مضي عيد الفطر و تألم كثيرون لغياب المظاهر الإحتفالية بهذا العيد المبارك و آخرون إشتكوا إمتعاض بعض أهاليهم لعدم إستقبالهم يوم أول و ثاني عيد فطر و مضت أيام رمضان و الغالبية لم تستفيد من دروس التاريخ و يا للأسف و كالعادة لا يبالي العوام بخطورة الموقف.
كأن هذا الوباء مزحة أو مفبرك من جهات مجهولة أو رغبة من السلطة في تكميم الأفواه و حكاية التفسيرات الشعبية طويلة و لا فائدة من إستعراضها كلها.
ما يشد الإنتباه، أننا منذ عام فقط كانت تضج بعض شوارع العاصمة بمطالب التغيير الجذري في الممارسات السياسية و اليوم ما نشهده مثير حقا للتساؤل و الحيرة :
أي تغيير جذري و شرائح واسعة من المجتمع لا إستعداد لها في التغيير !!!! يستوجب التغيير المنشود حد أدني من الإنضباط و النظام من الجميع و هذا ما لم نراه في يومياتنا، بل سمعنا حديث طويل عريض حول شكوك عن حقيقة وجود وباء كورونا كوفيد-19 و ريبة من أداء السلطة التنفيذية و عدم تقدير لعمق الأزمة الإقتصادية ما دام إقبال الناس علي الشراء و تهافتهم علي إقتناء الغذاء أي كانت الأسعار كان كبيرا...
كيف يطالب الناس بترشيد المال العام و هم أول المبذرين ؟ فقد غلبت التناقضات الصارخة علي المشهد الوطني و بت علي قناعة أن الشعب لا يعرف ما يريد !!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم أين هي النخبة القائدة ؟ في مثل هذا التوقيت الحرج، نحن في حاجة إلي من يفكر و يخطط و يقود و هذا ما نفتقر إليه حاليا... كل ما نقرأه في الصحف و المواقع يبعث علي الأسي ...مجتمع جزائري له تاريخ طويل من المقاومة، ها أنه يستسلم لمنطق المادة و الخرافات...نعم خرافة كورونا و خرافة الأخ الكبير و خرافة...
كيف نتطلع إلي غد أفضل و نحن لا نثق في قانون و لا في نظام و نشكك في كل شيء لنتبني حكاية المؤامرة التي تطل علينا كلما مررنا بظرف إستثنائي...؟؟؟
كيف ستتغير الأوضاع إلي أحسن و الأمة تعيش بلا ضوابط، و يفضلون السجن علي حماية أنفسهم بكمامة ؟
و ماذا سنورث ابناءنا سوي التيه و الفوضي ؟ فكل مواطن يعتبر نفسه دولة يسن قوانين من وحي أناه المتضخمة و لا سبيل للخلاص إن لم نبادر للتعامل الصارم مع العناصر العنيدة المتمردة، إن لم نضغط، إن لم نسلط أقسي العقوبات و لم نحتوي من هو قابل للإحتواء قبل أن تنقلب السفينة علي كل ركابها...