في صالون الفندق إستقبلتنا مسؤولة الزوار الدوليين الرائدين علي مستوي ولاية مسيوري باربارا دولتشي.، تعرفت علينا واحد واحد و رحبت بنا في كنساس سيتي و أرادت ان تطمئن علي أحوالنا :
-في حالة ما إحتجتم أي شيء فأنا هنا، هل لديكم إستفسارات تفضلوا بطرحها فأنا في خدمتكم ؟
لم تكن لدينا إستفسارات و شكرنا لها إستقبالها الحار و بعدها بقليل وصل السيد أحمد و فورا إنسجم مع الوفد، فهو بمجرد ما علم بقدومنا إستأذن باربارا ليرحب بنا و عرف بنفسه فهو مهندس من اصول عربية إستقر بأمريكا و ولاية ميسوري بالذات و طور علاقات وثيقة مع الفاعلين الأمريكيين في الولاية أي كان دينهم و إنتماءهم لكن صوت الرجل تهدج عند وقوع الهجومات الإجرامية في 11 سبتمبر 2001 زلزل و وجد نفسه موضع شك و ريبة و إتهام من جل من عقد معهم علاقات أخوية و صداقة وطيدة.
فالأمريكيون من معارفه لهم يفهموا إجرام بن لادن، ما دخل المواطنين البسطاء في الطائرات و المجمع التجاري الدولي في غراوند زيرو في حروب الشرق الأوسط ؟
كنت أستمع بإهتمام لشهادة هذا الكادر من نخبة المسلمين في امريكا و كنت متفهمة تماما لمعاناته، و تعاطفت أيضا مع موقف الأمريكيين فمن حقهم أن لا يفهموا و لا يعذروا جنون أمير سعودي إعتبر نفسه مخول بقتل ابرياء غير مسلحين فقتل أطفال و أمهات و أزواج بإسم الإسلام مشوها صورة أجمل دين و أعطي المبرر للرئيس بوش و صقور المجتمع السياسي الأمريكي لإحتلال العراق و افغانستان ...
آه علي إجرام بن لادن ...
الأمريكي البسيط يقول لك و ما دخلي في فلسطين إن لم تحسنوا الدفاع عن مصالحكم في فلسطين، لماذا تقتلوني أنا ؟
و أما الأمريكي من النخبة سينظر لك نظرة تعالي قائلا لك :طيب أنتم متخلفون و نحن اصحاب حضارة فمن الطبيعي أن نفرض عليكم فرض حضارتنا لننتشلكم من تخلفكم و وحشيتكم ثم إسرائيل أذكي منكم بنت لنفسها حضارة في فلسطين فهي الأولي بأرضكم.
جاءت السيارة الرباعية الدفع، غادرنا الفندق و السيد احمد لا يزال يروي لنا مدي محبته لأمريكا و كيف أنه إستطاع ترميم علاقاته مع محيطه بعد إنقضاء خمسة سنوات من 11 سبتمبر 2001 و قد حرص علي تعريفهم بالإسلام دين العلم و المحبة و السلام و كيف أن بن لادن نتاج إنحطاط اخلاقي لحكام شبه الجزيرة العربية.
إبتسمت ...آه علي تبريرات نخبوي مسلم أمريكي و لم أقل له "يا رجل قل إنحطاط المسلمين ككل و ليس فقط حكام منطقة الخليج الفارسي..."