قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 10 شباط/فبراير 2013 13:02

الثورة و إختبار التغيير

كتبه  عفاف عنيبة

أفضت جميع الثورات إلي تغيير ما، في وضعنا الحالي هل ما حدث في نهايات 2010 الموافقة لعام 1432 ه مفضي لا محالة إلي تغيير عميق الأثر و المدي في عالمنا العربي الإسلامي ؟

بعض المتشائمين خرجوا بتوصيف سلبي، بإعتبار أنه إلي حد ساعة الجماهير الواسعة لم تجني شيء من سقوط أنظمة إستبدادية في تونس، مصر، ليبيا، اليمن، هل فعلا الأمر كذلك و هل نقيس جدوي القيام بثورة بناءا علي إرهاصات ما بعد الثورة ؟

بينما الثورة كحدث ما هي إلا خطوة أولي علي درب طويل جدا، يستغرق من عمر الدول مئات السنين، أهم مكسب أن الناس طلقوا حالة الرعب و الخوف، و أدركوا قيمة أن تقول لا فعليا علي أرض الواقع بعيدا عن الشعارات الفارغة. ثم إن إصطفاف كل الشرائح و الطبقات الإجتماعية في صف واحد وراء مطالب مصيرية، هذا إنجاز آخر. في لحظة فارقة تناسي الجميع الخلافات و الإختلافات و ترفعوا عن أنانية الفرد و اللامبالاة، و هذه اللحظة من المنطقي أن تحدث زلزالا في نظام إستبدادي، لكن السؤال الأكثر أهمية : ماذا بعد سقوط رمز الإستبداد، الطاغية و زمرته ؟

هل ستنقلب الأحوال و تستقيم أوضاع الناس لمجرد أن الدكتاتور إختفي عن الساحة ؟ و هل التغيير في ذاته فعل يأتي من فوق ؟ أو أنه مشروط بإعادة سن رزمة قوانين تعيد النظر في القوانين و العلاقات التي تحكم مختلف الدوائر و النظم و الهياكل فيما بينها ؟ أم أن التغيير فعل فردي و جماعي في آن، ينهض به الجميع ؟

فعل التغيير في ذاته ذات دلالة رمزية و أهمية كبري، كيف سنتعامل معه، كنا أفرادا أم مجتمع مدني، هل سيكف المرتشي عن طلب الرشوة هكذا فجأة بين عشية و ضحاها ؟ هل سيتوقف الكذاب عن الكذب ؟ هل شاهد الزور سيستقيم و يتخلي كلية عن شهادة الزور ؟ هل المفرط في أداء واجباته العائلية و الإجتماعية و المهنية و المدنية سينقلب حاله من وضع إلي آخر مستقيم ؟

هل ستبدأ عملية ملاحقة الفساد و المفسدين في حينها و طبقا للقوانين الموجودة أم علينا بإنتظار سن دستور جديد و إعادة النظر في الكثير من القوانين التي يتضمنها مثلا قانون العقوبات ؟

بمعني هل الإنقلاب الذي تحدثه الثورة في الأوضاع السياسية سيتبعه  إنقلابا في القيم و سيعاد النظر  في معادلة تفعيلها ؟

طبعا، الإنقلاب الذي أعنيه هو ذلك الذي يقوم بتصحيح المفاهيم السائدة في عهد الإستبداد، فيستعيد مفهوم الإستقامة الأخلاقية مغزاه ليتحول إلي خلق تكرسه السياسة و التعليم و القوانين و أعراف المجتمع. و هذا التغيير يستلزم في الحد الأدني عمر جيل أي حوالي ثلاثة و ثلاثين سنة، فمجتمعاتنا بحاجة إلي إعادة ترتيب أولوياتها في ميدان مصيري مثل التعليم. فأركان الديمقراطية قوامها الإنضباط و تقييم صحيح لمسؤوليات المواطنة. هذا و الفصل في السلطات، يتطلب عمل دؤوب و حالة إستنفار دائمة، ليس في وقت قياسي نحصل علي نظام تعددي ديمقراطي و ليس بإمكاننا القفز علي مراحل.

و قد لاحظنا في العامين المنصرمين، شكل من أشكال الإنقسام حول تصور آلية التغيير، هذا و لكل تيار مشروعه بينما التوقيت الزمني الحالي لا يسمح لنا بتشتيت قوانا و الدخول في جدال عقيم حول من يجب أن يغير و ماذا سنغير و كيف نباشر في التغيير ؟ نري يوميا تقاتلا علي شاشات الفضية و في الشوارع حول ماذا و هل يعقل أن يصل بنا التهور إلي تناسي ما هو أعظم، وحدة الشعب و مصالح الأمة العليا. ألا يجدر أن لا نكرر أخطاء الطغاة المطاح بهم ؟

كيف تتضخم الأنا لتأخذ مكان نحن ؟ كيف ننتقل إلي مرحلة التغيير الإستراتيجي و نحن نختلف حول أهم خطوات الفترة الإنتقالية ؟ لنتدارس تجارب الأمم التي سبقتنا إلي إقامة نظام عادل و سيادي، هذا و هل تناسينا أننا خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف و تنهي عن المنكر بسم الله الرحمن الرحيم الآية 110 من سورة آل عمران ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله) ؟

فالمتتبع لأحوالنا هذه السنين الأخيرة، تنتابه الحيرة الشديدة، فكل جماعة تريد لنفسها قصب السبق و الأفضلية و السلطة، و هذا يخون الآخر لأتفه الأسباب بل سمعنا من يتهم معارضيه بأنهم أتباع الدجال و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم. و أن يتحول الوضع إلي قتل المعارضين، فهذا لعمري نذير شؤم.

إلا أننا نفضل لغة العقل، لغة الحوار و التدافع باللتي هي أحسن بعيدا عن التجاوزات، فقوي الشر التي ساندت طويلا أنظمة الإستبداد قد إستنفرت كل قواها لتنال من عزيمة الثائرين و الشعوب المنتفضة. الحوار في سوريا مثلا لا ينفع بدون ضغط عسكري و الذي أدي إلي عسكرة الإنتفاضة الشعبية هو طبعا النظام السوري الذي قابل المظاهرات السلمية بالرصاص.

إرادة التغيير ينبغي أن تقوم علي وعي الفاعلين في الساحة لخطورة الموقف و جدية التحدي، الرهان علي الفوضي و االمعارضة السلبية و تبادل الإتهامات لا يخدم إلا الأعداء المتربصين. هذا و المحاسبة الذاتية و مراجعة الأداء السياسي بشكل منتظم من غير إنفعال أو تحيز، يعين كل الأطراف المعنية بتجاوز فترة إنتقالية شائكة و فيها الكثير من مطبات و ليتعالي كل واحد عن صغائر الأمور و لا نظن بأنفسنا خيرا، فنعتبر أننا فوق النقد و المراقبة.

قراءة 1883 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 13 تشرين2/نوفمبر 2018 15:01

أضف تعليق


كود امني
تحديث