كم من مرة إسمحوا لي حسدت من لهم وقت فراغ يبددونه في التسكع و العبث. إحدي أسباب الشعور بالضياع و اللامعني فشل الإنسان في ملأ وقته بالأعمال المجدية التي تعود عليه و علي محيطه بالنفع. لا أكره شيء مثل إضاعة الوقت في التذمر و الشكوي و إفتقادنا لبوصلة تحدد لنا الهدف و أهم الأشواط التي علينا بإجتيازها بهمة و جدية.
لدينا شباب، قلة منه يتطوع لعمل الخير و هذا حقا مقلق، فالأمم تبني بحماسة شبابها و تفانيهم في خدمة بلدهم، فذلك الشعور الذي يحدو الإنسان و هو يكرس جزء من وقته للصالح العام شعور غير قابل للوصف.
عوض التفريط في أهم مفتاح ألا و هو الوقت، الأجدر بنا السعي المدروس لتوظيفه خير توظيف. و كثيرا ما يغتر الشباب بفترة الشباب هاته فينفضون أيديهم من أعمال إن لم يتصدوا لها و هم بعد في تلك السن يصعب عليهم بعد تخطي الأربعين القيام بها، فالحياة محطات و كل محطة تستغرق جهد و تركيز و قدرات و إمكانات و الأهم من كل ذلك لا بد من الإيمان ببركة العمل.
فهل الجلوس علي قارعة الطريق لساعات أو التسكع، أضاف شيء ذات معني لهذه الفئة من الناس ؟
لا، بل كانوا مصدر إزعاج لأنفسهم و للمحيط، يحسب الوقت علي العبد و ليس له، فكيف لمجتمع النهوض حضاريا و أبناءه لا يعبأون بالوقت هذا المعطي الأغلي من الذهب ؟
إحترام الوقت و إستغلاله فيما يفيد خلق لا بد من غرسه في السنوات الأولي من عمر الطفل، كي يكبر و ينمو فيه الحرص عليه، من دون ذلك فنحن نخسر الكثير الغير القابل للإسترجاع.
إحدي أهم العوامل المساعدة التي إعتمدتها في مشوراي الحياتي، ضبط عقارب ساعتي بحيث كل شيء يخضع لتوقيت و مدة محسوبة لا زيادة و لا نقصان. فأي كانت رحلتنا نحن عابري سبيل و الأثر الذي نتركه نريده معالم في الطريق للاحقين. فلا نغالط أنفسنا بطول الأمل، الوقت معدود و بين الولادة و الموت فسحة وقت إن أهدرناها في الفراغ، لن نلوم إلا أنفسنا ...