قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 شباط/فبراير 2020 17:12

الحفيد اليتيم الذي زوجته جدته

كتبه  عفاف عنيبة

 

 

bdc62bde4717c520ad9e175068413bb4375829bf72b27407fb4dc4a6af15447b127f3e53fc18a91d8b7927a81096bafe

 

 

هذه القصة كتبتها كاتبة فرنسية و قد إستوحتها من واقعة في الريف الفرنسي و إن شاء الله وفقت في الترجمة.


في قرية بالريف الفرنسي، ربت جدة فرنسية حفيدها اليتيم من الأب و الأم. سهرت عليه، كبر و نما الطفل الصغير، نجح في دراسته و تخرج من جامعة "ميتز" و عاد إلي مسقط رأسه ليعتني بجدته.

كان شابا رزينا مكتمل الرجولة، هادئا مطيعا لجدته، في المدينة و هو طالب وجد صعوبة لإقناع زميلاته بأنه غير متعلق بأي واحدة منهن و في قريته كان كل أب يتمني لإبنته ذلك الشاب زوجا.
كانت الجدة تفكر في مصيره بعد موتها في حالة ما تتركه عازبا و لاحظت صمته المطبق عن موضوع الزواج. فماذا فعلت ؟

فكرت مليا الجدة ثم قررت ما يلي "حفيدي شاب مثالي و لا بد ان يرتبط بزوجة فيها كل المواصفات المطلوبة. عليها ان تكون جديرة به لهذا سأقوم بما علي  دون إستشارته."

خرجت في صبيحة، قامت بعدة تنقلات ثم أخذت إذن رئيس بلدية المكان لتستعمل قاعة حفلات البلدية لإجتماع مصيري بالنسبة لحفيدها.
قبل رئيس البلدية و مرت الأيام و الأسابيع و في عشية، عاد من عمله الشاب، فوجد رسالة من جدته تطلبه اللحاق بها في قاعة الحفلات. فتوجه هناك حائرا "ما بها جدتي ؟ لم تخبرني أننا مدعوين لحفل زفاف أحد شباب القرية و لا أحد منهم دعاني من أجل ذلك ؟" تساءل الشاب...

عندما وصل الشاب لقاعة حفلات البلدية هاله عدد السيارات و الحافلات التي توقفت هناك و عند المدخل وجد جدته إستقبلته أفضل إستقبال ليجد نفسه المسكين محاط من اكثر من 100 فتاة في كامل زينتهن إستجبن لإعلان في الجريدة وضعتها الجدة طلبا لفتاة تريد الزواج من حفيدها...........
فأمتلأت القاعة بفتيات جئنا من كل أنحاء فرنسا و كل واحدة تمني نفسها بأنها ستفوز بالشاب الأسطوري ...
لم يصدق نفسه الشاب و هو يستمع إلي جدته و يري هذا العدد الهائل من الفتيات العازبات حوله....
شعر بصدمة كبيرة جدا و اخفي إمتعاضه الشديد عن جدته. كان لا يريد ان يكسر بخاطرها فلم يتكلم علي الإطلاق و كان مستحي من النظر إلي الفتيات أمامه و في كل القاعة....

كان الشاب محرج بشدة و فكر في الإنسحاب من القاعة تحت اي عذر أو مسمي لكن كان خائف من ردة فعل جدته و التي كانت سعيدة بالأمر و كانت تعرض عليه الفتيات الواحدة تلو الأخري :
"جدتي الزواج أمر جلل و لست افكر فيه الآن. أشكرك جزيل الشكر علي مبادرتك لكنني...
قاطعته و قد علا وجهها الحزن "آه يا إبن إبني، لا تقل لي بأن و لا واحدة من كل الفتيات في القاعة أعجبتك...؟"
فإزداد حيرة علي حيرة و فجأة طرأ أمر لم يحسب له حساب لا من طرف الجدة و لا من طرف الشاب....
دخلت شابة في لباس سفر بسيط القاعة و أول من قابلت كان الشاب، فإقتربت منه و هي تنظر حولها مندهشة :
-عذرا سيدي إنني مسافرة بسيارتي، تعطل مرشدي الآلي و تهت عن الطريق الوطني رقم 4 ما إسم هذه البلدية ؟
فسعد بسؤالها و رد عليها سريعا. فشكرته و همت بالمغادرة :
-أرجو ان سيارتك لم تصب بعطب آنسة. قال لها مرافقا إلي مدخل القاعة.
-لا شكرا.
و كانت علي وشك المغادرة الشابة المسافرة، فإذا بالجدة تلحق بهما و تطلب منها البقاء و شرحت لها الهدف من هذا الإجتماع النسوي. فشعرت الشابة بموجة ضحك ستجتاحها أمام الجدة السعيدة بحفيدها و إحتراما لها حيتهما بإيماءة من رأسها و خرجت من القاعة....

فطلبت الجدة و تحت تأثير حدسها، أن يلحق الشاب بالشابة المسافرة :
-يا حفيدي إنها عابرة سبيل إذهب و تأكد من انها ستجد طريقها، فهي مسافرة.
فإستغل الفرصة الشاب للمغادرة و بمجرد ما خرج من قاعة الحفلات، شعر أن كابوس و إنزاح عنه و لمح في آخر الشارع سيارة الشابة متجهة إلي خارج القرية. فلم يفهم لماذا قرر ركوب دراجته النارية و إتباعها ثم سبقها مشيرا إليها بالسير خلفه. و هكذا أوصلها إلي الطريق السريع رقم 4.
أوقفت السيارة و شكرته ...حينها لاحظ الشاب ملاحة وجه الفتاة و بساطة لباسها و كيف أن حديثها راق :
-كلمت من لحظات والدي لأطمئنه، فهو ينتظرني في مرسيليا و تأخري أقلقه. قالت له.
عرف هكذا أن لهذه الشابة أب منشغل باله عليها.
فلم يفهم لماذا قرر محادثتها عما رأته في قاعة الحفلات :
-تكوني قد تفاجأت بالآمر آنسة و أنا مثلك.
فإبتسمت و قالت :
-بصراحة سيدي لم أكن اتصور أن مثل هذه الأمور تحدث في عصر الأنترنت و النقال...جدتك إمرأة رائعة و أتمني لك أن تجد الزوجة الصالحة و علي بالذهاب الآن لا اريد مزيد من التأخر...

عند عودته إلي البيت و بعد رحيل الفتيات حزينات لعدم إختيار واحدة منهن لتكون زوجة الشاب الرزين، حاول الشاب ان ينسي الجدة خيبة أملها، فكان جد لطيف معها لكن عقله كان يعمل بسرعة كيف بإمكانه أن يتصل مرة اخري بالفتاة التي جاء بها القضاء و القدر إلي باب قاعة الحافلات في سيارتها ؟
كان قد سجل رقم سيارة الشابة، فذهب بعد أسبوع كامل من التخمين و الأخذ و العطاء بين عقله و قلبه إلي مدينة مرسيليا و هناك إستخرج من المصلحة المعنية إسم و لقب صاحبة السيارة، فسأل عنها أحد أصدقاءه بالمدينة ...
-إنها أميرة المدينة، أباها احد أثرياء المنطقة و هي إنسانة غاية في التواضع و كونها لازالت تدرس في باريس، فهي تأتي من حين لآخر إلي بيت العائلة لتطمئن علي أبيها...رد عليه الصديق.
عاد الشاب إلي قريته و هو يفكر في الشابة الثرية، كيف له أن يربط مصيره و هو المهندس ذو الإمكانيات المتواضعة بفتاة ثرية من عائلة عريقة ؟
هذا و هو لا يعرف شيء عما تكنه له...
فلاحظت الجدة شرود حفيدها، فأستوضحت منه الأمر، فعرفت هكذا إسم الفتاة...
تصوروا ماذا فعلت الجدة ؟

تغيبت الجدة ليومين مدعية انها ذاهبة لمدينة تزور أختها الصغري و في الحقيقة إنتقلت إلي بيت والد الشابة و طلبت مقابلته، فإستقبلها الرجل بفضول و حكت له حكاية حفيدها من أولها إلي آخرها.
فنظر لها الأب، مستفسرا :
-طيب سيدتي، ما هو مطلوب مني ؟
-هل تقبل حفيدي زوجا لإبنتك ؟ سألته الجدة.
السؤال باغت الأب لحظات ثم رد :
-إذا ما قبلته فيونا إبنتي طبعا سأقبله لكن أولا علي بالتحقق من سيرته ثم أجيبك.
-جيد هل هذا وعد منك ؟
-طبعا سيدتي.
عادت الجدة إلي قريتها و تمضي الأيام، فإذا بالشاب يتلقي دعوة من صديقه لتناول وجبة عشاء في مدينة مرسيليا، بمنزل مضيف لهم.
ذهب و أوصله صديقه إلي بيت فيونا و هناك إستقبله الأب مع إبنته التي لم تكن تعلم بدعوة والدها له. فإلتقي الشابان مرة ثانية في حضور الأب و رأي كل واحد منهما الآخر، فضحكا و ابتسم الأب فقد إطمئن علي مصير فيونا إبنته.
و بدون أدني تردد و أمام الأب طلب الفتي من الفتاة يدها، فقبلت و أعلنت الخطوبة بعد يومين في حضور الجدة و في حفل مهيب و بعد شهرين تزوجا في حفل متواضع. فكما قال الخطيب لحماه " علي فيونا أن تعيش وفق دخلي عمي..."
و هكذا إطمأنت الجدة علي حفيدها..

قراءة 757 مرات آخر تعديل على الأحد, 08 آذار/مارس 2020 10:01

أضف تعليق


كود امني
تحديث