تجربتي متواضعة في مجاهدة النفس الأمارة بالسوء و محاربة مبدأ الإختلاط في مجتمعاتنا المسلمة لكن لا بأس من عرضها علي قراءنا الكرام. في 2008 إلتحقت بالمدرسة الأمريكية برليتز سكول للغات و قد سجلت نفسي في المستوي الرابع للإنجليزية بعد إختبار شفوي أجري لي.

كان قسمي مختلط إلا أنني سريعا فرضت رؤيتي لحضور الدرس، تفاهمت مع زميلاتي السافرات في عدم السماح لأي زميل ذكر بأن يجلس إلي جنبي، كنت أستأذن الأستاذة في مغادرة القسم لأداء صلاة العصر في وقتها.

لم اتكلم مع الزملاء و كنت أمر عليهم بنظراتي السوداء كأنهم غير موجودين و لا أسمح لأحدهم ان يتكلم معي أو يقف إلي جنبي في باحة المدرسة الأمريكية لكي لا تتعرض سمعتي للشبهة.

كون ذكور هذا الزمان يجهلون تماما أدب غض البصر عن المرأة، بت في كل تنقلاتي في بلدي و خارج بلدي و في أي مكان عام أدخله أضع نظارات سوداء تخفي النصف الأعلي من وجهي عن محدثي الذكر.

و سلوكي هذا أحيانا يرفضه بعض الذكور ممن أتعامل معهم مهنيا لكن لا حيلة لهم، أذكر أن آخر درس حضرته في المستوي الرابع بالمدرسة الأمريكية برليتز سكول كان يتعين علينا الإستماع إلي حوار متلفز مع فنانة أمريكية صدرها شبه عار، ماذا فعلت :

بطبعي لا أشاهد التلفزة، أزحت بوجهي عن شاشة التلفاز و أكتفيت بالإستماع و لاحظت موقفي أستاذتي فقالت لي :

-عفاف لماذا لا تشاهدين الحوار ؟

-سأشرح لك لماذا في آخر الدرس آنسة، يكفي أنني أستمع الي السيدة و أفهم ما تقول.

فسكتت بينما شعرت بالإحتقار ناحية زملاء ذكور يدعون الإسلام و هم يمتعون عيونهم بالحرام.

في آخر الدرس، غادر الجميع القاعة و بقيت مع أستاذتي :

-طيب عفاف إشرحي لي من فضلك، لم لم ترين الفنانة و الحوار الذي أجري لها ؟

-لأن صدرها أستاذتي كان شبه عار و محرم علينا في الإسلام النظر إلي عورة المرأة.

طأطأت رأسها الأستاذة ثم قالت :

-فهمت، شكرا لك.