيز التي تكون بداخلي و أنا صائمة، فهي أكبر بكثير مما تكون عندما أكون فاطرة، فمجرد هذه النعمة التي أنعم بها الله علينا تكفي لنتدبر معجزة الصيام!!

فأي ركود و خمول هذا نلامسه في الناس في مثل هذا الشهر الفضيل ؟ كيف يبارك الله في صومنا و نحن نتعامل مع الأمر علي أنه إحتباس ذاتي عن المأكل و المشرب لا أكثر و لا أقل ؟

ثم إن الأخلاق المواكبة لهذا الشهر قلما تدوم و تستمر بعد إنقضاء الشهر المبارك! نحن نتعاطي مع عبادة الصوم و صفاتها بمنفعية بغيظة ! كيف صرنا نخضع كل شيء لمنطق الربح و الخسارة و يا حبذا لو كان هذا

المنطق قائم علي مبدأ كسب الحسنات و ترجيح كفة الميزان لصالح أعمالنا ! بل ما تراه العين يدمي القلب،  فمعاني التراحم و صلة الرحم نتذكرها مرة في العام و لا نؤدي حقها كما يجب.

فيما مضي كان شهر رمضان مناسبة عظيمة لتجديد عهد الإسلام، فنراجع إيماننا التقليدي و نحاول تخليصه من كل الشوائب التي إلتصقت به طوال عام من الممارسات الغير المسؤولة و ها أن شهر رمضان، يتيح لنا فرصة الوقوف علي مدي فهمنا و إستيعابنا لواجباتنا نحو الخالق جل و علا و نحو عباده، فكيف بنا اليوم لا نأبه لكل هذا لنكتفي بشعيرة الصيام خالية من نبضات صادقة تطهرنا من أدران الدنيا ؟

كيف بنا نصل بعضنا لنعود بعد رمضان فنتباعد و ننسي أننا إلتقينا لمدة قصيرة في الشهر الفضيل ؟ كيف بنا لا نشرح قيمة و مكانة هذا الشهر  لأطفالنا الذين رغم كل شيء حريصون علي تقليد صيامنا ؟ كيف بنا لا نسمح لهم بإستشعار عظمة هذا الشهر و كيف أن عبادة الصيام هي لله خالصة ؟

هذا الشهر المبارك عامر بالمعاني السامية، كيف لا نوظفها في واقع باهت، فارغ، جاف ؟ كيف لا تفيض نعم و مزايا الصيام علي كافة الشهور ؟ هل هو تقصير  ؟

طبعا، نحن صرنا نتعامل مع كل شيء بمنطق مادي بحت، لا نلتمس إعجاز القرآن و جمال السنة النبوية الشريفة في حياتنا اليومية، و نحن نستيقظ في صباح رمضان كم منا يفكر في الخير الوفير الذي سيحصده في ذلك اليوم المبارك؟ قلة قليلة، عادة ما يستثقل العوام النهوض في صبيحة رمضان، كل فكرهم متجه إلي فراغ البطون الذي يخلفه الصيام!!

يا إلهي كم نسطح عبادة عظيمة مثل الصيام و كم نظلم أنفسنا و نحن نحسب الأيام التي تبقت لنا للصيام !!

فهل لنا أن نغير موقفنا من مضمون يوم صيام ؟

هل لنا أن ننظر برؤية جديدة عبادة الصيام التي تدفعنا دفعا إلي تطهير الذات ؟


هل لنا أن نمنح أنفسنا وقفة مع الله يوميا في شهر رمضان لنحاور أنفسنا فنفرز حسناتنا من سيئاتنا و صفاتنا الحميدة عن تلك القبيحة فنحتفظ و ننمي الأولي و نتخلص من الثانية بنية صادقة في توبة نصوح ؟

هل لنا أن نتدبر نعمة الصيام التي يعطينا إياها الله منا و هبة منه كي نذهب إلي فعل التوبة عن قناعة و دراية و عزم صادق في تطليق وساوس النفس الأمارة بالسوء ؟

كل شيء متوقف علي إرادتنا نحن، بعيدا كل البعد عن مدارس الجبرية و الدهرية، الفرد منا وحده معني بقرار حسم مصيره إلي النار أو إلي الجنة و ها أن شهر الصيام يفتح لنا أحد أبواب الجنة بعتق رؤوسنا من نار جهنم، فلماذا بعضنا يصر علي أن يوصد هذا الباب بالذات، عوض أن يمهل نفسه قبل أن تطرحه الملائكة يوم الحساب في النار، ساعتها لا ينفع ندم أو طلب مراجعة ؟

فيا رب تقبل منا صيامنا و قيامنا و صالح أعمالنا و ثبتنا علي دينك و أصرف قلوبنا إلي طاعتك و لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام.

قراءة 119 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 09:46

أضف تعليق


كود امني
تحديث