قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 شباط/فبراير 2020 08:47

عفاف عنيبة و الدراجة

كتبه  عفاف عنيبة

 

3cf63429c827fe76c6ceac3f219bf432e0a183664a1124f4e0d0e4ff31eea267225713f623b5a8b41728a357318f9494

 

في ربيع 2006

من سجل الذاكرة

 زرت زوجة ديبلوماسي غربي في بيتها، في أعالي العاصمة الجزائرية.

رحبت بي و جلست معها في غرفة الإستقبال بنافذة باب مفتوحة علي البستان الجميل، لعبت لزمن مع إبنتها الرضيعة بينما هي كانت تحضر دروسها باللغة العربية لتتعلم مع معلمتها القادمة بعد اربعة ساعات لتعطيها درسها في ذلك اليوم الربيعي المشمس.

فجأة نظرت لي صديقتي الغربية، قائلة لي :

-عفاف معلمتي في الخامسة و العشرين من العمر و تقيم بعيدا عن بيتي و رفضت المجيء بدراجة، لماذا في رأيك ؟

فإبتسمت لها :

-هل سألتيها، لماذا ؟

-نعم عفاف و أجابتني بأن الأعراف البالية لمجتمعكم لا تسمح للأنثي بإعتلاء دراجة. ردت الصديقة الغربية.

-بالضبط. أكدت لها.

-عفاف، هل تستعملين الدراجة ؟

-طبعا جوليانا غير أنني حاليا لا أملك دراجة و إلا كنت قد إستعملتها.

-لماذا لا تأبهين للأعراف الجزائرية عفاف ؟

-لأنني أؤمن بالله الواحد الأحد و خديجة و عائشة و نساء رسول الحق عليه الصلاة و السلام، كنا يركبن الحصان، فلماذا لا أركب الدراجة جوليانا ؟

علت الدهشة ملامح جوليانا "ياه عفاف لماذا لا تفكر نساءكن مثلك ؟"

"لأن الأنثي الجزائرية لها هموم غير ركوب الدراجة و قضاء أشغالها بها، تصوري لدينا أنثي تقيم في غرفة واحدة مع إخوانها الذكور و اباها تصوري موقفها و هي مضطرة للنوم و العيش في غرفة واحدة مع كل هؤلاء...لأن ظروف الأنثي الجزائرية تجبرها علي الإسترزاق قبل وصولها إلي الجامعة و عليها بالإنفاق علي أبيها و أخيها الكسول و علي الأنثي الجزائرية أن تهمل نفسها، فلا تفرح بأشعة الشمس الزاهية و هي تتجول لوحدها في الحقول و المنتزهات لا بد لذكر من محارمها يرافقها حيثما تذهب هذا طبعا حال الأنثي التي تحترم نفسها و أما الإناث من آمن بحرية الغرب اللامسؤولة و اللامعقولة، فهن يفعلن ما يردن و لا من محاسب لهن....

أما التقاليد البالية التي تقيد الأنثي الجزائرية الصالحة حدثي و لا حرج...هذا و الأنثي كثيرا ما تلجأ إلي المهادنة كطريقة حياة بينما أمثالي فلا ! أكره المهادنة لا يهمني أقوال الناس في، هم أحرار ليقولوا عني ما يشاءوا المهم و الأهم بالنسبة لي أن أعيش وفق منطقي أنا، منطق فيه طاعة الله و إنضباط و فرحة بالحياة. طوال حياتي فعلت ما اشاء غير عابئة بأحد إلا بالله الواحد الأحد و هذه هي خلاصة فلسفتي في الحياة...

ساد صمت مطول بيننا حتي نطقت جوليانا :

"لكن لماذا لا تقاوم الأنثي الجزائرية الصالحة مد هذا الجهل المريع و الإستهتار الخطير بحقها في العيش وفق منظورها ؟

-بلي إنها تقاوم و الدليل أنا معك الآن...

ضحكنا ثم عدت للقول :

-عددنا قليل من تقاومن و تعشن في عزلة رهيبة و إن كنت لا أعاني من العزلة بل بالعكس أجد نفسي محاصرة من كل المتعاطفين معي و الداعمين لي و أولهم كان أبي رحمه الله، لا بد لأي انثي صالحة أن تضحي بالكثير من أجل أن تعيش حياتها هي و ليس ما يريده الناس لها....جوليانا لم اعمل بما يلزم المجتمع الفتاة و المرأة، بل أفعل ما أعتقده أنا صحيح و إنتهي و يشهد الله عشت و لازلت حياة عامرة بالفرحة و الحيوية، أنتعش في كل لحظة و ساعة و هذا لوحده منتهي الروعة...

-صحيح عفاف حتي نحن في بلادنا المتطورة و اللادينية تخضع المرأة لصورة نمطية، فتريننا نحن الصالحات نكابد الويل لنحافظ مثلا علي عفتنا و علي حظوظنا في العمل و العيش الكريم...ثم عندما نفوز عائليا و مهنيا و يأتي فارس الأحلام يدق بابنا لا يصدق الرجل أننا موجودات و لسنا محض خيال لشاب حالم....

ضحكنا مطولا ثم عدنا لسيرة الدراجة :

-ركوب الدراجة رياضة و سياحة و نشاط و حفاظ علي البيئة، أليس كذلك عفاف ؟

-بلي...أجبتها.

-مسكينة المرأة كيفما تعمل،هي دائما موضع ريبة و شك و سوء ظن...

-جوليانا لئلا نحزن و لنرضي الله تعالي هذا كل همنا في دنيا الفناء....

 

قراءة 667 مرات آخر تعديل على الجمعة, 14 شباط/فبراير 2020 13:43

أضف تعليق


كود امني
تحديث