عملت متطوعة أسبوعيا مرة او مرتان احيانا قي جمعية تربوية خيرية لنصح و إرشاد الأمهات و الأخوات لمدة ثلاثة سنوات و خبرت من تجربتي الثرية تلك ما يلي :
"لا بد لنا من ترسيخ مفهوم المساواة في تربية البنت و الولد أي الذكر و الأنثي لمقاومة المفاهيم الوثنية التي يكون الذكر و الأنثي قد ورثاها عن تربية جيل لم يتربي علي المفاهيم الصحيحة لديننا الحنيف.
علي الذكر ان يتعلم الطبخ و ترتيب غرفته و غسل الأواني أسوة برسول الحق عليه أفضل الصلاة و السلام الذي كان يخيط ثيابه الطاهرة.
علي الذكر المسلم أن يكون يد عون لأمه و أخته و زوجة المستقبل و أن يتقاسم مع نساء بيته همومهن بعيدا عن وثنية رجولة ظالمة فالرجولة السليمة تقضي بأن تكون رحيم بنساء بيتك و ليس متكبرا.
لا بد للولد المسلم ان يصادق اخته، يحن عليها و يتعامل معها علي انها مساوية له في الحقوق و الواجبات فعملها مثل عمله متساوي في الأجر عند ربنا عز و جل...عليه أن يدرك أن أخته كيان كامل مكتمل فهي ليست أمة في خدمته بل عقل و قلب يحس و يشعر...و جسد يتعب...و مثله لها طموحات و قدرات ...
لا بد أن يدرك الذكر المسلم هذه الحقيقة الخالدة عبر الزمان و المكان : يجب ان تكون قوامته علي المرأة قوامها العدل و إلا فقوامته باطلة. و الرجولة تقضي أن يحسن معاملة أمه و أخته و زوجته بدون حيف و بدون الإنتقاص من إنسانيتهن و كرامتهن و أن يحكم مبدأ العدل في المعاملة دون الإنحياز إلي إحداهن إلا للحق...
علي الأباء و الأمهات أن يهيأوا الذكور و الإناث ليكونوا خير ازواج و زوجات و ايضا ليكونوا خير مسلمين مؤمنين يخدمون بإخلاص و تفاني مجتمعهم المسلم... فالمسلم في خدمة اخيه قبل كل شيء ثم في خدمة الإنسانية جمعاء.
علي آباء و امهات هذا العصر أن لا يفرضوا تصورهم لم يجب ان يكون الولد و البنت، أتركوهم يختاروا دربهم بمليء إرداتهم، قدموا لهم النصيحة و القرار الأخير بأيديهم...
أوصي الآباء و الأمهات دائما بنهج لغة الحوار و الإستماع إلي إنشغالات الأولاد و البنات بعيدا عن التعنيف اللفظي و الجسدي...و زرع بذور الثقة في نفوسهم ...
علموهم إحترام بعضهم بعض و لا تفضلوا أحدهم علي آخر...بما أنكم قمتم بتربيتهم علي قيم الحق و الفضيلة و الأمانة و الصدق و الإخلاص... فلا خوف عليهم، كونوا اصدقاء لهم في مرحلة المراهقة ليعبروا بسلام تلك المرحلة...
ناقشوا أطفالكم بصبر و أناة و أعطوهم حق التعبير عن مكنونانهم و اسمحوا لهم بالخطأ ليتعلموا من اخطاءهم، نموا فيهم حب الحق و عززوا فيهم إنتماءهم لأمة الإسلام و أقبلوهم كما هم و ستحصدون عند كبركم أزهار عوض الأشواك...و الله ولي التوفيق