إكتشف الغرب و مؤسساته السياسية بقدر من الفزع و الإستنكار مع أزمة أوكرانيا أن العالم لا يشاركه نفس الموقف و نفس الرؤية ...قال أحد الإعلاميين الغربيين "تفاجئت بمواطنين أوربيين من أصول أجنبية، ينظرون إلينا من عل، مدعين أننا نستحق الدرس الروسي، هذه الضربة مفيدة لغطرستكم لعلكم تتواضعوا! قال لي بالحرف أحدهم."

الفكرة الراسخة لدي حضارة الغرب انه ليس هناك افضل من النموذج الليبرالي الغربي و أي شيء آخر لا يرتقي إليه. هل كانوا في حاجة إلي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كي يستفيقوا من أحلام اليقظة ؟

تعرف كل حضارة نقطتين/ الصعود ثم الأفول لن أتحدث عن المرحلة الوسط بين البداية و النهاية لكن حضارة الغرب لم تعمر طويلا و هي في مأزق وجودي رهيب.

ليس لديهم الجيل القادر علي رفع التحديات و ثقل المديونية قيدهم و التراجع المريع في التماسك الإجتماعي و فساد الطبقة السياسية، هم يتباهون بنظامهم القضائي المستقل و لكن هذه الإستقلالية لم تمنع من إنتشار ظاهرة الفساد و الصراع بين اليمين و اليسار علي أشده...

ما هي حظوظ هذا العالم الذي أوصل الكوكب إلي حافة الإنهيار بسياساته الإقتصادية ؟

لا بد من إستشراف العديد من المعطيات لنتوصل إلي تشخيص سليم.