هذا هو المدهش، الإدارة الأمريكية تتحرك وفق إستراتيجية عجيبة معتبرة بيلاروسيا دولة مستقلة عن روسيا و ذات سيادة.
و غفلوا عن حقيقة أن بيلاروسيا كانت و لازالت جزأ لا يتجزأ من إمبراطورية روسيا ثم الإتحاد السوفياتي و روسيا الفيدرالية و لازالت عاصمة بيلاروسيا موسكو و ليس مينسك و ليس من المستغرب أن تأوي مدينة مينسك الإتفاق بين روسيا الفيدرالية و منظمة التعاون و الأمن الأوروبي و أوكرانيا و جمهوريات دونتسيك و لوغانسك.
كيف لإدارة أمريكية تحذر بيلاروسيا من عدم التورط في حرب اوكرانيا و هي في الحقيقة تنفذ بذكاء خطة محاصرة أوكرانيا من الشمال كما تفعل ذلك روسيا من الشمال الشرقي و الشرق و هكذا لم يبقي لأوكرانيا إلا منفذ واحد علي الغرب بولونيا المجر رومانيا و مولدافيا ؟
كيف لعالم غربي لا يزال يعتقد بأن روسيا لا تملك كفاية أسلحة لمواجهته و علي مستويات عدة مع شبه سيطرتها علي البحر الأسود و أن بإمكانها نقل الحرب إلي العمق الأوروبي لأنها تبقي بعيدة عن ضربات الحلفاء لإتساع ترابها الوطني ؟
فكل تلك التحذيرات و التهديدات لبيلاروسيا لن تجدي نفعا، فبوتين أحكم قبضته جيدا علي بيلاروسيا و كل محاولات المعارضة المحلية لم تنجح في فصل بيلاروسيا عن وطنها الأم روسيا.هذا و لم يسمح الرئيس بوتين بنظام غريب سياسي في بيلاروسيا كما رفضه في جورجيا و أوكرانيا...فالنظام السياسي الغربي تهديد وجودي لموسكو، متي ندرك بأن لعبة الشطرنج و إن كان الذراع الإعلامي الغربي يصور المعركة لصالح زيلانسكي ستؤول في نهاية الأمر لصالح روسيا، فموسكو في مربعها الجغرافي التاريخي و الغرب لا.