نحن في موسم الأعراس و الأفراح. تكمن المشكلة في كيفية الإحتفال و في الأرضية التي ينبني عليها الفرح، إذا ما كان زواج و لم يتمتع بركيزة صلبة من أول يوم سينفرط عقده بعد مدة قصيرة و طريقة الجزائريين في الإحتفال تسبب لنا صداع رأس مستمر. كل مظاهر الإنحطاط الحضاري و الأخلاقي تتبدي في تلك المناسبات، تبذر أموالها العائلات الجزائرية في سبيل الظهور بمظهر كاذب يوحي بما لا تعيشه في الواقع.
كم من مرة أرعبتنا المفرقعات و طلقات البارود و مواكب عرسان و بهرج ليس فيه بركة. هذا و جل الجزائريين اليوم يتزوجون للمظهر و لا تتوفر فيهم شروط الصلاح و التقوي لتأسيس نواة أسرة. و العائلات تتناسب من اجل مصالح مادية بحتة لا علاقة لها بالتوادد و التراحم و التعاضد. كل شيء إكتسي معاني جوفاء، و غابت المفاهيم الرسالية التي من اجلها حثنا الإسلام علي الزواج و التكاثر، و علي خلاف تعاليم ديننا نحن نورط أنفسنا في سلسلة من الإخفاقات التي تنبأ بفشل الزواج، فما بني علي باطل هو باطل و ما شيد علي قاعدة منهارة مصيره الإنهيار لا محالة.
و هنا علينا بتذكر أمر : التمادي في الزيغ و الإنحراف ما هو إلا مقدمة لبلاء آت و مهما كابرنا في إنكار ذلك، لن تستقيم أحوالنا و نحن نعيش للناس و لا نبالي بالهدف الأسمي من وجودنا في هذه الدنيا الزئلة : عبادة ربنا تعالي عن بينة...