العجيب إزدواجية التعاطي التي تعامل بها الإعلام الغربي مع إدارة ترامب و إدارة بايدن، لنفكر في الإنتخابات الرئاسية لعام 2024 الأمريكية و سندرك لا محالة أن الأوضاع ستزداد سوءا مع رئيس ديمقراطي و قد باتت مسألة إعادة إنتخاب جو بايدن أمر غير مستحب.
فوجود مخدر الكوكايين لإبنه هانتر و تعطيل المكتب الفيدرالي للتحقيقات فتح تحقيق واسع و معمق من طرف غرفة النواب عن تورط هانتر بايدن في صفقات مشبوهة يثبت بما لا يدعو للشك ان النظام السياسي الأمريكي يعرف أسوا ايامه...
هذا و كأنه محكوم علي العالم أن يتعامل مع رئيس ديمقراطي أو جمهوري و لا وجود لخط ثالث...هذا و العالم اليوم يشهد توترات و أزمات علي أكثر من صعيد و القوي العظمي من الصين إلي روسيا إلي أمريكا تخوض معركة وجود.
فيا تري ....ما الذي علينا توقعه من رئيس جديد في البيت الأبيض ؟
مزيد من سياسة الهيمنة في ظل تراجع واضح للقوة الناعمة التي لم تعد تقنع أحد...في أوروبا لوحدها اليمين المحافظ و القومي مستاء من سيطرة امريكا علي صانع القرار الأوروبي ...خاصة في ملف أوكرانيا...
لا تملك حل الإدارة الأمريكية أي كان الحزب الذي يدير البيت الأبيض في فلسطين المحتلة، و أما مزاحمة الصين في بحر الصين و تحجيم قوتها االإقتصادية فهذا تحدي التخطيط له يتطلب جاهزية كبيرة بينما الوضع الداخلي الأمريكي يعرف إحتقان كبير و إنقسام المجتمع الأمريكي إلي تيارين متناحرين يعمل كل واحد منهما علي حدة لرسم معالم أمريكا وفق منظوره الخاص مما يزيد في نسبة المخاطر الداخلية، كحركة الإنفصال لجماعات و أجزاء و ولايات امريكية بكاملها دون الحديث عن وتيرة نمو و نسق تطور علمي متسارع سيترك خلفه و في أثره شرائح كاملة من الطبقات الكادحة الأمريكية علي جانب الطريق بدون ادني حظ للصعود سلم الطبقات.
أمريكا المصرة علي قيادة العالم و عدم التفريط في ريادتها في مأزق و الخروج منه يتطلب أكثر من قرار سياسي شجاع أو تبني إستراتيجية قوامها الحكمة و تقدير صحيح للممكنات و القدرات في الميدان...