أحد انجح الأفلام الذي يعري جشع الرأسمالية الأمريكية في أبشع مظاهرها نراه في فيلم "حرب الفاصوليا" لعام 1988. محتوي هذا الفيلم التحفة بقي عالقا في بالي و هو مأخوذ من كتاب جون نيكولز بنفس العنوان.
أداء الممثلين الغير المعروفين و هم خليط من جنسيات أمريكية شمالية و جنوبية جعلنا نعيش ساعة و سبعة و خمسين دقيقة مدة الفيلم مشدودين لكراسينا مسمرين اعيننا علي شاشة التلفاز.
كنا نعيش كل لحظة من لحظات الفيلم باعصابنا و تركيز رهيب.
قصة الفيلم تبدا بجرأة أحد الفلاحين المحتاجين في ولاية المكسيك الجديد الأمريكية في أخذ ماء ليسقي به حقله من مجمع أراضي مرقي ثري و المواجهة التي سنعيشها دقيقة بدقيقة تقع بين سياسيين و اثرياء متحالفين ضد مجموعة من السكان المحتاجين من صغار الفلاحين. تروي القصة تعاظم جبروت الأثرياء و كيف توظيفهم لأموالهم يجعلهم يحررون قوانين علي مقاسهم و يستعينون بقتلة لإرساء نظام هيمنة ظالم.
أمام إرادة 500 ساكن متحدين، سيتحايل الأقوياء بدعم من السياسيين لإجبار الفلاحين علي بيع أراضيهم و إحتكار المياه الشحيحة أصلا و إنتهجوا سياسة الترهيب لكل من وقف إلي جنب السكان و علي رأسهم الصحافي الذي كان يصدر الجريدة الوحيدة في المنطقة. و كان الشريف في خدمة الأقوياء و هكذا يري قراءنا الكرام أنه في قلب المدنية الأمريكية الظلم وارد إنما وحدة الصف و وعي و ذكاء صغار الفلاحين لعب دور حاسم لصالحهم.
هناك مشاهد جميلة جدا مثل ذلك الفلاح المسن الذي عند إستيقاظه في الصباح الباكر و هو يغسل وجهه يدعو الرب تعالي هكذا "لك الحمد و الشكر يا رب علي نعمة الحياة و كيف أنك تكرمت علي بيوم جديد في عمري."
هناك مشهد آخر معبر للغاية و صور فيه المخرج الأمريكي كيف أن الإرادة الإلهية إلي جنب الضعفاء المحتاجين منصفة إياهم : جاءت قوي الشر لتصادر أعداد من الجريدة الوحيدة و قد حملها صاحبها إلي خلف سيارته المكشوفة، فبعث ربنا تعالي ريح قوية فطارت كل الجرائد في السماء و نزلت عند أبواب مساكن القرويين البسطاء، إلهي كم هي رائعة تلك اللقطة !!!
في النهاية آل الصراع لصالح الضعفاء بعد ما دفعوا ثمنا غاليا من دماءهم و راحتهم و تعبهم لكنهم إنتصروا في نهاية الأمر علي الرأسماليين الجشعين.
مخرج الفيلم روبرت ريدفورد