قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 شباط/فبراير 2020 15:45

شبابكم أملكم

كتبه  عفاف عنيبة

 

 

 

 

610c46604ac47a3102190f17b40c853c76fe3cc513e1777ca0c37e421475e72ffa3b6b3016eb16638e88192a13f33a72

 

 صائفة 1997 :

كنت أستمع إليه بإهتمام "إنني مغادر و كلي أمل في شبابكم، هم الأقدر علي قيادة بلد الأمير عبد القادر و ابطال مثل العربي بن مهيدي...

فهم شبابكم ما معني الديمقراطية و الفصل بين السلطات الثلاث الضامن الحقيقي لتسيير عادل لشؤونكم..."

آه علي التفلسف السياسي لديبلوماسي امريكي، كنت جالسة مع أخي صامتة ألوي لساني داخل فمي و أتظاهر برغبتي الكبيرة في أن أري ما اسمعه منه يتحقق في ارض الواقع....

كنت افكر في شباب عاش و كبر وسط نظام سياسي يحكمه حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، هذا الحزب الذي ندمت علي حكمه الأحادي، احيانا صوت واحد بكل عيوبه و مساوئه افضل من الفوضي الخلاقة التي نعيشها اليوم علي وقع مئات الأصوات المتنافرة و التي تدعي أنها تفهم في السياسة خير من الجميع*...

عاد صوت الأمريكي ليعلو في فضاء الحديقة الغناء "شبابكم أمل الجزائر، هم يتقدون حماسة لخدمة بلدهم، هم من يعول عليهم لبناء مستقبل البلاد...هم من تهيأت لهم كل الأسباب لوراثة أرض بأمجاد  الجزائر..."

آه علي أمجاد جزائرنا... هذه الأمجاد التي بنينا عليها قصور من رمال منذ 1962 إلي يومنا هذا ....

كنت اخفي إمتعاضي العميق من إفراط الأمريكي في الأمل. ثقته الزائدة بشبابنا جعلتني أغالب نفسي لأبقي ساكتة لكن الرجل لاحظ ذلك و قرر أن يستفزني "إيه عفاف ما بك صامتة ؟ ألست أقول الحق ؟"

نظرت له نظرة إستنكار ثم تساءلت بحرقة كيف أفهمه ان ما ينقص شبابنا الفعالية و كيفية التخطيط السليم بالنظر إلي ما يتيح له الواقع...؟

يصعب علي عقل أمريكي عملي أن يفهم اي شيء في الألغاز المزروعة في طول و عرض بلادنا الشاسعة...

مشكلة الجزائري بصفة عامة تكمن في قلة فعاليته، له هامش من الحرية التي تسمح له بالتحرك الفعال لكنه لا يستغل هذا الهامش فنراه مثلا يشتكي الجار الذي لا يحرص علي نظافة سلم العمارة و ينسي تنبيهه إلي ذلك بلطف أو يشترك مع عدد من سكان العمارة في دفع مستحقات خادم ينظف لهم العمارة من الطابق السفلي إلي الطابق الأخير....

هذه خطوات بسيطة لحل مشكل عادي لا يقدر عليها المواطن، فكيف بشباب كل ما يحسنون فعله التباكي عل حظهم التعس و إن قاموا بشيء ذات معني نراهم يبالغون في الإطراء علي أنفسهم كأنهم غزوا كوكب الزهرة و اقاموا به محطة قابلة لسكن بني آدم...........

طبعا لست ممن ترغب في ظلم شبابنا...كم اتمني الإطمئنان علي بلدي الغالي الجزائر قبل أن ارحل عن دنيا الفناء......كم......................كم....................

كم أريد رؤية شباب في مستوي المسؤولية، قادرين علي رفع كل أنواع التحديات التي تترقبهم عند كل منعرج و ها أنني أستحضر كلام موجع لمنشق سوفياتي غادر مسقط رأسه "موسكو" ليغامر بنفسه كي يلتحق بأنوار الغرب في يوم ثلجي غطي فيها الجليد شوارع موسكو :

"كنت امشي متوجها إلي المطار و الألم يعتصرني، إنني رجل من الصقالبة الأشداء يصعب علي امثالي ذرف الدموع حزنا لمفارقة موسكو عاصمة عظمة روسيا الخالدة...

كان يصعب علي و أنا بعد شاب في 30 من العمر و الذي يبدو كأنه في 60 ان أغادر كالفار من حرب...

كم يصعب علي أن اعترف بهزيمتي...هزمتني إرادة الفاسدين الأشرار، شلوا في كل قدرة علي المقاومة... كبرت و أنا أقاوم و أنا أمني نفسي  بالنصر القريب و ها أنني راحل تاركا خلفي أمي و أختي الوحيدة المتزوجة من ضابط في الجيش سيعنفها لحظة ما يعرف هروبي من جنة الشيوعية...

كم يشق علي رجل مثلي يحمل بين جنباته حبه الجنوني لوطنه و ينفصل عنه جسديا. أين سأجد شاي أمي في الساموفار و اين سأقرأ محاولات إبنة اختي في الشعر الرزين هي التي تطل علي السنة السادسة عشر من العمر ؟

أين سأجد وجه الفتاة التي ربطت نفسي بها و لم أفز بها لأن شاب مثلي لا يقدر علي بناء نفسه في دولة تكرر نموذج واحد للنجاح الباهت علي الملايين من شبابها... كيف واجهت حرب الحزب الشيوعي علي التميز و الإختلاف فكل من كانت له نبرة صوت مغايرة ينظر له بريبة آه و هل سأجد مكان تحت شمس الغرب الباردة ...طبعا لا سأذهب لأعيش منفي حقيقي و ليس منفي إصطناعي فرضه علي رجال الحزب و الكرملين...."

و عاد من المنفي بعد سقوط جدار برلين أي بعد 31 سنة من المنفي ليبكي الأيام التي لم يقضيها تحت زخات ثلج موسكوفا ...آه يا رب هذا ما يحصل حينما تخون عزيمة الرجل أحلامه طموحاته و حبه للحق....

-إذن عفاف هل ستتكرمي و تجبيني ؟

فنظرت للأمريكي محاولة أن أبدو جدية و سئلته :

-ما هو سؤالك لأجيبك ؟

ساد صمت مهيب بيننا و لم أشأ النظر إليه، كانت لحظة الوداع تقترب فإذا بي اسمعه "آه عفاف كعادتك تحلقين بعيدا بفكرك... طيب صوني أمانة الأمير عبد القادر و الشهداء الأبرار و وداعا..."

قمت مع أخي من مقاعدنا... رافقنا الديبلوماسي الأمريكي إلي مدخل السفارة لوحنا بأيدينا ناحيته و غادرنا عائدين لجنته الجزائر... هكذا كان يصف الأمريكي الجزائر جنة من أجمل الجنان الذي رآها في حياته الدنيوية ......................... 

*لم أصوت لجبهة تحرير الوطني منذ 30 سنة و لست من مناضليها، و الحمد لله عفاف عنيبة ليست متحزبة.

قراءة 721 مرات آخر تعديل على الجمعة, 04 كانون1/ديسمبر 2020 17:09

أضف تعليق


كود امني
تحديث