قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 شباط/فبراير 2020 13:35

أن نعيش لله...

كتبه  عفاف عنيبة

fd1d0f6de56b39193cf4f1601483bbe6

منذ كنت طفلة صغيرة 5-6-7 سنوات كنت واعية تمام الوعي بكوني مخلوقة و لي رب خلقني. إنطلاقا من هذه القناعة المفطورة عليها، عشت حياتي كلها ضمن منظور واضح و فلسفة حياة تعبدية.

نظرت إلي كل شيء في و ما حولي  بعينين تبحثان عن مرضاة الخالق...فقد فهمت باكرا جدا انه هناك نهاية و علي العمل من اجل نهاية سعيدة أي حسن الخاتمة لأبعث عليها يوم الحساب...

حياتي كلها خضعت لناموس الإنضباط و الصرامة، كنت جد شديدة مع نفسي... لا ارحم نفسي...بحيث أصبحت حركاتي و سكناتي تلتزم بهم واحد "ما هو العمل الذي علي القيام به لإرضاء خالقي تعالي ؟" فتأثر نمط حياتي بهذا المسعي الدائم و ذو خط ممتد من لحظة ولادتي إلي لحظة دخولي قبري...

نظرت للأرض علي أنها جنان وهبها الله لنا، علينا الإعتناء بها و بمن يعيش فيها...

منذ وعيت أدركت قيمة أن ارجع في كل شيء إلي الله و أن يستند مقياس حكمي إلي ما يرتضيه لي الله وحده...

لهذا إحتل مكانة مطلقة في عالمي رب العالمين و قد قدر لي تعالي أن أعيش في قارتي آسيا و إفريقيا و أن تطأ قدماي قارات آسيا، أوروبا، إفريقيا و أمريكا فأتسعت مداركي و كان تسبيحي بعظمته عن منتهي العرفان.

مكنني من رؤية أقوام و أماكن طبيعية و مدن و عواصم كبيرة و بلاد عظيمة و في كل مرة كنت اعود إلي مسقط رأسي شاكرة حامدة إياه علي نعمه. فما ربطني بالبشر كان دوما مبنيا علي أساس واضح "كيف ارضي الله بالإحسان إليهم ؟"

لم أنظر إلي عيوبي و ذنوبي و معاصي و كبائري بعين الرضي أبدا بل كان يحدوني السخط كل ما أغضب الله بسلوكات أكون قد إستسلمت فيها إلي وساوس النفس الأمارة بالسوء لكنني في كل مرة كنت أحمد الله علي مساحة الندم و التوبة المتاحة لكل عبد و أمة في دنيا الفناء...

كم كنت استلذ التوبة و العودة إلي الصراط المستقيم و ليس هناك مجاهدة أكبر من ان تبحث عن رضي الله و عصيان الشيطان الذي يترصد كل حركة من حركاتنا، كل خاطرة ليتسلل من منفذ تستميت في سده ...

رحلة الحياة مكنتني بفضل الله أن اكتشف السر وراء إكرام بني آدم برسالة السماء...في قدرة الإنسان علي السمو نلتمس  حب العبد لخالقه و إرادته الحرة و الفعلية في عبادة الله عن بينة...كل هذا لا تقدر عليه بقية الكائنات الحية و لا يقوي عليه كل البشر...

كان الله عز و جل معتنيا بي لا يتركني لنفسي الأمارة بالسوء...يسبغ علي من نعمه التي لا تعد و لا تحصي. في أشد المحن، كان إلي جنبي تعالي بحنو و رحمة الخالق للمخلوق الضعيف...كنت دوما أنهل من بحر عطاءه اللامنتهي، أعطاني و له الحمد و الشكر الصحة و الرزق و البصيرة و القناعة كلها كنوز سعيد من يفوز بها...

تعلمت منه تعالي رؤية إعجازه في إبتسامة الطفل الأندونيسي و ألوان الببغاء، في مد المحيط الهندي، في هرولة المارين بشارع من شوارع منهاتن بنيويورك، في حقول الشاي بتلال بونشاك في جاكرطا، اندونيسيا، في مياة بحيرة ليمان بجنيف، في زرقة البحر المحاط بجزر اليونان، في خليج البوسفور بإسطنبول في مسابغ الملح بمدينة قم الإيرانية، بالثغر الباسم لطفلة امريكية بلوس أنجليس.

إستشعرته تعالي في كل لحظة مديدة من عمري، رافقني في رحلة الحياة و لن انسي اللحظة الفارقة التي عشتها يوم قبل عودتي إلي أرض الوطن و قد فرغت من امتحان البكالوريا هناك، فأخبرني تعالي بالدرب الذي سيكون قدري و كيف أنني سأعانق القلم لأخط به أحرف من نور إنتصارا لله تعالي و كيف سأقدم سهمي المتواضع جدا في صرح نهضة المسلمين...

من سلم نفسه لله تعالي لن يخيب ابدا...

من يلجأ إلي الله عند كل شدة، تهدأ رحمته الواسعة من روعه....

من يتوكل علي الله، غير طامع إلا في مرضاته متخليا عن بهرج الدنيا الزائل...لن يتأخر عنه خالق العباد

كثيرة هي المواقف التي كان علي أن اصمد و أن أكظم غيظي و أن أترفع و كم من محنة و شدة ذكرتني بنعمة الإبتلاء و كيف أن الدنيا دار عبور و كيف علي إدخار العمل الصالح و الصبر القانع لدار البقاء...

إنها لزائلة هذه الدنيا التي باع من أجلها أناس مقدساتنا و مصائرنا... 

قراءة 720 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 19 شباط/فبراير 2020 18:34

أضف تعليق


كود امني
تحديث