يشهد الله كم أحترم السيد شاك هاغيل السيناتور الأمريكي السابق الجمهوري و وزير دفاع امريكا السابق. قبل أن يقدم إستقالته كوزير الدفاع بسبب حصار صقور البنتاغون له، فقد كان رجل سلم و رجل أمريكي وطني غيور علي إستقلالية القرار ناحية الحليف المزعج إسرائيل.
قبل إذن أن يقدم إستقالته مفضلا الإنسحاب بمحض إرادته عن تنحيته من الرئيس أوباما قال في إحدي مذكراته التي وجهها لرئيسة مجلس الأمن الأمريكي آنذاك سوزان رايس :"المشلكة في سوريا ليست داعش بل نظام الأسد."
فهمت جيدا ما كان يعنيه، فقد كانت رؤيته للأوضاع عقلانية و موضوعية:
هل كان داعش يظهر في حالة ما كانت الأنظمة العربية عادلة ؟ طبعا لا ثم جذور الأزمة في سوريا في رأيه كان النظام السوري الذي لم يذهب لإصلاحات جذرية في عصر ثورة الإتصالات و إستغل أعداء سوريا الفرصة ليعيثوا فسادا في البلاد و العباد و دمر البلد و خسر الجميع.
بالنسبة لشاك هاغيل كان الأولي للرئيس اوباما أن يحسم موقفه من نظام الأسد و أن يجدوا حلا سياسيا سلميا و نهائيا للشرائح الشعبية السورية المنتفضة عوض تسخير المال و العتاد العسكري لمواجهة داعش.
فداعش من هو مؤهل لمحاربتها هي الشعوب و الحكومات العربية العادلة و ليست واشنطن موسكو او لندن.
تصور السيد شاك هاغيل صائب لأبعد الحدود، فالحلول لمشاكل فساد الأنظمة العربية لا بد أن تكون سلمية و تعتمد علي الحوار الجاد و المثمر بين كل الأطراف حقنا للدماء و حفاظا علي سيادة الشعوب...
تحية للسيد شاك هاغيل الذي لم يخون مبادءه كسياسي امريكي بارع...