من سنين قرأت هذا البوح لأم قلقة "كلما تقترب العطل كلما أكتئب، أعمل بكامل الدوام و لا اجد من يحرس طفلي في غيابي.."
فتساءلت "هل نعيش لأبناءنا أم ماذا ؟"
تنتاب حيرة كبيرة الأولياء عشية أي عطلة خاصة فئة العاملين و الموظفين منهم، فهم عوض أن يروا في أيام الراحة فرصة لتجديد علاقتهم بأبناءهم و توطيدها تكفهر الوجوه و يصبح هاجسهم "ما العمل ؟"
و ينتقل ذلك القلق إلي أبناءهم بدورهم، فأحدهم أفصح عن تبرمه "أكره العطل لأن والدي يرسلني عند جدتي و هناك ليس لدي مساحة كبيرة للعب و لا أصدقاء من عمري..."
لماذا لا ننظر إلي العطلة علي أنها فسحة ضرورية للجميع ؟
لماذا لا توافق العطلة موعد عطلة الأولياء حتي و إن كانت أقصر ؟ الوقت الذي يمضيه الأب مع أبناءه أهم بكثير من الذهاب و الإياب إلي مواقع العمل ثم العمل ليس كل شيء في حياة المرء. فوجود و حنان الأولياء لا يعوض. أن نضحي به من أجل دريهمات فهذا مخجل، لعل الطفل يحتاجك في العطلة أكثر من اي وقت مضي و ربما أيضا أنتما معا في حاجة إلي تقارب نادرا ما يحصل طوال السنة. فهل يتعذر علي الآباء إصطحاب أبناءهم في العطل حقا ؟
لا أعتقد ذلك، بإمكان التوفيق بين المناسبتين و الإستمتاع بوقت الإستجمام و تجاوز الضغوط و الهموم. يكفي العزم و التخطيط الجيد للعطلة، و الأمر لا يتطلب أموال و إمكانيات فوق العادة، آخذ تلك الصورة الجميلة و البسيطة في آن لأب و أم ياخذان أبناءهم لأقرب غابة و يفترشان العشب لساعات يغوصون فيها في العالم الأخصر و الطيور، هل مثل هذه النزهة مستحيلة ؟
بل ممكنة و في متناول كل احد...