الرسوب هزيمة ؟ إعتبرته دوما إنطلاقة جديدة في مسيرة الواحد منا، بعد ما رسبت ثلاث مرات في إمتحان البكالوريا، قررت بدأ صفحة جديدة و كتابة مصير مختلف بحرية تامة. لم يكن همي حينها الإسترزاق و إنما إنصب إهتمامي أولا و ليس أخيرا علي الإستمرار في التحصيل العلمي و هذا ما جري.
تفاجأ والدي الكريمين بقراري :
-هل أنت جادة و هل درست مليا الأمر ؟
-جادة كل الجدية، لدي موهية لأطورها حتما سأتعلم و أتقدم و هذا مرادي حاليا...
و لم يخيب ظني و لا عزمي و لله الحمد، توكلت علي الله و بدأت رحلة لن تنتهي إلا في قبري...فالذي ترسب في الأذهان للأسف لا علاقة له بالواقع، كل مراهق راسب مشروع مواطن ناجح، لماذا الحكم عليه مقدما بالفشل ؟
ما يحتاجه أي تلميذ الإهتمام و العناية و عند رسوبه المتكرر بإمكانه أن يعود إلي مقاعد الدراسة فحتما له ميل لمادة من المواد و يعرض التكوين المهني عدة مهن، و له الخيار. فلا ينبغي أن نثبط من عزيمة المراهق و لندعمه بكل ما أوتينا ليجتاز هذه المرحلة التي تبدو للكثيرين محبطة للغاية. لننظر إليها من زاوية إيجابية إنها محطة للتفكر و تقرير المصير.
لنبتعد عن لهجة التأنيب و جلد الذات، فلنشجع ابناءنا بالقول "ليست نهاية العالم. أمامك خيارات أخري..."و هكذا نرفع معنوياتهم و نمهلهم بعض الوقت للملمة أنفسهم و ترتيب أوراقهم. أحيانا إخفاق يفتح لنا مجالا و يتيح لنا تدارك أشياء كانت ستفوتنا إن إنتقلنا إلي طور جديد...تتقلب الحياة بين فوز و إنتكاسة، و العمل يحدث الفارق و لكل تلميذ حلم ما ...غلق الأبواب أمامه ظلم له و لنا، يتعين علي الآباء التريث قبل أن يقسوا علي فلذات أكبادهم لعل في الرسوب خير...و أي فشل قابل للتحدي، و إبنك ينتظر منك لمسة حنان و تعاطف و "أنت لازلت في البداية فأنظر ماذا يلاءمك."
بهكذا أسلوب نبعد عنهم شبح الهزيمة و مرارة التخلف عن أقرانهم و نفتح لهم شبابيك الأمل و كل شيء ممكن في زمن كل التسهيلات متاحة، لماذا العبوس و الغضب فلنرسم الإبتسامة علي وجوه خائفة مترقبة و لنسخر بعض وقتنا لتقديم الدعم الكاف لهم ليجتازوا بسلام هذه المرحلة الدقيقة و بإذنه تعالي سيعوضنا و نسعد بنجاحاتهم...