هذه الأيام النقاش حاد جدا في الجزائر حول لزومية محاكمة الرئيس بوتفليقة بالنظر إلي تشعب قضايا الفساد و مسؤوليته الكبيرة في إيجازة الكثير من الصفقات المشبوهة و التساهل مع رجال أعمال جزائريين أقل ما يوصفون به أنهم مجرمون...
صراحة أري أننا إنحرفنا عن جادة الطريق : السيد عبد العزيز بوتفليقة حاليا غير قادر للخضوع إلي محاكمة، فحالته الصحية لا تسمح بذلك علي الإطلاق.
ثانيا : لماذا الحديث عن الفساد و تورط الإخوة بوتفليقة فيها و لا نعالج المشكل الجذري ألا و هو : من سمح بتجديد العهدات الرئاسية في 2008 ؟
لماذا نغطي الشمس بالغربال ؟
ألا يجدر محاكمة كل من جددوا له الثقة و تعدوا علي الدستور و باركوا عهدة ثالثة و رابعة و خامسة ؟ هؤلاء هم المسؤولين الحقيقين علي أوضاعنا الحالية.
ثم لماذا لا نحاسب صمت الشعب الجزائري في 2008 ؟ و أين كان المجتمع المدني في 2008 ؟ هذا و السيد سعيد بوتفليقة بين ايدي العدالة هو قادر لوحده علي تحمل مسؤولية أفعاله، الم يكن مستشار الرئيس بوتفليقة ؟ ألم يسمح لنفسه بنهج سلوكات منافية للدستور و إستغل موقعه ليسير البلاد بدون تفويض من الشعب أو عقلاء البلاد ؟
ثم لماذا سكت الشعب الجزائري في 1999 عند إستقالة الرئيس زروال و تنصيب الرئيس بوتفليقة رئيسا بعد إنسحاب كل المرشحين الآخرين للرئاسيات ؟
لماذا إستقال الشعب الجزائري من أول أيام الإستقلال 1962 و قال 7 سنين بركات ؟
كثيرة هي الأخطاء الجسيمة التي وقعنا فيها جميعا، فالطبقة السياسية الجزائرية إنتهازية بإميتاز و التيارات التي تتقاذفها تجاري مصالح قوي أجنبية و أخري ما زالت تعتقد بأنها تمثل الشرعية المغتصبة في 1991 و لم تراجع رصيدها الذي تخللته ممارسات قاتلة ؟
ألم يحن بعد الوقت لنتجاوز مرحلة التشفي و الإنتقام لنوحد الصفوف و نبادر للعمل و التعاون علي البر و التقوي و إجتياز هذه المرحلة بأقل الخسائر ؟