قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 10 شباط/فبراير 2020 21:26

حينما تغضب المرأة و ترفض عون الرجل

كتبه  عفاف عنيبة

 

e1c857e353ffa3868d63de7bd15f9c02216005d4c2f4d02e03badcaa618e1028

 

 

في زمن ما بعد العولمة، أصبحت المرأة لها عقل الرجل و عضلاته و مشيته و إصراره علي طلب الرزق في أكثر الأعمال خطورة...

في زمن ما قبل العولمة، شاهدت فيلما لمخرج أمريكي أثار معضلة دقيقة جدا و هي :

"هل بإمكان المرأة أن تستغني عن سواعد الرجل و حمايته لها و حضوره العقلي الفكري و العاطفي في حياتها ؟"

و هكذا أجاب عبر سيناريو أحد أفضل الأفلام التي تابعتها في تسعينيات القرن الماضي :

خطب رجل أمن أمريكي شابة موظفة في الخزينة الفيدرالية الأمريكية، سعدت بخطوبتها و رغب في تعريفها بأبيه، فدعاها لوجبة عشاء في بيته بحضور والده.

لبت الشابة الدعوة و عند وصولها إستقبلها أب خطيبها :

-أين هو مايكل سيدي ؟ سألته.

-تغيب إبني بشكل مفاجيء هذا علي إثر إتصال هاتفي من عمله. علي ما يبدو يحتاجونه و لا أدري متي سيعود لكنه وعدني بأنه سيبذل جهده ليكون معنا في وجبة العشاء هذه. رد عليها والد الخطيب.

فنظرت الخطيبة بحزم إلي الرجل المسن.

-عذرا، لا أستطيع تناول معك العشاء في غياب إبنك، بلغه عن عدم رضاي للأمر و مع السلامة.

و لم تستمع لأعذار الأب و غادرت الشابة شقة خطيبها.

عند عودته، سارع الخطيب في الإتصال هاتفيا بالخطيبة، سدي لم تجبه.

في الغد ذهبت لعملها الشابة نانسي و هناك وقعت مصيبة بحيث إستولت عصابة علي مبني الخزينة الفيدرالية. كل الموظفين نجوا إلا هي، فقد أصبحت رهينة في يد العصابة دون علمهم لأنهم تأكدوا من خلاء المبني و لم يتفطنوا لوجودها في إحدي المكاتب الصغيرة في الطابق الخامس و العشرين....

أخذ علم خطيبها بالخبر كونه رجل أمن من مكتب التحقيقات الفيدرالي و أول ما فكر في خطيبته، فإتصل بها مرة اخري، هذه المرة، كسابقاتها لم تجب.

جن الرجل، فقرر أن يقتحم لوحده المبني بحثا عنها قبل أن يقع الهجوم علي العصابة و هكذا بدأت حكاية عناد إمرأة في الإستغناء عن عون الرجل...

نجح في التسلل إلي داخل البناية الضخمة... أنظروا قراءنا الكرام ماذا تفعل إمرأة  برجل ؟ تجعله ينجز المستحيل....

و من طابق إلي آخر، توجه إلي مكتبها بحذر شديد بينما هي كانت خرجت للإنتقال إلي مكتب زميلة لها، فلاحظت خلاء المكان من أي من زملاءها أو زميلاتها و لأول مرة إنتبهت إلي الضوء الأحمر الذي كان يضيء في آخر الرواق مخبرا إياها بوقوع حدث غير طبيعي و حتما غير سار...

فعادت بسرعة إلي مكتبها لتجد خطيبها الذي بدون مقدمات أمرها بأن تتبعه شارحا لها الوضع...

عوض أن تطيع خطيبها الرجل الأمن المحنك، تصوروا ماذا فعلت الشابة نانسي ؟

نزعت خاتم الخطوبة و سلمته خطيبها معلنة :

-من الآن لست خطيبتك و لا أريد رؤيتك و أرفض مساعدتك.

نظر إليها الخطيب مفزوعا :

-و هل هذا وقت الخصومة نانسي ؟ قال لها بصوت منخفض مخافة ان يسمع احد رجال العصابة أصواتهم.

-طبعا و ماذا تعتقد نفسك ؟ نزلت علي من السماء لتثبت لي بطولتك. لا شكرا أريد الزواج من رجل طبيعي عادي و لا يتركني لوحدي مع أباه عند وجبة العشاء...ردت عليه نانسي.

إبتسم الرجل رغما عنه. لكن التوقيت كان جد حرج و كان يعرف عناد خطيبته السابقة، فحاول أن يقنعها بأن تتبعه :

-لا، يعني لا. هل فهمت ؟

-طيب ماذا ستفعلين ؟

-سأغادر المبني بطريقتي لكن لوحدي و ليس معك. قالت له متحدية.

فهم الرجل أنها جادة و لا مجال لثنيها عن قرارها. فقال :

-علي راحتك نانسي أنسحب بعد ربع ساعة سنقوم بالهجوم، فلديك ربع ساعة للخروج، مع السلامة.

لم ترد عليه و خرج من مكتبها،  كان غاضبا حانقا علي نفسه و عليها.

بينما هي بدأت تبحث عن السبيل للهروب و غادرت مكتبها و نزلت طابقين لتلتقي بشكل مفاجيء بأحد رجال العصابة إلا انها تنجح في الهروب منه كونها تعرف جيدا أروقة المبني و ردهاته و حالما دخلت مكتب فتحت نافذته التي تطل من علو 20 طابق. خرجت علي حافة النافذة لتتقدم خطوة خطوة كي تنتقل بهذا الشكل إلي مكتب آخر بعد المرور بغرفتين فارغتين و قد لمحتها قوات الأمن، فأخبروا خطيبها الذي تحرك بسرعة جنونية للحاق بها و كادت في لحظة سهو ان تسقط لولا ذراعي خطيبها الذي سحباها إلي داخل غرفة بمثابة مكان يخزن  فيه الأرشيف. لم تصدق نفسها أنها نجت بفضل خطيبها :

-هل يعقل أن تفعلي ما فعلتيه ؟  كنت علي وشك السقوط  لتعانقي موت محقق ؟ عنفها.

مرة اخري أبدت عنادها نانسي :

-ماذا تفعل هنا ؟ لم استنجد بك سيدي.

-إنني لست سيدك إنني خطيبك و من جهتي لن افسخ الخطوبة و أنت من سأتزوج. كفي بربك من العناد و اتبعيني.

-عجيب لماذا تصر علي علاقتنا و أنا من 6 أشهر مدة خطوبتنا لم أراك إلا خمسة مرات لأنك طوال الوقت مشغول بعملك الجهنمي؟ ردت عليه الشابة.

تمالك أعصابه، قائلا :

-نانسي هل هذا وقت المحاسبة ؟ نحن في خطر الموت هل أنت واعية بذلك ؟

-منذ عرفتك و الموت تحوم حولي. في كل مرة تذهب فيها إلي عملك أتساءل كيف سأحتمل ذلك و انا زوجتك ؟ فعودتك حيا غير مضمونة هل أنت واع بذلك ؟ أجابته ساخطة.

شعر بتأنيب الضمير فهو أبدا لم يضع نفسه مكانها، كان دائما ما يقول لها " عليك بالتعود، فعملي خطر إدعي الرب أن أنجو و كفي، لا شيء آخر بإمكاننا فعله."

-بلي لدي شيء آخر افعله و هو فسخ الخطوبة و الزواج من آخر سيأتي في أوانه، بربك إنني إنسانة، إمرأة/ أحتاج إلي وجود رجل بصفة دائمة إلي جنبي و ليس إلي شبح... قالت له نانسي و كأنها قرأت ما كان يجول في باله.

لم تترك العصابة فرصة للخطيب أن يجيب بوصولها إلي طابقهم.

فهربا معا و كان في كل مرة الخطيب يحمي نانسي بجسده و يدفعها بعيدا عن الرصاص المنطلق من فوهات الرشاشات، في اللحظة التي اصيب بها في ذراعه، نست نانسي كل شيء و أعانته علي إيجاد مخرج من جحيم العصابة المهاجمة و هكاذ نجو و في سيارة الإسعاف أعطيت له الإسعافات الأولية و الحمد لله الرصاصة إخترقت الذراع من طرف إلي الطرف الآخر. لهذا سمح للخطيب رجل الأمن بالعودة إلي بيته في سيارة رباعية الدفع.

أكمل الحديث بين الخطيب و الخطيبة :

-طيب نانسي تصرفت بالكثير من اللامبالاة لمخاوفك و مشاعرك و انت محقة. إعطيني فرصة اخري من فضلك؟

ساد صمت طويل بينهما.

و أخيرا ردت نانسي بهدوء :

-هل لي خيار ؟ فأنت اثبت لي اليوم بأنني أساوي الشيء الكثير لك، لهذا نعم أقبل بأن امنحك فرصة أخري و الأخيرة.

-وعد مني أنني سأصلح علاقتنا... قال لها.

نظرت إليه مليا ثم أشاحت بوجهها عنه قائلة :

- سنري ذلك و أهتم بصحتك. قل للسائق ان يتوقف علي بالعودة إلي بيتي الآن.

إنتهي

 

قراءة 707 مرات آخر تعديل على الجمعة, 21 شباط/فبراير 2020 16:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث