من عادة الجمهور في أي ملف ترقب موقف الدول الكبري أمريكا بالذات و قد رأينا ذلك في آخر عدوان صهيوني علي غزة. إنتظار تحرك جاد ناحية قضايانا من واشنطن موسكو لندن أو بكين غير مجدي، فهم أولا و أخيرا معنيين بمصالحهم، أعابوا علي دونالد ترامب إفراطه في التركيز علي الداخل و نفس النهج إتبعه جون بايدن، فوباء كورونا كوفيد-19 خلط كل الأوراق و لا ينفع الإعتماد علي الأسرة الدولية لحل مشاكل الفساد و التخلف و الإحتلال في حالة فلسطين.
نحن نعاني من عدم الإستقرار في دول الساحل و دولة مثل المالي تعاني منذ عقود من اللاإستقرار و مشاكل عويصة في إحداث توازن بين كل ساكنيها و هذا يغذي الجماعات المتطرفة.
نحن إن لم نذهب لحلول محلية و الحوار في حلحلة إنسداد و غياب الثقة ليس بإمكان أحد أن يحل محلنا لتصفية المشاكل. و ليس من المعقول أن تسعي الأمم المتحدة للبحث عن حلول و هي عاجزة عن وضع حد نهائي للكثير من النزاعات عبر العالم من اليمن إلي سوريا.
لنكف من تعليق أمال عريضة علي منظمات و دول كبري و لنسير شؤوننا وفق منظور لا سبيل إلا للتعايش و التسامح و مكافحة الفساد بلا هوادة و وفق منظومة قانونية صارمة.
في الملف الفلسطيني بالذات، لا بد من ترتيب البيت الفلسطيني اولا و عزل المطبعين فمن يخرج عن الصف لا بد من معاقبته. هذا و الجامعة العربية لم يعرف عنها سياسة فاعلة مؤثرة في الميدان و قد أصبح من الملح نقل القضية الفلسطينية إلي دائرة أوسع تشمل العالم الإسلامي و العودة إلي مبدأ المقاطعة الفعلية لكل من يتعامل إقتصاديا مع الكيان الغاصب.
و ننتظر من السلطة الفلسطينية خطوات عملية و سريعة لوقف اي شكل من أشكال التعاون مع المحتل الصيهيوني، فمن يراهن علي المفاوضات مع العدو بناءا علي معادلة الأرض مقابل السلام ورط نفسه في إلتهام جل الأرض و سجن الشعب الفلسطيني في فتات أرض. لا مناص من إعادة النظر في سياسات السلطة و من وراءها منظمة التحرير الفلسطينية.