عند لجوء الأوكرانيين إلي دول أوربا، تعالت اصوات مسلمة تستنكر إستقبال أوروبا و ترحيبها بالأوكرانيين و كيف أعطت الأولوية لهم.
فعلا الأمر مثير للشفقة، بات المسلم لا يعرف قدره ...هل يعقل لجوء المسلم إلي ديار لا يحكم فيها شرع الله و سيظل مهما إجتهد عنصرا اجنبيا عن روح و تاريخ المانيا، فرنسا او هولاندا...
لنسئل أنفسنا، لماذا اليمين السويدي و الممثل في حزب ديمقراطيوا السويد رافض للجالية المسلمة في مدينة مالمو الواقعة في أقصي الجنوب السويدي ؟
لأن الجالية المسلمة هناك تعيش تدين متشدد و منفصلة عن جيرانها البيض السويدين، فأن يتسلل المسلم اللاجيء أو المهاجر إلي مجتمعات لادينية غربية و يفرض نفسه هناك في تعارض تام مع قيم و هوية الدولة الغربية المضيفة سيؤدي لا محالة إلي تصادم مع مكونات الهوية الأصلية.
هذا و أن نعتبر اوروبا عنصرية لأنها رحبت باللاجئين الأوكرانيين هذا منتهي الجهل، بل بالعكس من حق اوروبا أن تعطي الأولوية لللاجئين الأوربيين ممن يتقاسموا معها الهوية و العرق و الإنتماء الحضاري.
لنتصور أننا نستقبل 6 إلي 8 ملايين لاجيء غربي، ألا يؤثر وجودهم بيننا علي انماط معيشتنا ؟ نحن تغربنا بسبب الغزو الثقافي و السمعي البصري للغرب فكيف و هم بيننا بالملايين و لا بد أن نحسب ألف حساب لأقلية معتبرة ؟
ففكرة المساواة المطلقة بين المسلم و الغير المسلم من السموم التي أدخلها عنوة في قاموسنا التيار اللاديني ليقولب المسلمين بحسب القالب اللاديني...ففارق كبير جدا بين من يوحد و بين من لا يوحد ثم البحث عن اسباب الإستقرار المادي علي حساب مصير أوطاننا الأصلية، هل هذه وطنية و روح مسؤولية من لاجئينا و مهاجرينا ؟
هذا و اي حق يحصل عليه المسلم اللاجيء في بلاد الغرب لقاء تنازل منه و إندماج كامل في المجتمع المضيف و هكذا يكون قد خسر كل شيء الإنتماء الديني و الحضاري لأمة الإسلام و المآل الآخروي و سيعيش حالة إنفصام و تشتت بين ضفتين و بين هويتين و لن ينجح في تقمص أي من الهويتين ...