لاحظ لي بعضهم في تعاملي المهني معهم و اثناء أدائي لنشاطي المدني، أنني أبدو غريبة عن المجتمع الجزائري و بعضهم ذهب إلي القول بأن عفاف عنيبة لا تعيش في الجزائر...
في الحقيقة، فيزيائيا أعيش هنا في ارض الجزائر لكن ذهنيتي و طريقة تفكيري و موضوعيتي القاتلة و صراحتي الفظيعة و عيشي لله بدون ادني أكسسوار أو تدين مغشوش، يجعلني أبدو غير جزائرية علي الإطلاق و لا أمت بصلة لهذا الشعب الجزائري المحير...
لا أنافق و لا أجامل و لا اعير إهتماما لتقاليد المجتمع البالية أو المستدحثة و لا يهمني عمل خارج جدران بيتي، لا ألبي دعوات لحفلات الزفاف أكتفي بالتهنئة هاتفيا أو برسالة إلكترونية. لا أمضي عشية ما بعد العصر في متابعة ما تبثه قنوات التلفزة حتي أنني أجهل اسماء القنوات التلفزية الخاصة الجزائرية و كم عددها ...
استعمل عربية خالية من أي لفظة أجنبية مع البائع و مع الموظف في الإدارة الجزائرية، ارفض إستعمال وسائل النقل العامة.
اكره إضاعة الوقت و مراكمة ذنوب القيل و القال...
آخر ما فكرت فيه طوال عمري موضة الحجاب و آخر صيحة في المساحيق...
لا أفهم شيء في الحكم الشعبية التي يخترعها كل يوم شعب شرس ...لا اصدق ما تروجه شائعات الفيسبوك و لا استعمل الأنترنت إلا لتزويد موقع نظرات مشرقة بمادة فكرية، اقرأ الكثير و المطالعة عادة غريبة عن الجزائريين، لا افهم شيء في حيل الجزائري و لا افهم إصرار الجزائري علي التحايل علي القانون...
هل يعقل أن يكون الجزائري ذلك الذي يعلن بصفاقة، إلحاده علي حسابه في التيوتر أو الفيسبوك ؟
هل يعقل أن تكون الجزائرية من تلبس قصير جدا ثم تجلس ساق علي ساق أمام زميلها في الجامعة و تصرخ بأعلي صوتها أنا حرة لا حق لدين و لا لدولتها أن تأمرانها بستر جسمها ؟
هل يعقل أن تكون الجزائرية تلك التي تركب لوحدها مع رجال غرباء مركب لتهرب إلي جحيم الغرب، بدعوي أنها ترفض وصاية الدين عليها ؟
هل يعقل أن يكون الجزائري هو ذلك الذي لا يملك لغة و حديثه هجين من الكلام السوقي الذي يعبر في الحقيقة عن إفلاسه الفكري و الخلقي ؟
هل يعقل أن يكون الجزائري ذلك الفرد و الجماعة ممن يدعون ما ليس فيهم ؟
معقول كل هذا الإنحطاط من الفرد و الجماعة الجزائريين ؟
نعم معقول لأن دولة الجزائر لم تحكم بشرع الله منذ 1962 إلي يومنا هذا و من الطبيعي أن يشعر أمثالي بالغربة وسط هؤلاء المواطنين الجزائريين من صنف خاص...صنف الخارجين عن القانون المتمردين علي القوانين الوضعية و الإلهية...