(8) أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَ قَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) الآية 9 من سورة الزمر
إحدي أهم أسباب التمييز بين البشر تتلخص في جملة واحدة فارق بين العارف الذي يعلم و الجاهل الذي لا يعلم و الآية 9 من سورة الزمر تصف لنا بإعجاز قرآني فريد ذلك الفارق، فالذي يخصص جزء من ليله في عبادة ربه تعالي و يقنت لله زاهدا في الكثير من مظاهر الدنيا الفانية مصيره ليس مصير الغافل المنكب علي متاع الدنيا...
نحن في زمن كثرت فيه الغفلة و التنطع و التظاهر بما ليس فينا و قل أصحاب القلوب الصافية و الأفهام المتبصرة. كثر الهرج و المرج و زالت عوامل القوة و المنعة و طغي منطق أنا و بعدي الطوفان. هل من ستنقذنا تلك القلة العارفة الملمة بكليات الأمور و التي لازالت تنهل من منبع الحكمة الأزلية بعيدا عن عالم التهافت و السرعة ؟
دوما مثلت تلك الطبقة المختارة من الحكماء زبدة المجتمعات الإنسانية و عليها يعول للخروج من الأزمات الكبري و نحن حاليا نعيش أزمات متداخلة معقدة و حلها أصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة لحضارتنا.
فالإنبعاث الحضاري لأمة الإسلام مسألة وقت و حشد لممكنات و حسن تدبير و تخطيط محكم و تسيير لأمور الناس بروح مسؤولية عالية و شتان بين العارفين و الجاهلين...بين من يسقط ذكرهم بمجرد ما تنطق أسماءهم و بين من تظل أسماءهم تساكن النجوم في أعالي السموات. و الحمد لله رب العالمين و لا إله إلا الله محمد رسول الله.