علي مدي سنين، لاحظت إتجاه عجيب لدي بعض الجزائريين. بعضهم يتقدم لطلب الزواج عبر الأنترنت، و المرأة المعنية لم يسبق له أن عرفها أبدا و لم يقابلها أبدا في الواقع.

شخصيا، عندما عملت في الصحافة الوطنية علي مدي 19 سنة كنت أضع عنواني الإلكتروني كي أسمح للقراء الكرام بالتعليق علي كتاباتي، فإذا به اتلقي أحيانا طلبات من قراء للزواج.

كنت اتعجب من الأمر حقا، طبعا كنت أقوم بالرفض و أنبه الشخص أنه مطالب بالتعليق علي مقالاتي و ليس التدخل في حياتي الشخصية.

هذا و كنت أصطدم أحيانا بمواقف اغرب، البعض يستنكر رفضي و عدم الكشف عن حياتي الشخصية بإعتبار انهم جادون في طلب الزواج.

مشكلة هؤلاء و الكثيرين منهم، أن الأنترنت له وظيفة واضحة الجوسسة في قالب البحث العلمي و الإجراءات الإدارية و عالم التواصل المفتوح و و و أما الزواج فلا يكون من إمرأة مجهولة تماما و لا يجب أن يتعذروا في حالتي مثلا أنهم قرأوا لي و اعجبوا بكتاباتي...

الكتابة شيء و الشخص شيء آخر تماما و لا أمان ابدا لمجهولين عبر البريد الإلكتروني ، يتقدمون  معللين بأن نواياهم سليمة.

بالنسبة لي و هذا موقفي طبعا، لا يعقل الإرتباط بإمرأة عبر الأنترنت الزواج يكون من إمرأة تعيش في محيط الرجل و يكن قد قام بتحقيق امني عليها و علي أسرتها و هناك تدابير كثيرة أخري لا بد إتخاذها من أجل الزواج. فما يجري في أيامنا عبر الأنترنت، أراه غير صحيح و غير مضبوط و أكرر هذا رأي.